نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


اللبوة الايطالية فريديريكا بيللغريني شقراء حالمة مكللة بالانتصارات وبعض الغموض




نيقوسيا - أ ف ب - تشكل السباحة فيديريكا بيلليغريني حالة خاصة في الاوساط الرياضية الايطالية، نظرا لشخصيتها الغامضة والصعبة احيانا وتصميمها على تجاوز صعوبات واجهتها ومعاناة كادت تبعدها عن الاحواض والمنافسات


اللبوة الايطالية فريديريكا بيللغريني شقراء حالمة مكللة بالانتصارات وبعض الغموض
غير ان "الشقراء الحالمة" لم تعد مهيضة الجناح، بل لبوة افترست النجاح في بطولة العالم الاخيرة للسباحة التي احتضنها حوض "فورو ايتاليكو" على ضفاف نهر التيبر في العاصمة روما، فاحرزت ذهبيتين من الذهبيات الاربع التي نالتها بلادها، قاطفة فوزين عزيزين في الـ200م والـ400م مع رقمين عالميين، نافضة عن كاهلها عقبة ضغط الجمهور الذي حضر بالآلاف لمؤازراتها، مثبتة ان "ابنة البلد" على قدر المسؤولية والآمال العريضة. لذا، لم يكن مستغربا ان يتم اختيارها والاميركي الفذ مايكل فيلبس الذي اضاف الى رصيده الغني خمسة القاب ذهبية، افضل سباحين في البطولة.
اخيرا خرجت بيلليغريني (21 سنة، 77ر1م و60 كلغ) من جلباب الفرنسية المبتعدة لور مانودو، ولا مبالغة في القول انها انهت عصر الفرنسية، علما ان بلوغها هذه المرتبة لم يكن يسيرا.
وقفت بيلليغريني التي تتستر خلف بعض الغموض المثير خلف مانودو في البطولتين الماضيتين، اذ حلت ثانية في سباق الـ200م عام 2005 وثالثة عام 2007، وخامسة في الـ400م عام 2007. وفي روما، استهلت تألقها بانتصار مدو في الـ400م (15ر59ر3 دقائق) انهى ثلاث سنوات من الانتظار، وثبت بروزها الاولمبي في بكين العام الماضي على مسافة الـ200م بعدما حلت ثانية في اثينا عام 2004. كما اكد سيرها على الطريقة الصحيحة ومواصلة مسيرتها التصاعدية المتمثلة بسيطرتها الاوروبية وتحطيمها الارقام العالمية، حتى ان فوزها في دورة بيسكارا المتوسطية (على أرضها ايضا) اعتبر اشارة انطلاق نحو الزعامة العالمية.
لمست بيلليغريني حافة الحوض منهية السباق الشاق ورمقت بنظرة خاطفة لوحة النتائج التي اشارت الى تحطيمها الرقم القياسي، لكنها بدت غير مصدقة، وهذا ما اتضخ من تعابير وجهها وحركة يدها. وكشفت لاحقا انها كادت تفقد انفاسها في الامتار الاخيرة: "اردت انهاء السباق بفارق مريح كرمى للجمهور الكبير الذي انتظر انتصاري. لقد وضع ثقته بي ولا استطيع ان افرط بها". واضافت: "عشية السباق النهائي توعكت قليلا وشعرت بحرارة خفيفة فنمت باكرا. وجددت المياه الباردة قليلا في حوض الاحماء نشاطي وحفزتني لانطلاق مناسب".

