نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل

من نطنز إلى صعدة: مواد القنبلة في قبضة الوكيل

24/07/2025 - السفير د. محمد قُباطي

في كذبة الوطنية السورية

21/07/2025 - غازي دحمان


المعارضون السوريون في انطاليا يعتبرون العفو الرئاسي متأخرا وغير كاف




انطاليا - جوزف بدوي - عشية انطلاق "المؤتمر السوري للتغيير" الذي يضم احزابا وشخصيات معارضة في مدينة انطاليا التركية، اعلن المشاركون في هذا المؤتمر مساء الثلاثاء تشككهم بالعفو الذي اصدره الرئيس السوري بشار الاسد عن "الموقوفين" السياسيين، واعتبروا انه "غير كاف" و"جاء متأخرا".


ملهم الدروبي
ملهم الدروبي
وقال عبد الرزاق عيد رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر "القرار تاخر كثيرا طالبناه به منذ فترة طويلة".

واضاف لفرانس برس في الفندق الذي سيعقد فيه المؤتمر في انطاليا ابتداء من صباح الاربعاء ولمدة يومين "بالنسبة الينا نحن صدى لصوت الشعب الذي اجمع على انه يريد اسقاط النظام. ونحن نجتمع تحت شعار اسقاط النظام".

وتابع عبد الرزاق عيد "نحن بحاجة الى ايضاحات حول ما اذا كان العفو يشمل المعتقلين اخيرا مع المحكومين منذ عشرات السنين".

كما قال رئيس وفد الاخوان المسلمين الى المؤتمر ملهم الدروبي "اعتبر ان الخطوة ايجابية لكنها غير كافية والاخوان يطالبون بمطالب الشعب الذي يطالب بالحرية ويريد اسقاط النظام".
واضاف الدروبي لفرانس برس "ان دماء الشعب لن تذهب هدرا وعلى من ارتكب جرائم ان يحاسب على فعلته".

وبعد ابلاغ المجتمعين بقرار العفو انطلقت الايدي بالتصفيق والاصوات بالهتاف "الشعب يريد اسقاط النظام" و"الموت ولا المذلة"، و"اسلام ومسيحية، الشعب يريد الحرية"، مع التلويح بالاعلام السورية.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الرئيس السوري اصدر مرسوما "قرر فيه "العفو العام عن كل الجرائم المرتكبة قبل 31 ايار (مايو) 2011". واضافت ان "العفو يشمل كافة الموقوفين المنتمين الى تيارات سياسية وكذلك اعضاء جماعة الاخوان المسلمين".

وبعد نحو شهرين ونصف شهر على اندلاع الحركة الاحتجاجية الواسعة في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الاسد، تنطلق صباح الاربعاء اعمال هذا المؤتمر بهدف "بحث سبل دعم الثورة السورية في الداخل وتأمين استمرارها"، حسب ما اجمع عليه ممثلون عن مختلف الاطراف المشاركين.

واللقاء الذي يعقد تحت اسم "المؤتمر السوري للتغيير" هو المؤتمر الاول الفعلي للمعارضة السورية منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/مارس الماضي في سوريا.

ويأتي مؤتمر انطاليا بعد اجتماع اول شارك فيه معارضون سوريون في اسطنبول في السادس والعشرين من نيسان/ابريل الماضي، الا انه كان بدعوة من منظمات مجتمع مدني تركية دعت شخصيات معارضة سورية لبحث مجريات الاحداث في سوريا.

ويشارك في مؤتمر انطاليا ممثلون عن جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في سوريا، وعن اعلان دمشق الذي يضم هيئات وشخصيات معارضة في الداخل والخارج، وتنظيمات وشخصيات كردية وممثلين عن عشائر وعن شبان يشاركون في تنظيم الحركة الاحتجاجية في سوريا.

ومنذ صباح الثلاثاء امتلأت ردهات الفندق الذي يعقد فيه المؤتمر بعشرات السوريين القادمين من كافة انحاء العالم. وحظي القادمون من الداخل وخاصة الشبان منهم باكبر قدر من الاهتمام حيث تحلق ابناء المهاجر حولهم لاستقصاء اخبار الوطن.

وقال انس العبدة رئيس الامانة العامة لاعلان دمشق في الخارج لفرانس برس ان "الهدف الاساسي من هذا المؤتمر هو بحث كافة السبل لدعم الثورة السورية وتأمين استمرارها وتصعيدها للوصول الى التغيير الديموقراطي المنشود".

