نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


المصريون لا يريدون مسمار جحا ..... استنفار شعبى لمنع مولد الحاخام أبو حصيرة بالبحيرة




القاهرة- زينة احمد - في الوقت الذي شهد مصادمات عديدة بين محبي زيارة الاولياء ومريدي الموالد في مصر وبين المسئولين بسبب منع اقامة العديد من الموالد بالمحافظات المصرية من بينها مولد السيدة زينب ومولد العارف بالله السيد البدوي بمدينة طنطا حيث تم الغاء اولهما واقتصار الاخر علي احتفالية دينية محدودة بسبب الاحتياطات الحكومية المكثفة لمنع انتشار مرض انفلونزا الخنازير بتلك التجمعات عالية الكثافة،في هذا المناخ العام جاء الرفض من قبل الفئات الشعبية لاقامة مولد ابو حصيرة بقرية دمتيوه بمحافظة البحيرة والذي يزعم اليهود انه احد حاخاماتهم ويتوافدون كل عام لزيارته واداء طقوسهم الغربية علي قبره وسط استنفار وسخط الاهالي من المصريين ،


شعارات المولد مناسبة للحديث عن التواجد اليهودي في مصر
شعارات المولد مناسبة للحديث عن التواجد اليهودي في مصر
و لأنه غير مدرج ضمن الموالد المصرح بها وإحتراماً لمشاعر المواطنين أعلن اللواء محمد شعراوى محافظ البحيرة إلغاء المولد وقوبل القرار بإرتياح بالغ لدى كافة المواطنين بالمحافظة وخاصة أهالى قرية دمتيوه الذين طالبوا مراراً منع اليهود من دخول القرية للاحتفال بهذا الضريح.
وتمثلت مظاهر الرفض في ان كثفت القوى الشعبية والوطنية بمحافظة البحيرة جهودها لمنع إقامة الاحتفال اليهودى بمولد أبو حصيرة الذى يحتفل به اليهود فى أواخر شهر ديسمبر لاسيما أن وفداً إسرائيلياً من 14 حاخاماً يهودياً قام بزيارة ضريح أبوحصيرة بقرية دميتوه تحت حراسة أمنية مشددة يوم 6 أكتوبر الماضي مما زاد درجة السخط بين أهالي البحيرة.

وقال الدكتور أحمد أبو بركة، عضو مجلس الشعب، إن أبو حصيرة وهم كبير روج له الصهاينة وصدقته الحكومة، مضيفا لا يوجد أى أثر تاريخى أو وثائقى لهذا الأثر المزعوم، واعتبر أبو بركة أن مولد أبو حصيرة مسمار جحا لعودة اليهود إلى مصر، وأن الصهاينة يضغطون على النظام المصرى لتسجيل الضريح المزعوم كأثر.

فيما أعلن عدد من المدونين"مدونون ضد ابو حصيرة" بدء نشاطات الاحتجاج السنوية ضد مولد أبوحصيرة وأكدوا في بيان لهم بدء التنسيق لنشاطهم للعام الثالث علي التوالي لاتخاذ جميع السبل القانونية والسلمية لمنع وجود الإسرائيليين داخل أراضي دمنهور مع اقتراب موعد الاحتفال السنوي بأبوحصيرة والذي توقف العام الماضي بسبب تزامن موعد المولد مع الحرب الإسرائيلية علي غزة وتصاعد حركات الاحتجاج من القوي السياسية والنواب والمدونين ضد إقامة المولد.
ووجه البيان نداءً عاجلاً إلي أهالي دمنهور وإلي الشعب المصري والأحزاب والقوي الوطنية والشخصيات العامة ومنظمات المجتمع المدني للمساهمة في تدشين حملة «لا لأبو حصيرة» وإلغاء المولد نهائياً بعد نجاح الحملة العام السابق مؤكدين مشاركة ائتلاف القوي الوطنية بالبحيرة «أقوي» والشخصيات العامة تحت شعار «لن تمروا فوق أرضي».

واشار المهندس جمال منيب، أمين تنظيم الحزب الناصرى بالبحيرة، ومنسق حملة منع الاحتفال بمولد أبو حصيرة، إنه سوف يدعو جميع القوى الوطنية والسياسية للتكاتف لمنع هذا المولد.

مصطفي رسلان، المحامى، صاحب الدعوى القضائية ضد إقامة مولد أبو حصيرة، شدد بأن الحكومة يجب ان تلتزم بتنفيذ حكم محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية، الصادر بتاريخ 9 ديسمبر 2001 بوقف قرار وزير الثقافة، باعتبار ضريح أبو حصيرة والمقابر التى حوله بقرية دميتوه بدمنهور من الآثار الإسلامية والقبطية، ووقف الاحتفالية السنوية لمولد أبو حصيرة، حيث تم الاحتفال به بعد الحكم عدة مرات، وضربت الأجهزة التنفيذية بهذا الحكم عرض الحائط.

وكان رسلان محامي قد فجر مفاجأة لهيئة المحكمة مؤكدا ان "أبو حصيرة" هو مسلم مغربي عاش في مراكش باسم محمد بن يوسف بن يعقوب الصاني، وكان يعمل في إصلاح النعال، وأنه كان ناسكاً زاهداً أتم سبع حجات إلي الكعبه وكان ينوي الذهاب إلي بيت المقدس ليصلي هناك لولا أن وافته المنيه.

