ففي عيد الأب وهو اليوم الذي يحظى فيه الآباء الهولنديون بالرعاية والاهتمام من أبنائهم. انه يومهم من دون منازع. الا ان دارسة اجريت برعاية من وزارة الشباب والطفولة نشرت هذا الأسبوع أظهرت أن 40% من الآباء الهولنديين يتمنون أن يقضوا وقتا أطول مع أطفالهم
في المقهى
في احدى مقاهي مدينة هلفرسوم يجلس أندري مع ابنته ذات الثلاثة أشهر لتناول الغداء ويخبرنا أنه يتمنى لو يقضي وقتا أطول مع ولديه: "الأطفال يكبرون في غفلة منا ومن دون أن نشعر بذلك، الوقت يمر بسرعة مذهلة، يخيل الي أنهما ولدا البارحة فقط".
لماذا يشعر الأباء الذين يشاركون في تربية أبنائهم، مثل أندري، بالرغبة في قضاء وقت أطول معهم؟
يبدو أن المجتمع يتوقع من الرجل لعب دور أكثر حيوية من دور المرأة، ولهذا السبب أصبح الآباء الهولنديون يبدون التزاما متزايدا تجاه حياتهم الاسرية.
يوم الأب
"يوم الأب" هو عبارة عن يوم كامل يقضيه الأب مع ابنائه مرة واحدة في الاسبوع، وهو الأمر الذي أصبح معمولا به بشكل شبه شائع في هولندا، وحتى بعض الآباء من السياسيين الذين يضطلعون بمهام عديدة، مثل فاوتر بوس زعيم حزب العمل السابق فقد قرروا التنحي عن السياسة لقضاء وقت أطول مع العائلة.
ومع تزايد حجم التوقعات من الرجل، فقد أصبح الأمر مدعاة لقلق حقيقي.
وضع مربك
يعمل بيم بيلوباسي في احدى المؤسسات الاجتماعية بمدينة أمستردام، حيث يقدم المشورة للأسر، يقول ان الوضع الحالي مربك جدا للعديد من الرجال، وكلما تعقدت أدوراهم أكثر كلما اصبح من الصعب عليهم التعامل معها: "الرجل المثالي لا يجب أن يتخلف عن أي شيء، عليه أن يكون كاملا من كل الجوانب، كما أنه مطالب بأن يكون زوجا حنونا على زوجته، مع كل هذه التوقعات أصبح الرجل يشعر بالضغط وهو يحاول أن يرقى الى مستوى ما هو متوقع منه".
نوعية الوقت
لويس تافتشيو أستاذ مختص في تنمية الطفولة بجامعة أمستردام يبدي تفهمه للرغبة التي عبر عنها الآباء الهولنديون في البقاء لوقت أطول مع أطفالهم، الا انه يقول ان هذه الرغبة ليست في محلها، وهو يرى أن حجم الوقت الذي يقضيه الآباء مع أبنائهم ليس مهما ولكن الأهم هو نوعية هذا الوقت، فرغم ان الأب أصبح معنيا أكثر من السابق بتربية أطفاله ويشارك فيها بشكل مباشر، الا ان الملاحظ هو أن الوقت الذي يقضيه الآباء مع أبنائهم يخصصونه لممارسة ألعاب خشنة معهم وشحذ قدراتهم، وهم بذلك يعدونهم لمواجهة العالم الخارجي.
لا داعي للقلق.
البروفيسور تافتشيو يقول انه لا يجب على الأباء ان يقلقوا بسبب المدة الزمنية التي يقضونها مع أبنائهم ، ما داموا لا يتخلفون عن اللحظات المهمة والمصيرية.
هنك هالنسن عثر على موقع "أنا أب" : منذ عشر سنوات تقريبا، وألف العديد من الكتب حول الأبوة أبدى أيضا تفاؤله حول طريقة آداء الأباء الهولنديين لمهامهم الجديدة المتنوعة. يقول هانسن:
"رغم الانتقادات الا ان الآباء يشقون طريقهم بشكل جيد، وهو ما نلاحظه من حولنا. في السابق لم يكن الأب يجرؤ على أن يشد ابنه الى ظهره أو بطنه ويمشي به في الشارع أو ان يطعمه قارورة الحليب أمام أعين الناس، هذه الأمور أصبحت اليوم بديهية للغاية، فالآباء الذين يأخذون أبناءهم في جولة الى الخارج لا يتوانون عن القيام بهذه الأمور بشكل طبيعي".
