نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


ثلاثة سيناريوهات أم خمسة .؟ كيف يمكن ان تنتهي الحرب الاوكرانية .؟





بحسب الرؤيتين البريطانية والاميركية هناك عدة سيناريوهات لانهاء الحرب في اوكرانيا فحسب الرؤية الاميركية التي عبر عنها توماس فريدمان الكاتب الاميركي في نيويورك تايمز أن هناك 3 سيناريوهات محتملة لنهاية الحرب الروسية في أوكرانيا ، بعضها كارثي وبعضها ينطوي على تفاهمات يصفها بـ”القذرة”، امل بريطانيا فقد افترض جيمس لاتدال المراسل الدبلوماسي لبي بي سي ان هناك خمسة سيناريوهات ممكنة لهذه الحرب التي دخلت يومها التاسع :


المدنيون والنساء والاطفال يدفعون الثمن - سوشال ميديا
المدنيون والنساء والاطفال يدفعون الثمن - سوشال ميديا
 يقول جيمس لاندال لا يمكن لأحد أن يجزم بما ستأول إليه الأمور في أوكرانيا، وسط تصاعد دخان الحرائق والتفجيرات، وتواصل المعارك في الشوارع، والساحات، بينما يتابع العالم مأساة عائلات الضحايا والنازحين، ويسمع عن التحركات الدبلوماسية بعيدا عن الأضواء.

فما هي التوقعات الأكثر واقعية للطريقة التي ستنتهي بها الحرب؟ وما هي السيناريوهات التي يراها السياسيون والعسكريون؟

من الصعب توقع المستقبل بدقة، ولكن هذه هي المآلات المحتملة أكثر:

حرب قصيرة

يفترض في هذا السيناريو أن تصعّد روسيا عملياتها العسكرية. في هذه الحالة قد يزداد القصف العشوائي المدفعي والصاروخي في مختلف المناطق بأوكرانيا. ويرجح حينها أن تشن القوات الجوية الروسية، التي لم يكن لها دور كبير حتى الآن، غارات مدمرة، وأن تتعرض المؤسسات الأوكرانية الرئيسية إلى هجمات الكترونية واسعةـ وأن قطع الاتصالات وموارد الطاقة، يقتل آلاف المدنيين. على الرغم من المقاومة الشرسة، يرجح أن تسقط كييف خلال أيام. تعزل الحكومة وتستبدل بحكومة موالية للنظام في موسكو. الرئيس زيلينسكي إما أن يغتال أو يهرب لتشكيل حكومة في المنفى. الرئيس بوتين يعلن النصر ويسحب بعض قواته، تاركاً ما يكفي منها للسيطرة على الأوضاع. آلاف اللاجئين يواصلون الهروب غرباً. وتنضم أوكرانيا إلى بيلاروسيا كدولة زبونة لموسكو.

هذا التصوّر ليس مستحيلاً، ولكنه مرتبط بعدد من العوامل، من بينها أن يتحسن أداء القوات الروسية، وأن تفتر عزيمة القتال والمقاومة المذهلة التي أظهرها الأوكرانيون. قد ينجح الرئيس بوتين في تغيير النظام في أوكرانيا بعد حملته العسكرية على جارته الغربية. ولكن أي حكومة موالية لروسيا ستكون هزيلة ومعرّضة للتمرّد الشعبي عليها. وسيؤدي هذا الوضع إلى حالة من عدم الاستقرار تنذر باحتمال تجدد النزاع مرة أخرى.

