تضارب المعلومات بشأن عملية صنعاء ضد القاعدة ومطالبات بالتحقيق إثر مقتل نساء وأطفال

وكانت القوات اليمنية قد في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس أنها قتلت 34 من مسلحي تنظيم القاعدة واعتقلت 17 آخرين في محافظة أبين وصنعاء كانوا يخططون لتنفيذ عمليات انتحارية وإرهابية ضد عدد من المنشآت والمدارس والمصالح اليمنية والأجنبية.

غير أن مصادر محلية أكدت في وقت لاحق أن عدد أفراد القاعدة الذين سقطوا جراء القصف لم يتجاوز 6 عناصر في منطقة "وادي المعجلة" بمحافظة أبين (جنوب البلاد)، بينما تحدثت تلك المصادر عن سقوط عشرات القتلى المدنيين بينهم أطفال ونساء، وتضاربت الأنباء حول العدد الحقيقي بين 49 و58 قتيلاً.

وذكرت مصادر مطلعة لـ"صحيفة الهدهد الدولية" أن زعيم مجموعة القاعدة المستهدفة في أبين محمد صالح الكازمي قتل أثناء العملية التي نفذتها قوات الأمن اليمنية، بالإضافة إلى 5 آخريـن من أفراد التنظيم. في حين ذكرت ذات المصادر أن قرابة 27 شخصاً قتلوا من أسرة واحدة تسمى "أل عمبور" وغالبية الضحايا من النساء والأطفال عدا اثنين من نفس العائلة من المرجح أنهم على صلة بالقاعدة.

سياسياً، هنأ الرئيسان الامريكي والمصري؛ الرئيس علي عبد الله صالح بنجاح العمليات ضد القاعدة، في حين دانت أحزاب اللقاء المشترك (تجمع المعارضة اليمنية) بمحافظة أبين الحادثة ووصفتها بـ"المجزرة".
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قوله خلال اتصال بصالح "نقدر جهود اليمن في مجال مكافحة الإرهاب".

وهنأ أوباما اليمن بما وصفه بـ"العمليات النوعية والناجحة والشجاعة" التي قامت بها الأجهزة الأمنية اليمنية ضد عناصر تنظيم القاعدة، والتي قال انها تؤكد تصميم اليمن وعزمه على مواجهة خطر الإرهاب الذي يشكله تنظيم القاعدة على أمن ومصالح اليمن والعالم.

وفي السياق قالت الوكالة الرسمية ان الرئيس علي عبدالله صالح تلقى اتصالاً هاتفياً أخر من نظيره المصري محمد حسني مبارك، أكد خلاله الأخير مجددا وقوف مصر القوي الى جانب اليمن ووحدته وأمنه واستقراره، معبرا في الوقت نفسه عن تهانية لصالح بنجاح الاجهزة الامنية اليمنية في عملياتها ضد تنظيم القاعدة، ومكافحة الارهاب.

على عكس ذلك، دانت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة أبين عملية قصف "وادي المعجلة" ووصفتها بـ"المجرزة" واعتبرت الأحزاب في بيان لها "الحادثة عقاباً جماعياً وإرهاب دولة يرقى لمستوى جرائم الإبادة الجماعية"
بينما طالب برلماني ينتمي لمحافظة أبين بالتحقيق في الحادثـة التي وصفها بـ"البشعة".

وقال النائب علي عشال في تصريح أرسله لوسائل الإعلام "يجب تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في هذه الحادثة إن كان هناك بقية من ضمير أو عقل لدى البرلمان". مضيفاً "إن هذه العملية التي نفذت بصورة بشعة وأريقت فيها دماء الأطفال والنساء توحي بأن هناك سفه في التصرف وعدم تورع في إراقة دماء الأبرياء".
واتهم عشال الدولة تنفيذها العملية بشكل عشوائي، وقال "أصبحت الدولة لا تجيد سوى العمل العشوائي والمدمر، وأصبحت رائحة الدماء على ما يبدو نوع من المزاج لدى بعض المسؤولين فيها".

إلى ذلك، لم تمر هذه الحادثـة على نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض مرور الكرام، فقد أصدر بياناً صحفياً على الفور من مقر إقامته في النمسا، حمل فيه نظام صنعاء مسؤولية هذه "المجرزة".
وناشد البيض في بيانه – الذي تلقت صحيفة الهدهد الدولية نسخة منه – جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي التحرك الفوري من "أجل تشكيل لجنة تحقيق في هذه المجزرة، التي تعتبر جريمة حرب موصوفة وجريمة ضد الانسانية ".

وقال "أن القصف استهدف تجمعات سكنية وخلف عددا كبيرا من الشهداء والجرحى والجثث المتفحمة".
وأضاف "يهنا هنا أن نؤكد للرأي العام أن تذرع نظام صنعاء بوجود لتنظيم القاعدة في الجنوب،عارية كليا عن الصحة". محذراً مما أسماها بـ"العواقب الخطيرة للوضع في الجنوب" كون نظام صنعاء لا يوفر وسيلة من أجل إفشال الحراك الجنوبي السلمي.حد قوله.
معتبراً "أن قصف المدنيين بالطيران محاولة لتفجير الموقف عسكرياً وفتح جبهة جديدة في هذه المنطقة".