وهذا ما لاحظناه بالفعل مع أندري وابنته اتيان ذات الأشهر الثلاثة، فبمجرد أن أدرت ظهري لمغادرتهما انحنى الأب على ابنته ليغير حفاظتها، ورغم أن المقهى كان مزدحما الا ان أحدا لم ينتبه لهذه الحركة التي بدت عادية جدا وتصدر عن أب حنون
في المقهى
في احدى مقاهي مدينة هلفرسوم يجلس أندري مع ابنته ذات الثلاثة أشهر لتناول الغداء ويخبرنا أنه يتمنى لو يقضي وقتا أطول مع ولديه: "الأطفال يكبرون في غفلة منا ومن دون أن نشعر بذلك، الوقت يمر بسرعة مذهلة، يخيل الي أنهما ولدا البارحة فقط".
لماذا يشعر الأباء الذين يشاركون في تربية أبنائهم، مثل أندري، بالرغبة في قضاء وقت أطول معهم؟
يبدو أن المجتمع يتوقع من الرجل لعب دور أكثر حيوية من دور المرأة، ولهذا السبب أصبح الآباء الهولنديون يبدون التزاما متزايدا تجاه حياتهم الاسرية.
يوم الأب
"يوم الأب" هو عبارة عن يوم كامل يقضيه الأب مع ابنائه مرة واحدة في الاسبوع، وهو الأمر الذي أصبح معمولا به بشكل شبه شائع في هولندا، وحتى بعض الآباء من السياسيين الذين يضطلعون بمهام عديدة، مثل فاوتر بوس زعيم حزب العمل السابق فقد قرروا التنحي عن السياسة لقضاء وقت أطول مع العائلة.
ومع تزايد حجم التوقعات من الرجل، فقد أصبح الأمر مدعاة لقلق حقيقي.
وضع مربك
يعمل بيم بيلوباسي في احدى المؤسسات الاجتماعية بمدينة أمستردام، حيث يقدم المشورة للأسر، يقول ان الوضع الحالي مربك جدا للعديد من الرجال، وكلما تعقدت أدوراهم أكثر كلما اصبح من الصعب عليهم التعامل معها: "الرجل المثالي لا يجب أن يتخلف عن أي شيء، عليه أن يكون كاملا من كل الجوانب، كما أنه مطالب بأن يكون زوجا حنونا على زوجته، مع كل هذه التوقعات أصبح الرجل يشعر بالضغط وهو يحاول أن يرقى الى مستوى ما هو متوقع منه".
نوعية الوقت
لويس تافتشيو أستاذ مختص في تنمية الطفولة بجامعة أمستردام يبدي تفهمه للرغبة التي عبر عنها الآباء الهولنديون في البقاء لوقت أطول مع أطفالهم، الا انه يقول ان هذه الرغبة ليست في محلها، وهو يرى أن حجم الوقت الذي يقضيه الآباء مع أبنائهم ليس مهما ولكن الأهم هو نوعية هذا الوقت، فرغم ان الأب أصبح معنيا أكثر من السابق بتربية أطفاله ويشارك فيها بشكل مباشر، الا ان الملاحظ هو أن الوقت الذي يقضيه الآباء مع أبنائهم يخصصونه لممارسة ألعاب خشنة معهم وشحذ قدراتهم، وهم بذلك يعدونهم لمواجهة العالم الخارجي.
لا داعي للقلق.
البروفيسور تافتشيو يقول انه لا يجب على الأباء ان يقلقوا بسبب المدة الزمنية التي يقضونها مع أبنائهم ، ما داموا لا يتخلفون عن اللحظات المهمة والمصيرية.
هنك هالنسن عثر على موقع "أنا أب" : منذ عشر سنوات تقريبا، وألف العديد من الكتب حول الأبوة أبدى أيضا تفاؤله حول طريقة آداء الأباء الهولنديين لمهامهم الجديدة المتنوعة. يقول هانسن:
"رغم الانتقادات الا ان الآباء يشقون طريقهم بشكل جيد، وهو ما نلاحظه من حولنا. في السابق لم يكن الأب يجرؤ على أن يشد ابنه الى ظهره أو بطنه ويمشي به في الشارع أو ان يطعمه قارورة الحليب أمام أعين الناس، هذه الأمور أصبحت اليوم بديهية للغاية، فالآباء الذين يأخذون أبناءهم في جولة الى الخارج لا يتوانون عن القيام بهذه الأمور بشكل طبيعي".
وهذا ما لاحظناه بالفعل مع أندري وابنته اتيان ذات الأشهر الثلاثة، فبمجرد أن أدرت ظهري لمغادرتهما انحنى الأب على ابنته ليغير حفاظتها، ورغم أن المقهى كان مزدحما الا ان أحدا لم ينتبه لهذه الحركة التي بدت عادية جدا وتصدر عن أب حنون


الصفحات
سياسة








