كلما نظرت في صورة قادة في العصابات الكردية الانفصالية رأيت الجبن والعمالة والوضاعة التي نعممها على قلة من منتسبيها.
كلما نظرت في صورة قادة في القيادات السياسية الكردية المحسوبة على المعارضة رأيت التذاكي والانتهازية ويمكن تعميمها على معظم هذه القيادات ولا يمكن تعميمها على معظم الكرد الواقعين في فخ بيع الأوهام.
كلما نظرت في صورة قادة في النصرة رأيت التقية والتربص من وراء اللثام التي نعممها على معظم قادتها ومنتسبيها من غير السوريين مع قلة بسيطة جدا من منتسبيها السوريين، ولا يمكن تعميمها على غالبية ساحقة من منتسبيها السوريين البسطاء الباحثين عن قتال النظام فقط لا سراب المشاريع الواهمة العابرة للعقول والحدود.
كلما نظرت في صورة قادة في النظام الأسدي الطائفي بسياسييه وعسكره ومخابراته وميليشياته رأيت الجبن والخسة والنذالة التي يمكن تعميمها على كل قادته ومنتسبيه ومعظم مؤيديه.
كلما نظرت في صورة قادة في الهيئات العسكرية المعارضة المصطنعة رأيت اللصوصية التي يمكن تعميمها على معظم هؤلاء.
كلما نظرت في صورة قادة المعارضة السياسية المصطنعة بهيئاتها من ائتلاف ومجلس وطني وتوابعهم وحكوماتهم ومجالسهم المحلية و"لقاليقهم"، رأيت الارتزاق والانتهازية التي يمكن تعميمها على كل من في الواجهة ومعظم العاملين فيها مع تعميم صفة السذاجة على ما تبقى منهم.
كلما نظرت في كل من يسمون أنفسهم معارضة الداخل وتياراً ثالثاً وجماعة نحن مع سوريا ووقف الدم والمعاناة مع تجهيل الفاعل رأيت مخبراً عتيقاً للنظام أو طائفياً مستترا خائفاً على السلطة الطائفية للنظام.
كلما نظرت في صورة قادة في التشكيلات العسكرية للجيش الحر، رأيت بالغالب الطيبة والإخلاص مع انعدام تام للرؤية السياسية والتبعية الساذجة لما يسمى الداعمين.
كلما نظرت في صورة قادة في التشكيلات الإسلامية الثورية، رأيت الضحالة السياسية غالباً والقصور في فهم فقه الواقع السياسي والاجتماعي غالباً (وأستثني من ذلك أحرار الشام التي تتطور باستمرار ومعها بعض الحركات الأخرى وإن بنسب متفاوتة) مع النورانية والطهر والإخلاص التي يمكن تعميمها على معظمهم.
كلما نظرت في صورة قادة فيما يسمى مؤسسات المجتمع المدني التي توالدت كالفطر على هامش الثورة رأيت في معظمها الفساد والارتزاق والمتاجرة بالثورة والمتاجرة بالشعارات العلمانية والعمالة الاستخباراتية غير المباشرة للممولين الغربيين وبعض العرب قليلي الدين.
كلما نظرت في صورة قادة في انتهازيي الإسلام السياسي أو المشايخ القافزين إلى السياسة، رأيت النرجسية والأطماع الدنيوية والبراغماتية الميكيافيلية متسترة بقناع رخيص ظاهره إسلامي وتواضع مصطنع لكن باطنه برخص المشروع الرغبوي السلطوي الشخصي النرجسي أو الحزبوي الصغير "معنوياً ومادياً" لهؤلاء.
وكلما نظرت في وجه مئات آلاف المعتقلين، ومئات آلاف الشهداء، وملايين اللاجئين الذين تظاهروا يوماً ودعموا الثورة بالقليل الذي يملكون، ومئات آلاف المحاصرين الصامدين المصرين على إسقاط النظام، وآلاف الناشطين في مختلف المجالات العسكرية والمدنية المخلصين الذين يمثلون روح الثورة الحائرين وسط هذه الغابة، وبعض من القادة وكثير من الثوار المقاتلين، رأيت الطهر والنبل والأمل وعلامات النصر المؤكد بإذن الله.
فواز تللو
عشية الذكرى الخامسة للثورة السورية التي انطلقت في 18 آذار 2011 من درعا ويحاول كل أولئك الطفيليين اللصوص الفاسدين الانتهازيين سرقتها بدءا من تزوير تاريخ ومكان انطلاقها.