نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


تجارة الحيوانات الأليفة في ميانمار..من شبه منعدمة إلى الازدهار






يانجون - جوشوا كارول- يجلس أونج تون، وهو صاحب متجر لبيع اكسسوارات الحيوانات الأليفة، وقريبا منه على الأرض كلب "توي بودل" يُدعي "كيكي"، يصدر عنه بعض النباح. ويتذكر الرجل عودته إلى ميانمار في عام 2012 بعد إقامة طويلة في الولايات المتحدة.
ويقول تون لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، وأمامه على المكتب حقيبة تحوي أطعمة كلاب على شكل عظام لذيذة، " آنذاك، لم تكن متاجر الحيوانات موجودة فعليا".
أما الآن، فالأعمال تزدهر في متجر "بت زون" الذي تم افتتحه في عام 2016 ، وتتصدر أجهزة التغذية الآلية وسترات الكلاب الملونة، قائمة مبيعاته. ويعتزم أونج تون افتتاح خمسة فروع تابعة للمتجر خلال العام الجاري.


 
وستنضم المتاجر الجديدة إلى الأعداد المتزايدة من متاجر الحيوانات الأليفة التي افتتحت خلال السنوات الأخيرة في أنحاء يانجون، أكبر مدن ميانمار. وتعرض هذه المتاجر توليفة من الكائنات المتنوعة، بداية من كلاب الهاسكي السيبيرية، مرورا بالأسماك الغريبة وحتى الطمارين حمراء اليدين (الطمارين الذهبي) وهي نسانيس صغيرة ذات مخالب.
وفي الوقت الذي تتعافي فيه ميانمار من آثار عقود من العزلة الاقتصادية التي عاشتها بعد تنحي الطغمة العسكرية الحاكمة جانبا في عام 2011، بدأ أفراد الطبقة المتوسطة الناشئة يتمتعون أخيرا بالسيولة المالية اللازمة التي تمكنهم من امتلاك رفقاء من الحيوانات الأليفة.
و أصبحت مدينة يانجون الآن موطنا لفنادق الحيوانات الأليفة ومراكز استجمام الجراء وعروض الكلاب. وعلى بعد خمس دقائق على الأقدام من "بت زون"، يجد المرء مقهى يقدم لزواره تجربة اللهو مع القطط وهو يستمتع بتناول مشروب.
وفي خطوة تحفيزية للهواة من المحليين المهتمين بسلالات الكلاب الأصيلة، أعترف الاتحاد الدولي للكلاب رسميا العام الماضي بنادي ميانمار لرعاية الكلاب.
ويقول سو ايندراي زو، وهو نائب لرئيس نادي ميانمار للكلاب: "شهدنا زيادة كبيرة في الإقبال على شراء الكلاب الأصيلة خلال السنوات القليلة الماضية". ويعني اعتراف الاتحاد الدولي أن بمقدور نادي ميانمار منح شهادات نسب السلالات محليا في حين كان يمكن لأصحاب الحيوانات الأليفة في الماضي فقط استخلاص أوراق إثبات ملكية كلابهم المهجنة حال تم استيرادها.
ويضيف سو ايندراي زو: "هدفنا الرئيسي هو خلق فرص أكبر للمربين في ميانمار بحيث تزدهر سوق تربية السلالات الأصيلة هنا قريبا". ويستضيف النادي حاليا عرض كلاب دولي بحضور حكام متمرسين ومتسابقين من مختلف أنحاء العالم.
وبحسب أونج تون فإن متاجر الحيوانات الأليفة المرخصة لم تبدأ الاستيراد إلا قبل سنوات قليلة، وغالبا كان ذلك من تايلاند.
وأوضح أونج تون أن الهواة كانوا يعتمدون في السابق على شبكة غير رسمية من أشخاص لهم اتصالات بمربي سلالات في الخارج.
وكان شقيقه، الذي يمتلك 30 كلبا أصليا، بينهم كلاب "بولدوج" الفرنسية والبريطانية، أحد أولئك المستوردين. ثم أسس "بت زون" حينما أصابه الإحباط جراء نقص المستلزمات المتاحة للحيوانات الأليفة في يانجون.
ويحذر ناشطو حقوق الحيوان من أن جزءا كبيرا من أنشطة هذه الصناعة المزدهرة لا يخضع لرقابة صارمة.
ففي وسط مدينة يانجون، يعرض شباب جراء عمرها لا يتجاوز الأسابيع للبيع داخل أقفاص مرصوصة على الأرصفة تحت أشعة الشمس الحارة، ويبيع آخرون أرانب صغيرة مكدسة في سلال بلاستيكية.
وتقول سو تايار لين، التي أسست رابطة ميانمار لرعاية الحيوان ( ماي بو) ( MyPaw ) "إنهم مكدسون داخل أقفاص صغيرة للبيع في الشوارع، لم يتلقوا علاجا ضد الديدان أو تطعيما، ناهيك عن تعقيمهم من الأساس".
وأضافت: "في مرحلة ما سيتعين فرض رقابة منتظمة وأكثر صرامة."
ويشعر أونج تون بأنه يتعين على ميانمار سن قانون مناهض للوحشية قبل أن تنمو هذه التجارة أكثر، ويضيف: "السبب وراء قيامي ببعي الكثير من أجهزة التغذية الآلية هو أن الناس تترك حيواناتها الأليفة بمفردها في المنزل ويذهبون في رحلات".
وفي محاولة لتعزيز "المسؤولية" حيال امتلاك حيوانات أليفة والحد من داء الكلب، أعلنت الحكومة المحلية في يانجون مؤخرا تغريم، أو حتى سجن، أي شخص يمتلك حيوانا أليفا ويتخلف عن تسجيله.
ويقول مقال نشر في صحيفة "جلوبال نيو لايت أوف ميانمار" الحكومية: "عندما نقرأ أي أخبار عن داء الكلب أو عضات الحيوانات في وسائل الإعلام، يتبادر إلى أذهاننا على الفور مسألة تسجيل القطط والكلاب".
لكن المقال يوضح أنه لم يكن مسموحا في السابق تسجيل الكلاب الضالة التي تجول شوارع يانجون، والتي يقدر عددها بنحو 150 ألف كلب واتخاذها كحيوانات أليفة، وذلك رغم أن كثيرين من سكان المدينة يلزمون أنفسهم بإطعام الكلاب الشريدة في أحيائهم.
وتقول سو تايار لين، التي تأوي أربعة كلاب كانت ضالة في السابق، إن مزيدا من الناس باتوا يميلون إلى فكرة إنقاذ الكلاب والقطط الضالة بدلا من شراء آخرين من المتجر.
وتضيف: " لكن الوقت لا يزال مبكرا للغاية بالنسبة لميانمار، فلا بد من تعزيز الوعي حتى يدرك عامة الناس أن الكلاب الضالة يمكن أن تصبح حيوانات أليفة مدربة جيدا ومحبة وجميلة".

جوشوا كارول
الاحد 15 مارس 2020