نهم للتدريب
توصف بيلليغريني بـ"المقاتلة" نظرا لعزيمتها القوية، ووجد مدربها البرتو كاستانيتي في هذه الصفة فرصته ليصقل موهبة البطلة ويحصن قدراتها البدنية، ويجعلها لا تلين ولا تستكين "ولا تشبع من التدريب"، منذ ان باشر مهامه معها في ايلول/سبتمبر 2007.
ويلفت كاستانيتي ان توعكا صحيا اصاب بيليغريني من اشاراته المزعجة نوع خفيف من الربو، كاد يعرقل برامج التحضير لبطولة العالم، "لكنها تجاوزت هذه المرحلة سريعا وجاء انتصارها في بيسكارا بمثابة اوكسجين منشط في الوقت المناسب"
والى الاعداد الفني، اولت بيلليغريني عناية بالاعداد النفسي والذهني تحت اشراف الاختصاصي دانيالي بوبولوزيو، وقد شوهدا يسيران معا حول حوض "فورو ايتاليكو" مرات عدة قبل السباقات، اذ كانت ترسم في مخيلتها سيناريو المنافسة، وتتأقلم افتراضيا مع ما ستواجههه لاحقا.
"المحاربة" ابنة مظلي وحفيدة بطل ايطاليا للمصارعة، دخلت اجواء بطولة العالم وفي خلدها ذكرى دورة بكين، اذ كانت تشعر بطاقة كبيرة تريد ان تفجرها انتصارا في سباق الـ400م بعد اربعة اشهر من تحطيمها الرقم العالمي خلال بطولة اوروبا في ايندهوفن، غير ان الرياح جرت بما لا تشتهي فيديريكا.
في سن الثانية عشرة، لم تكن البطلة الايطالية تقو على اكمال التدريب. وفي سنوات المراهقة اصطدمت بخيبات بطولة العالم ودورة اثينا، فانتقمت من نفسها بشهية مفرطة للطعام فزاد وزنها، "وكانت هذه المرحلة الاقسى في مسيرتي، لكني تخلصت تدريجا من تبعاتها وادركت انه يمكن تعويض الخسارة في سن صغيرة".
من جهته يقوم الفرنسي فيليب لوكاس، مدرب مانودو وصانع شهرتها، اداء بيليغريني في بطولة العالم الاخيرة، بقوله: "كان ممتازا، بدت قوية جدا ولم تتعثر بضغط الجمهور وكأن مانودو كانت عقدتها المباشرة". ويذكر ان السباحة الايطالية طمحت خلال بطولة العالم عام 2007 في ملبورن الى الفوز في الـ200م، لاسيما بعد تحطيمها الرقم العالمي في نصف النهائي، "وظنت ان مانودو ستدخل السباق منهكة بعد خوضها سباق الـ50 م ظهرا الذي صادف توقيته قبل 15 دقيقة من نهائي الـ200م. لكن مانودو فاجأتها بحضورها بكامل جهوزها اثر انسحابها من الـ50م، فكان مقلبا مزعجا"، وخسرت مجددا امام الفرنسية.
ويقارن لوكاس بين السباحتين: "بيليغريني مجتهدة اكثر لا تمل من التدريب بعكس مانودو، والنتيجة ان نضوجها بدأ يؤتي ثمارا يانعة وانتصارات مشرقة، بينما ابتعدت مانودو بعد خيارات متسرعة وفاشلة".
في سباق الـ200م، اضحت بيليغريني اول سباحة تكسر حاجز الـ53ر1د بتسجيلها 98ر52ر1د. وقورن رقمها بما حققه الاسطورة الاميركي مارك سيبتز في دورة ميونيخ الاولمبية عام 1972، حين كسر حاجز الـ53ر1د مسجلا 78ر52ر1د. وهي تفاخر بانها تتدرب بقسوة "للاقتراب من ارقام الرجال"، لذا لا عجب ان يضم سجلها 10 ارقام عالمية قبل ان تبلغ سن الـ21.

وشم طائر الفينيق
تحدثت بيلليغريني في مقابلة صحافية عن طباعها، فاعترفت ان صورتها الخارجية تختلف عما في داخلها. ولا تجد حرجا في القول انها تحب لفت النظر وانها انانية احيانا يسيطر عليها حب التملك. وتوضح: "احب الكمال على غرار والدي، اعرف كيف اناضل واحارب لاكون الافضل ولست تافهة او متسلطة لكني لا اسامح دائما".
وفي مدونتها الخاصة افصحت بيلليغريني عن مكنوناتها، فكتبت "ولدت فجرا (الساعة 45ر4) لذا انا واضحة وشفافة كنور الصباح مع من يكون صادقا. احب ان اكون متوهجة دائما. خسرت كيلوغرامات من وزني لاكون اخف في الماء وليس من اجل حسن مظهري، علما انني شابة اقدر الانوثة والاناقة. في سن الـ16 طوقت عنقي بميدالية اولمبية. البرتو (كاستانيتي) مدرب ممتاز يغار على مصلحتي وهذا ما انا في حاجة اليه".
غير ان البطلة الفذة تخشى السباحة في الاعماق "لاني اخشى العتمة واتوق دائما الى الفضاءات الرحبة".
تضع بيليغريني وشما لتنين على رسخ قدمها اليسرى وتتفاءل به "كوني ولدت في سنة التنين وفق التقويم الصيني"، ووشما لطائر الفينيق على رقبتها دلالة على "انتصاري على الصعاب وتحليقي مجددا". ولم تبدل الاضواء التي احاطت بها في روما موقفها من مسؤولي السباحة في بلادها، وتقلل من التباين في وجهات النظر معهم حول امور كثيرة، لذا لم تجد حرجا في القول لمصورين واكبوا تتويجها "احرص على الظهور ضاحكة في الصور التي تلتقطونها تحية لهذا الجمهور الكبير على عكس ما ابدو عليه في الصور الرسمية. ارجوكم لا تسلموا اتحاد السباحة نسخا منها

أ ف ب
الخميس 6 غشت 2009