واضاف العبدة ان هذا المؤتمر هو "خطوة هامة في اتجاه توحيد جهد المعارضة السورية في الداخل والخارج وتنسيق عملها مع شرائح لم تكن تشكل جزءا من المعارضة قبلا وهي رجال الاعمال وزعماء عشائر عربية وكردية وممثلو تنسيقيات للثورة السورية في الداخل من الشبان السوريين". ويضيف العبدة "كنا نتحدث في السابق عن توازن الضعف بين النظام والمعارضة اما الان فقد اصبحت المعارضة اقوى والنظام اضعف".

واكد العبدة اخيرا ان هذا المؤتمر "ليس سوى حلقة في سلسلة حلقات من العمل الوطني وهو لا يحتكر تمثيل المعارضة ولا العمل الوطني".

واعلن رئيس وفد الاخوان المسلمين ملهم الدروبي ان الهدف من عقد هذا المؤتمر هو "دعم الثورة السورية"، معتبرا ان "ما نستطيع القيام به في الخارج يتكامل مع ما يقوم به الثوار في الداخل".
وتوقع الدروبي في تصريح لفرانس برس ان يحدد هذا المؤتمر "خارطة طريق عبر تشكيل هيئة تنفيذية للعمل على دعم الثوار لاسقاط النظام وتشكيل هيئة متابعة لتنسيق خطوات تنفيذ ما يتفق عليه".

وراى المسؤول في الاخوان المسلمين ان هذا المؤتمر وما قد يليه من مؤتمرات اخرى "هي محطات في مسيرة الثورة السورية للعمل على توحيد الجهود والتواصل مع المجتمع الدولي لدعم الثورة وهناك انفتاح كامل للتعامل مع المؤتمرات الاخرى".

وعما تسرب من معلومات حول عزم مؤتمر انطاليا على تشكيل مجلس انتقالي على غرار المجلس المقام في ليبيا وعن الاتجاه من الان لمناقشة دستور سوري جديد قال الدروبي "ليس من اهداف هذا المؤتمر تأسيس مجلس انتقالي كما اننا غير معنيين حاليا بمناقشة دستور فالهدف الاساسي الان دعم الثورة لاسقاط بشار الاسد".

من جهته يوضح محمد دغمش في اللجنة الاعلامية للمؤتمر ان "عدد المشاركين سيكون نحو 300 شخص من شرائح مختلفة تضم غالبية اطياف المعارضة من شخصيات سياسية وثقافية وكتاب وفنانين".

واوضح ان "نحو ثلث المشاركين قدموا من الداخل عن طريق لبنان وتركيا ويمثلون تنسيقيات الشبان المشاركين في تنظيم الاحتجاجات في الداخل". ومن المتوقع ان ينهي المؤتمر اعماله الخميس باصدار توصياته، ولوحظ حضور كثيف للاعلامين العربي والتركي.

وافاد عدد من المشاركين في المؤتمر انهم فوجئوا بتظاهرة تضم نحو 40 شخصا يحملون صورا للرئيس السوري وهم يقفون امام مدخل المطار قبل ظهر الثلاثاء، ونقلوا ان بعض الواصلين من المشاركين في المؤتمر "تعرضوا للضرب والشتائم" قبل ان تصل الشرطة التركية وتفرق التظاهرة.

واوقعت الاضطرابات منذ اندلاع حركة الاحتجاج في سوريا اكثر من الف قتيل حسب منظمات حقوقية اضافة الى نحو عشرة الاف معتقل، وادت الى موجة ادانات دولية للنظام ترجمت بعقوبات اميركية واوروببة.

و في دمشق تقرر تشكيل لجنة تحقيق لتحديد ملابسات وفاة الفتى حمزة الخطيب (13 عاما) الذي تعرض للتعذيب والقتل في درعا (جنوب) كما ذكر التلفزيون السوري الثلاثاء. وقال التلفزيون ان وزير الداخلية قرر تشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات وفاة حمزة الخطيب.

واكد ناشطون سوريون السبت ان حمزة الخطيب الذي فتحت صفحة باسمه على موقع فيسبوك تعرض للتعذيب والقتل على ايدي قوات الامن في درعا، التي انطلقت منها حركة الاحتجاج غير المسبوقة على النظام، داعين الى تظاهرات تكريما له. وتسلمت اسرة الخطيب جثمانه من السلطات يوم الاربعاء وبدت عليها اثار التعذيب.

وكانت السلطات السورية اعتقلت الفتى المتحدر من قرية الجيزة بالقرب من درعا مع اخرين اثناء مشاركتهم في مظاهرة يوم الغضب في 29 نيسان/ابريل لفك الحصار عن هذه المدينة.

جوزف بدوي
الاربعاء 1 يونيو 2011