نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


الصين تسجن المعارض "شياوبو" على مبدأ اقتل الدجاجة ليخاف القرد




بكين - استوكهولم - اوتاوا - أندرياس لاندفير­- وكالات - ­تعتبر عقوبة السجن القاسية بحق الناشط الحقوقي الصيني ليو شياوبو تحذيرا بدم بارد للغاية لجميع منتدي النظام الشيوعي في الصين.


المعارض الصيني ليو شياوبو
المعارض الصيني ليو شياوبو
ويطلق الصينيون على ما حدث بشأن إدانة ليو بتهمة التخريب وبالتالي الحكم عليه بالسجن 11 عاما عبارة:"اقتل الدجاجة يخاف القرد". الرسالة التي يحملها هذا الحكم واضحة لا لبس فيها ألا وهي: ليس لأحد أن يمس سلطة الحزب الحاكم.

كما أن هذا الحكم القاسي يهدف في الوقت نفسه إلى توجيه رفض فج لمطالبة ألمانيا والدول الأوروبية الأخرى والولايات المتحدة بالإفراج الفوري عن الكاتب ليو البالغ من العمر 53 عاما.
وعقب الحكم مباشرة قالت ليو شيا زوجة الحقوقي ليو شياوبو وعليها علامات الإجهاد ولكنها مازالت متماسكة:"لم أعد أشعر بشيء".

كانت الزوجة الشجاعة للمعارض الصيني تخشى أن تصدر بحق زوجها عقوبة أكبر. ولم يسمح القاضي لها بالتحدث مع زوجها في صالة المحكمة عقب الحكم سوى لدقائق قليلة.
وعما جرى خلال هذه الدقائق قالت الزوجة في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ):" تبادلنا الابتسامات وتحدثنا عن أسرتنا وأصدقائنا".

أضافت الزوجة ليو:" لم يسعنا سوى تبادل التمنيات بالتوفيق في الحياة التي تواجهنا الآن". لم يحكم حتى الآن على أي حقوقي متهم بأنه يمثل خطرا على النظام بمثل هذه المدة من السجن، بأحد عشر عاما. وأصيب الأصدقاء والمثقفون ورفقاء الدرب بالصدمة إزاء الحكم.

ومعلقة على الحكم قالت الأستاذة الصينية المتقاعدة دينج تسيلين التي تترأس مجموعة رعاية أسر ضحايا القمع الدموي للحركة الديمقراطية عام 1989:"أراد الحزب الشيوعي بهذا الحكم أن يعلن للعالم وللشعب أنه سيستخدم جميع سلطته لتأمين حكم الحزب الواحد بدلا من الشروع في تنفيذ إصلاحات".

أضافت الأستاذة الصينية البالغة من العمر 73 عاما والتي قتل ابنها عن 17 عاما في أعمال القمع :"كانت المحاكمة مهزلة انتزعت قناع دولة القانون عن وجه النظام..لم يعد الحزب يجرؤ اليوم على قتل الناس ولكنه يجعل الشرطة تعتقل الناس بلا تمييز".

أيقظ "الميثاق 8" للإصلاح الديمقراطي في الصين والذي شارك ليو شياوبو في وضعه روح عام 1989 بالنسبة للأستاذة دينج تسيلين التي ترى أن إناسا مثل ليو شياوبو لا يستحقون أن يسجلهم التاريخ ضمن المتواطئين ضد النظام وأن من يستحق ذلك هم قيادات الحزب الشيوعي.

ورأت الأستاذة البالغة من العمر 77 عاما أن الميثاق 8 لا يهدف إلى تقويض الصين ولكن إنقاذها.
وكتب الحقوقي ليو شياوبو في أحد مقالاته الستة التي استخدمتها المحكمة كأدلة إدانة بتهمة التحريض على قلب نظام الحكم إلى جانب الميثاق 8:"منذ أن تولى الحزب الشيوعي السلطة في الصين وأجيال من مستبدي الحزب تولي الحفاظ على سلطتها الخاصة أكبر اهتمام مقابل أقل اهتمام للحفاظ على حياة الشعب اهتماما كبيرا".

ويرى شياوبو أن القيادات الشيوعية تروج الوطنية بين صفوف الشعب من أجل صرف أنظاره عن الكوارث والمعاناة التي جلبها النظام على الشعب والأمة الصينية وأن الشعب أصبح رهينة لدى النظام الشيوعي.
غير أن شياوبو ترك الحكمة التالية لمواطنيه وهو في طريقه للسجن:"ولد الإنسان حرا ومتساويا مع غيره من البشر،.. الاستعباد على مستوى العالم وعدم المساواة لم يكن سببهما أبدا القوة المفرطة للحكام أو عظمتهم بل بسبب انصياع المحكومين".

و أعرب الاتحاد الاوروبي عن شعوره "بقلق عميق" ازاء الحكم بالسجن 11 عاما الصادر بحق المنشق الصيني ليو شياوبو لسعيه لتعزيز الديمقراطية في البلاد.

ووصف الاتحاد الاوروبي في بيان له صدر في ستوكهولم ، الحكم بأنه "مبالغ فيه" وقال انه يثير القلق ازاء احترام حقوق الإنسان والحق في الحصول على محاكمة عادلة في الصين.

كما دعت كندا الصين الجمعة الى الافراج غير المشروط عن المعارض ليو تشياوباو الذي حكم عليه بالسجن 11 عاما.
وقال وزير الخارجية الكندي لورنس كانون في بيان "على غرار ما فعلت منذ بداية اعتقال ليو، فان كندا تحض الصين مجددا على الافراج عنه من دون شروط".

واضاف كانون ان بلاده "تأسف للعقوبة التي فرضت على ليو تشياوباو، وتعتقد انه عوقب على ممارسته حقه في حرية التعبير بشكل سلمي وغير عنفي". وتابع ان "كندا قلقة حيال الاعتقال الطويل لليو المستمر منذ عام".
واعرب ايضا عن "القلق البالغ" ازاء محاكمته "التي جرت بشكل مغلق مع استبعاد افراد عائلته والمراقبين الاجانب وممثلي سفارة كندا".

وتسعى الحكومة الكندية المحافظة منذ اشهر الى تطوير علاقاتها الاقتصادية مع بكين، وتجلى ذلك خصوصا في زيارة للصين قام بها في كانون الاول/ديسمبر رئيس الوزراء ستيفن هاربر. لكن الاخير شدد على ان التقارب على الصعيد الاقتصادي لن يحول دون اتخاذ اوتاوا مواقف من احترام الحقوق الاساسية.

أندرياس لاندفير­
السبت 26 ديسمبر 2009