نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


جامعة القاهرة تستعيد تاريخها التنويري مع طه حسين أستعدادا لخطاب أبو حسين للعالم الأسلامي




القاهرة - منى سالم - يقف باراك حسين اوباما الخميس المقبل داخل قاعة الاجتماعات الكبرى بجامعة القاهرة ليمد يد المصالحة الى العالم الاسلامي بعد اكثر من ثماني سنوات من اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر (2001) التي اطلقت بعدها الولايات المتحدة حربا على "الارهاب" دفعتها الى التدخل عسكريا في بلدين اسلاميين هما العراق وافغانستان.
وتعد جامعة القاهرة، التي تستعد لاستضافة اوباما باعمال تجديد وتجميل تجري على قدم وساق منذ اسبوعين واوشكت على الانتهاء، مهد العلمانية والتنوير في مصر وهي شاهد على مئة عام من تاريخها السياسي والفكري بل والفني ايضا.


مبنى جامعة القاهرة
مبنى جامعة القاهرة
وما زال العديد من اساتذة جامعة القاهرة، مثل الاستاذ بكلية الطب احد مؤسسي حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات محمد ابو الغار، يذكرون بفخر كلمات الزعيم الوطني سعد زغلول عندما قال في حفل افتتاح الجامعة عام 1908 "ان العلم لا دين له" في معرض رده على خطاب القاه احمد زكي بك (احد المؤسسين) وبالغ خلاله في الحديث عن "مجد الاسلام".
كما يستذكر استاذة الجامعة بزهو كيف استقال رئيس الجامعة احمد لطفي السيد في 9 مارس عام 1932 دفاعا عن استقلالية الفكر وحرية البحث واحتجاجا على ابعاد طه حسين الذي كان انذاك استاذا بكلية الاداب من الجامعة بسبب الجدل الذي ثار بعد صدور كتابه "في الشعر الجاهلي" عام 1926 والاتهامات التي وجهت اليه بالتشكيك في الدين الاسلامي وكيف عاد الاديب المصري ليس فقط كاستاذ بل كعميد لكلية الاداب.
وكانت جامعة القاهرة اسست كجامعة اهلية من خلال عملية اكتتاب وطني في عهد الخديوي عباس حلمي عام 1908 ثم تحولت في العام 1925 الى جامعة حكومية .
ولكن بعد مئة عام على انشائها فان الجامعة لم تعد صرحا تنويريا كما كانت.
ويقول ابو الغار "جامعة القاهرة ما زالت وفقا لقوانينها علمانية الا انها في الواقع اصبحت من حيث الادارة سلطوية اذ ان جميع عمدائها ومسؤوليها معينون من الحكومة، اما طلابها فغالبيتهم من الاسلاميين".
ورغم ذلك فان ابو الغار "سعيد باختيار اوباما لجامعة القاهرة لسببين، الاول انها جامعة مدنية وليست رمزا دينيا والثاني هو انها اول جامعة حديثة انشئت في الشرق الاوسط كله".
واضافة الى العديد من العلماء والادباء والمفكرين، خرج من جامعة القاهرة ثلاثة من حائزي جائزة نوبل هم الاديب المصري نجيب محفوظ الذي فاز بجائزة نوبل في الاداب عام 1988 والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات (جائزة السلام عام 1994) والرئيس الحالي للوكالة الدولية للطاقة النووية محمد البرادعي (جائزة السلام عام 2005).
وسيتحدث اوباما الى العالم الاسلامي من قاعة الاحتفالات الكبرى في الجامعة التي تتسع لقرابة 2300 مقعد.
وقال المستشار الاعلامي للجامعة سامي عبد العزيز ان اعمال تجديد المقاعد واعادة الطلاء والتجهيز اوشكت على الانتهاء.
وشيدت هذه القاعة ذات القبة النحاسية على مساحة 3160 مترا في العام 1935 وكانت شاهدا على العديد من الاحداث السياسية والفنية الهامة في تاريخ مصر الحديث.



طه حسين ابرز رموز التنوير في الجامعة المصرية
طه حسين ابرز رموز التنوير في الجامعة المصرية
فقد كان الرئيس الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يلقي فيها خطابا سياسيا سنويا بمناسبة "عيد العلم" الذي ما زالت مصر تحتفل به كل عام في 21 كانون الاول/ديسمبر وهو تاريح افتتاح جامعة القاهرة عام 1908.
كما شهدت قاعة الاحتفالات الكبرى العديد من الاحداث الفنية ابرزها "لقاء السحاب" الذي جمع لاول مرة صوت ام كلثوم مع الحان عبد الوهاب من خلال اغنية "انت عمري" التي شدت بها كوكب الشرق عام 1964 داخل هذه القاعة.
غير ان جامعة القاهرة ظلت منذ سبعينات القرن الماضي حتى اليوم، ساحة عبر فيها الطلاب المصريون باختلاف لونهم السياسي عن مشاعر الغضب ضد الولايات المتحدة وعن احتجاجهم على دعمها المستمر لاسرائيل.
وشهد حرم جامعة القاهرة، التي يدرس بها الان اكثر من مئة الف طالب، العديد من التظاهرات المعادية للولايات المتحدة طوال ال 35 عاما الماضية خصوصا ابان حرب العراق في العام 2002.
اما مدرجات الجامعة فقد استضافت مرات عدة في سبعينات القرن الماضي المغني الثوري الشيخ امام الذي كانت من اشهر اغانيه انذاك اغنية "شرفت يا نيكسون بابا" التي الفها الشاعر احمد فؤاد نجم ليسخر من زيارة الرئيس الاميركي الاسبق ريتشارد نيكسون لمصر في العام 1974.

منى سالم
الثلاثاء 2 يونيو 2009