وقال غوردون -القائد السابق لفوج التعامل مع الهجمات الإشعاعية والكيمياوية والجرثومية في الجيش البريطاني- إنه علينا أن نطمئن إلى أن رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، على عكس الأسد، لا يرحب ببوتين بأذرع مفتوحة. لكن عند الاستجابة لحالة الطوارئ في أوكرانيا، هناك عِبَر يمكن للغرب أن يتعلمها من سورية.
وشنت روسيا غزوًا واسع النطاق على أوكرانيا، أمس الخميس، وقالت كييف إن الغزو تسبب في سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى. وتبعت الغزوَ الروسي ردودٌ غاضبة من عدة دول في العالم وفُرض عقوبات على موسكو دون أي تدخل عسكري، في حين حذر الرئيس الأوكراني من أن عدم مساعدة بلاده ستساهم في وصول الحرب إلى الدول الغربية.
سورية “دولة روسية”
وأوضح الكاتب أنه “منذ أن أزالت الأمم المتحدة مخزون سورية المعلن من الأسلحة الكيمياوية عام 2014، واصل النظام السوري قصف المستشفيات والمدارس، وحرق القرى على الأرض في سياسة الأرض المحروقة المروّعة على غرار العصور الوسطى”.وأضاف أنه “لحسن الحظ، لم نشهد استخدام أسلحة كيمياوية منذ أبريل/ نيسان 2019، لكن سوريا اليوم هي دولة روسية في كل شيء عدا الاسم، والأسد هو دكتاتور دمية له خيوط من الجَليّ جدًّا أنه يتم تحريكها من موسكو”، مشيرًا إلى أن “مدينة إدلب، هي المنطقة الوحيدة التي لا تزال خالية من الاستبداد، لكن مع وجود ملايين الأشخاص المحاصرين الذين يعانون من سوء التغذية هناك، واستخدام الأسد قنابل حارقة”.

وبيّن أنه “مع اعتماد الكثير من دول أوروبا على الغاز الروسي، بدأ عدم الاستقرار العالمي الحالي في دمشق. تبدو موسكو المتشجعة والمدعومة بأسعار النفط المرتفعة أكثر استعدادا لمواجهة حلف شمال الأطلسي (الناتو) مما كانت عليه قبل سنوات، عندما لم يكن جيشها يضاهي الدبابات الغربية”.
وأوضح أنه عندما قامت الدول الأخرى بتخفيض الإنفاق على جيوشها إلى أدنى مستوياته، واعتمدت على الإلكترونيات والفضاء لخوض الحرب القادمة، حدثّت روسيا قوتها المدرعة، وهي الآن تظهر في جميع أنحاء أوكرانيا.
وأكد غوردون أنه “هناك نوعية أسلحة فريدة بكميات كبيرة ودروع ثقيلة، لن يستطيع محارب إلكتروني أن يقضي عليها”.
صمود الشعب السوري
وقال إنه يظهر جليًّا أن الجميع في سورية عانى. ولفت إلى أن سكان إدلب يحصلون على بعض الدعم من خلال تركيا، وهناك بعض المشاريع التي تمولها دول أوروبية. وأصبحت لديهم مستشفيات وعيادات، وهناك أيضا طاقة شمسية لتشغيل المولدات وإمداد غرف العمليات الجراحية، حيث لا يوجد وقود، ودُمرت شبكة الكهرباء منذ سنوات.وأضاف أن الشعب السوري أظهر صمودا لا يضاهى، حتى بعد أن خُذلوا.
وأوضح تراخي الغرب في حماية السوريين قائلًا “لم تتدخل الدول الغربية عندما بدأ النظام بمهاجمة أبناء شعبه. بعد ذلك، وردًّا على استخدام الأسلحة الكيميائية، وهو أمر غير قانوني وفقًا لقواعد الحرب، أعلنت الولايات المتحدة خطًّا أحمر بشأن استخدامها، لكنها فشلت في التصرف عندما تم تجاوز هذا الخط”.
وزاد “وقفنا متفرجين، في حين شقت روسيا وإيران طريقهما عبر سورية لإنشاء قاعدة عمليات أمامية على أعتاب الغرب”.
وقال إن قادة الدول الغربية سيحسنون صنعًا إذا تذكروا ذلك، وسيكونون أقوياء ومرنين لحماية أوكرانيا.
واختتم الكاتب مقاله بالقول “لا نستطيع تصور أن بعض العقوبات المفروضة على عدد قليل من البنوك والمليارديرات سوف يزعج بوتين. إنه يفهم القوة، والقوة فقط، لذلك لقد حان الوقت لإظهار قوتنا”.