نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


الكلب بير ينقذ أكثر من 100 كوالا من حرائق الغابات الأسترالية




كانبيرا – يزهو روماني كريستسكو وهو خبير بيئي فرنسي يقيم في أستراليا، بكلب الإنقاذ الذي يمتلكه ويطلق عليه اسم "بير" ويبلغ من العمر خمس سنوات، ويصفه بأنه "روح تحمل السعادة الغامرة"، ويقول عنه أيضا إنه يتمتع بمهارة خاصة جدا في رصد حيوانات الكوالا وهي من فصيلة الدب ذي الجراب.


 

وبخلاف الكثير من كلاب الرصد والكشف الأخرى والتي يتم تدريبها على تتبع رائحة الروث، فإن الكلب بير مدرب على تتبع رائحة فراء حيوان الكوالا الحي.
وينتمي بير إلى فصيلة كولي وهي كلاب أسترالية تعمل في حراسة قطعان الماشية، وقام المستوطنون الأوربيون باستيلادها من كلاب استوردوها في القرن التاسع عشر، وتخلى الأصحاب الأصليون للكلب بير عنه متذرعين بأنه من الصعب التعامل معه، غير أن مواهبه تجعله مثاليا في مجال تعقب الكوالا.
ويقول عنه كريستسكو "بير شخصية مرحة، ويتمتع بقوة دفع عالية للغاية تحفزه للنشاط، وهو لا يتوقف أبدا لالتقاط قسط من الراحة، ويريد دائما التحرك والعدو واللهو، وهذا هو السبب في أنه يعد كلب رصد رائع".
ويقود كريستسكو وهو عالم في شؤون البيئة وخبير في الكوالا وطبيب بيطري، فريق "كلاب الرصد من أجل المحافظة على الحياة البرية" بجامعة صانشاين كوست الأسترالية، ويدرس الفريق تحركات الكوالا وتعدادها وأحوالها الصحية وأماكن معيشتها.
وتم أولا اصطحاب الكلب بير الذي أصبح عضوا في الفريق العلمي، إلى المناطق التي تدمرت بفعل الحرائق التي اندلعت في تشرين ثان/نوفمبر 2019، وعثر منذ ذلك الحين على أكثر من 100 من حيوانات الكوالا في الولايات الاسترالية الثلاث الأكثر تأثرا بحرائق الغابات التي أحرقت أكثر من 12 مليون هكتار من الأراضي.
ويقدر العلماء أنه نفق في هذه الحرائق أكثر من مليار حيوان، وشملت الأراضي التي احترقت أماكن رئيسية لمعيشة الكوالا وأماكن أخرى مدرجة في القائمة التي يتعرض فيها للانقراض.
ويقول الخبراء إن الكوالا يحتاج إلى تدخل عاجل، وليست ثمة بيانات موثوق بها عنه غير أن الخبراء يقدرون أن آلافا منه نفقت أثناء الحرائق، بينما يشير الصندوق العالمي للحفاظ على الحياة البرية إلى أن الدراسات الأولية التي أجريت في المنطقة الشمالية من ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية تشير إلى أن أعداد هذه الحيوانات المحلية في المناطق الأكثر تضررا تقلصت بنسبة تصل إلى .85%
كما أن كثيرا من حيوانات الكوالا التي بقيت على قيد الحياة تعرضت لإصابات شديدة من النيران وأصيبت بالجفاف وتضورت جوعا، وفي حالة عدم العثور عليها بشكل مبكر قد تتعرض للموت، ومن هنا فإن العمل الذي تقوم به كلاب رصد الكوالا مثل بير يعد أساسيا.
وأوضح جوسي شاراد وهو ناشط في مجال الحفاظ على الحياة البرية بالصندوق الدولي لرعاية الحيوان والذي ساعد كريستسكو على الحصول على الكلب بير، أن "معظم كلاب الرصد في أستراليا مدربة على العثور على روث الكوالا، ولكن بير مدرب على اكتشاف أماكن الكوالا الحية والعثور عليها".
وقال شاراد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) إن "بير يعاني إلى حد ما من فرط الحركة، ويحب اللعب وليس لديه ميل للتوقف عن اللهو".
وأضاف "غير أن ما حال دون أن يكون بير حيوانا أليفا مثاليا جعله كلب إنقاذ مثاليا".
ويسعى الباحثون للعثور على صفات معينة في الكلاب المستخدمة في اكتشاف أماكن حيوانات البرية، ومن بين هذه الصفات ألا يكون لديها اهتمام يذكر بمطاردة الحيوانات الأخرى أو النباح عند رؤيتها، وأن تتمتع بطاقة عالية وبالهوس باللهو.
ويركز الفريق في البحث على الأماكن التي قد تكون الكوالا قد نجت فيها من الحرائق، وقد تكون تناضل فيها من أجل البقاء على قيد الحياة، كما يركز على حشد مجموعات الإنقاذ والخبراء المحليين، ولدى الفريق أيضا راصد محترف للكوالا وطائرة مسيرة مزودة بآلة تصوير.
وعلى أرض الحريق يتم إطلاق الكلب بير بعد أن يرتدي حذاء خاصا طويلا لحماية قدميه، وعندما يجد كوالا يتوقف منتظرا كما تم تدريبه على ذلك.
وأوضح شاراد قائلا "إنه لا ينبح أو يفعل أي شيء، بل يرقد فقط تحت الشجرة التي يقف فوقها الكوالا"، وإذا تبين أنه توصل إلى الهدف المطلوب يحصل على كرة كمكافأة وهي اللعبة المفضلة له، كما أوضح أن "بير ليس لديه اهتمام بالكوالا أو الحياة البرية، وهذا ما يجعله أفضل، وكل ما يهتم به هو كرته ووقت اللعب".
وعثر بير حتى الآن على أكثر من 100 من الكوالا في المناطق المحترقة، وكان الكثير منها مريضا أو مصابا أو يعاني من الجفاف وسوء التغذية، وأنقذ الباحثون أكثر من عشرين حيوانا منها، واضطروا إلى ممارسة القتل الرحيم مع خمسة منها، وتم ترك الباقي في منطقة معيشتها بعد تقييمها صحيا.
ويعد العثور على الكوالا عملية شاقة، ويخطأ الخبراء من البشر في اكتشاف أماكن 80% منها لأنها تتميز بالقدرة على التخفي، كما أنها هادئة للغاية وعادة ما تجلس ساكنة في أعالي الأشجار، وفي هذا الصدد يقول كريستسكو "الأمر سيكون صعبا بدون بير، وبدون كلاب سيتم إضاعة كثير من الوقت وبذل جهد كبير مضني، وبدونها سنحتاج إلى فريق أكبر حجما ليعمل على الأرض".

سوبيل بهنداري
السبت 6 يونيو 2020