وعودة الى الرؤية من منظور اميركي يرى توماس فريدمان الكاتب الاميركيس في نيويورك تايمز أن هناك 3 سيناريوهات محتملة لنهاية الحرب الروسية في أوكرانيا ، بعضها كارثي وبعضها ينطوي على تفاهمات يصفها بـ”القذرة”، وذلك على النحو التالي:
السيناريو الأول
يقول فريدمان إن ما يحدث الآن يشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد  لإبادة أكبر عدد ممكن من الناس وتدمير أكبر قدر ممكن من البنية التحتية الأوكرانية للقضاء على استقلال البلد وحريته وثقافته ومحو قيادته .
كما أن بوتين سوف يذهب لتوسيع الحرب إذا اضطر لذلك ولن يهتم بالكلفة الاقتصادية والإنسانية والخسائر المهولة . هذا السيناريو -الذي يتكشف الآن- قد يقود إلى ارتكاب جرائم حرب لم تشهد أوروبا مثيلا لها منذ عهد النازيين، ويرى فريدمان أنه إذا حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها الوقوف في طريق بوتين أو إذلاله بالطريقة التي انتهجوها مع روسيا سابقا فإن الرئيس الروسي قد صرح بأنه مستعد للرد، فقد حذر قبل أيام -قبل أن يعلن وضع قوته النووية في حالة تأهب قصوى- من أن كل من يحاول الوقوف في طريقه فإن عليه أن يكون مستعدا لمواجهة “عواقب لم يرها من قبل في تاريخه”.
وفي هذا الصدد، أشار  فريدمان أن هذا السيناريو  الأول  يشير إلى أن إصرار الغرب على مواجهة بوتين سيؤدي للصدام .. وهذا قد يعني صدام نووي محتمل ، و قد يشكك هذا السيناريو في سلامة بوتين العقلية، ولكن في حقيقة الأمر  أن بوتين عاقل ، لدرجة تجعله لا يخسر حرب أوكرانيا بعد الخسائر المهولة التي لحقت باقتصادها وجنوده ، بل أن عدم تحقيقه لأهدافه يعني انهيار روسيا كقوة عظمى !
…فــبوتين عنيف لأبعد الحدود .. بوتين ليس  له حدود  فهو يقود العالم إلى سيناريو مرعب وهو الاستمرار في الحرب وتدمير كل ما يقف أمامه حتى النهاية النووية !.
السيناريو الثاني: تسوية قذرة
السيناريو الثاني الذي قد تؤول إليه نهاية الحرب -وفق اعتقاد توماس فريدمان- هو أن التسوية القذرة سوأ باحتلال بوتين لأوكرانيا … وترتيب صفقات للتسوية للوضع الجديد ، كما حدث في سوريا ، أو أن يتمكن الجيش والشعب الأوكرانيان من الصمود لفترة كافية ضد الحرب الروسية الخاطفة، وأن تتمكن العقوبات الاقتصادية من إلحاق ضرر بالغ بالاقتصاد الروسي على نحو يحمل كلا طرفي الحرب على السعي للتوصل إلى تسوية “قذرة أخرى “، على حد وصف الكاتب.

ويتوقع أن تشمل تلك التسوية في كلا الحالتين إلي وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الروسية مقابل تنازل أوكرانيا رسميا عن المناطق الأوكرانية الشرقية الواقعة الآن تحت سيطرة روسيا، إضافة إلى تعهد رسمي صريح من كييف بعدم الانضمام إلى الناتو والخضوع جزئياً لموسكو .

وفي السياق نفسه، توافق الولايات المتحدة وحلفاؤها على رفع جميع العقوبات الاقتصادية التي فرضوها مؤخرا على روسيا.
ولا يرجح فريدمان أن يتحقق هذا السيناريو نظرا لعدة عوامل، منها: أنه يتطلب إدراك بوتين عدم قدرته على تحقيق رؤيته القاضية بإعادة استيعاب أوكرانيا في الوطن الأم روسيا رغم الثمن الباهظ الذي دفعه على صعيد اقتصاده ودماء جنوده الذين سقطوا في الحرب.
السيناريو الثالث: الخلاص
أما السيناريو الثالث والأخير -والذي يراه فريدمان الأفضل رغم كونه الأقل احتمالا والأكثر خيالاً- فهو أن يهب الشعب الروسي بشجاعة دفاعا عن حريته كما فعل الشعب الأوكراني، ويخلص المنطقة من الحرب من خلال عزل بوتين من منصبه.
ويخلص الكاتب إلى أن استمرار بوتين في حربه التي تدك المدن الأوكرانية سيدفع روسيا إلى سجن كبير نظرا للعزلة الدولية التي ستفرض عليها، وأن أمام الشخصيات المتنفذة في روسيا والشعب الروسي ككل خيارين، إما التعاون للإطاحة ببوتين أو ينتهي بهم المطاف في العيش معه في بلد معزول دوليا.
 

بي بي سي - نيويورك تايمز
الجمعة 4 مارس 2022