تحدثوا عن ابتعاد السعودية عن مصر، وأشاروا إلى أن الملك سلمان لديه رؤية مختلفة عن الراحل عبد الله، وأن مصر ستعاني من توقف التعاون السعودي معها. لكن مرة تلو المرة تسكت الأفعال المجيدة الأقوال المريضة.
ولم تفهم الضباع أن السعودية لا ترى في مصر أشخاصا فقط، بل ترى بلدا عظيما وشعبا شقيقا ومصالح دائمة. وأن أي خلل في هذه العلاقات سيجعل من العرب لقمة سائغة في منطقة تهافتت القوى الإقليمية والدولية على قصعتها.
وحينما شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على متانة وقوة العلاقات المصرية السعودية، مؤكدًا على أنها "في أبهى صورها" لم يجانب الصواب. فمن العاقل الذي يريد تحطيم علاقة بيضتي الميزان السياسي العربي.
وأيضا حينما يؤكد وزير الخارجية السعودي ومن موقعه السياسي المهم والصانع للقرار السعودي أن المجلس التنسيقي بين البلدين لم يأت كرد فعل على ما يتداول من وقت لآخر في وسائل الإعلام بهذا الشأن، وإنما يأتي استكمالا لما تم بناؤه فى الماضي لتعزيز العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين، فهو يتكلم من منطق القوي العالم ببواطن الأمور لا الشخص النكرة الذي لا علاقة له بصنع القرار والذي يطبق أجندة تركية إخوانية ترغب في عزل مصر عن عالمها العربي النابض.
وقفة الملك سلمان الحازمة والنبيلة مع مصر تترجم سياسته الهادفة لوحدة الصف العربي، وهي دعوة لمن شذ عن الصف أن يعود ويعلن وقوفه مع مصر لا مع الحركات الإرهابية في حربها ضد شعب مصر واستقرار مصر العظيمة.
وما حدث من توافق وتفاهم وتنسيق سعودي مصري يعلن، مرة أخرى، حكمة سياسة البلدين وابتعادهما عما ينفر واهتمامهما بما يقرب ويشدد أمن واستقرار وسلام المنطقة.
في الختام هي رسالة لكل المثبطين، أن مرضاة أحزاب ظلامية لا تشبه العمل لشد أزر الأمة العربية، وأن الأجندات يجب أن تكون وطنية مخلصة لا حزبية ضيقة.
وعلينا كإعلاميين أن نقف مع ما يبني لا ما يهدم، مع ما يصلح لا ما يدمر.
-----------------
سكاي نيوز عربية