أما كنيه أبو حصيرة فسببها أنه لم يكن يملك من حطام الدنيا إلا حصيرة ينام عليها، وكان الناس يعتقدون صلاحه، ولما مات استغل أحد تجار القطن اليهود موته ودفنه في مقابر اليهود، وساعده على ذلك أن جنسية الرجل كانت غامضة. بل هناك بعض المغاربة يؤكدون بالوثائق الثابته أن محمد بن يعقوب الشهير بأبو حصيرة يمتد نسبه إلي طارق ابن زياد فاتح الأندلس.

هذا بالإضافة إلي أن الخريطة المساحية لمدينة دمنهور عام 1910 والتي ظهر عليها قبر أبو حصير للمرة الأولي، وقبل ذلك لم يكن له وجود في الخرائط المساحية السابقة ، فكيف عاش صالحهم المزعوم ودفن بها منذ مائة عام؛ ثم إنه طبقاً لقانون الجبانات فإن الجبانه تعد لا وجود لها إذا مرت 10 سنوات دون دفن الموتي بها.
والرواية المعروفة أن أبو حصيرة مغربياً فى الأصل وكان يعمل إسكافياً وأثناء رحلته إلى بيت المقدس من أجل الحج اندلعت الحرب العالمية الأولى فنزل إلى مصر وسكن دمتيوه واشتهر بالصلاح والطيبة ومات ودفن بها إلا أن اليهود يزعمون أنه أحد حاخاماتهم المقدسين

اما الرواية اليهودية وفق موقع "انا المسلم "تزعم ان يعقوب أبو حصيرة كان يعيش منذ مائة عام في المغرب، وأراد الحج إلي القدس، فركب سفينة إلا أنها غرقت بمن فيها من بحارة وركاب، ولكن الله نجاه وظهرت كرامته بان وضع حصيرته التي كان ينام عليها وفردها على سطح البحر وجلس فوقها وظل مبحراً بحصيرته على الماء حتي وصل إلي السواحل السورية، ومنها إلي القدس، وبعد أن أدى شعائر حجه توجه لحائط المبكى اليهودي وأراد أن يعود مرة أخرى إلي مدينته مراكش بالمغرب سيراً على الأقدام، فحمل حصيرته على كتفه وتوقف بمصر، وكان ذلك في عهد الخديوي توفيق، واخترق الدلتا حتي وصل إلي قرية " دمتيوه"، ولازلنا مع الرواية اليهودية لقصة "أبوحصيرة " ، فقد أعجبه الحال في مصر فاستقر بها وعمل إسكافياً "عامل أحذية" وذلك لعدم معرفة المصريين بالنعال الحديثة في ذلك الوقت، وظل يصلح أحذية المصريين حتي مات في عهد الخديوي توفيق، ودفن بمقابر اليهود بالقرية .. ومنذ ذلك التاريخ واليهود أخذوا في اختراع الكرامات والمعجزات والقصص حول صالحهم المزعوم، الذي استطاع السفر في البحر المتوسط من مراكش إلي سوريا على حصيرة.

أخذ اليهود يتوافدون على قبر أبو حصيرة المزعوم للبكاء وذبح الخراف والخنازير، وشيئاً فشيئاً بدأ الاحتفال بطريقة شبه طقوسية وتأخذ أشكالاً شاذة من شرب الخمر وسكبه فوق القبر ثم لعقه بألسنتهم والرقص على أنغام يهودية بشكل هستيري وسط تراتيل يهودية، وغيرها من الأمور العجيبة، وشهدت المقبرة بعد ذلك بعض التوسع مع زيادة عدد القادمين، وتم كسوة القبر بالرخام والرسوم اليهودية، خاصة داخل القبر، ثم بدأوا بضم بعض الأراضي حوله وبناء سور؛ ثم قيام منشآت أشبه بالاستراحات، واتسعت المقبرة من مساحة 350 متراً حتي وصلت إلي أكثر منر 840 متراً مربعاً بعد أن انهالت التبرعات اليهودية لتوسعتها

أراد اليهود بعدها شراء خمسة أفدنة مجاورة للمقبرة بهدف إقامة فندق عليها؛ لينام فيه اليهود خلال فترة المولد !! ، إلا أن طلبهم رفض, حيث رفض أهالي القرية التعامل مع اليهود أو بيع مزيد من الأراضي لهم بعد أن انتبهوا لمخططهم الطامع، وعلى الرغم من الأثمان المرتفعة من الجانب اليهودي لمتر الأرض هناك .

وكانت إسرائيل قد قدمت معونه مالية للحكومة المصرية لإنشاء جسر يربط قرية "دمتيوه" التي يوجد بها قبر أبو حصيرة بطريق علوي موصل إلي مدينة دمنهور القريبة حتي يتيسر وصول اليهود إليها، وهو الجسر الذي يسمي الآن بجسر "أبو حصيرة".


يذكر أن الاحتفال بأبو حصيرة بدأ عام 1978 عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد، حيث بدأ اليهود بعدها يطالبون بشكل رسمى تنظيم رحلات دينية إلى قرية دمتيوه، للاحتفال بمولد أبو حصيرة المزعوم بأنه (رجل البركات)، وبدأ عددهم يتزايد بشكل كبير من إسرائيل وأمريكا وبعض الدول الأخرى، ووصل عددهم إلى أربعة آلاف العام قبل الماضى.

زينة أحمد
السبت 5 ديسمبر 2009