هذه المرة بطل الفيلم ليس أمريكيا بل بريطانيا من أصول أفريقية، نيجيريا على وجه التحديد، يخلط بينه وبين مواطن أمريكي مما يؤدي إلى وقوعه في العديد من المشاكل الخطيرة أثناء رحلته إلى المكسيك. يلعب بطولة الفيلم النجم الأسمر ديفيد أويلو، المعروف بأدواره المتميزة في أفلام مثل "كبير الخدم" و"سلمى"، ويجسد هذه المرة شخصية "هارولد سوينكا"، شخص ذو قدرات فريدة تمكنه من الخروج دائما من المشاكل، حيث يرسله رئيسه جويل ايدجرتن إلى المكسيك في إطار عملية تبادل محفوفة بالمخاطر.
ترافق سوينكا في الرحلة مسؤولة في الشركة، هي في الحقيقة عشيقة المدير، وتلعب دورها النجمة شارليز ثيرون، مما يزيد من تعقيد الموقف، مع تورط الشركة في صراعات كبار مهربي المخدرات، خاصة عندما تعرض شركة التأمين صفقة قيمتها خمسة ملايين دولار، في حالة تعرض سوينكا لحادث أثناء سفره إلى المكسيك. يتضمن عقد بوليصة التأمين شرط تواجد شقيق المدير، ويلعب دوره شارلتو كوبلي، قاتل مأجور، لا يتردد في تلبية نداء شقيقه لتنفيذ المهمة والقضاء على سوينكا والحصول على قيمة بوليصة التأمين.
ينتمي العمل إلى نوعية أفلام الإثارة والأكشن، مصحوبة بجرعة عالية من الكوميديا، من خلال العديد من المواقف الطريفة التي لا تتوقف عن إصابة المشاهد بالدهشة، مع حضور متميز لأويلو منذ البداية وحتى نهاية الفيلم.
يعتبر الفيلم باكورة أعمال المخرج الأسترالي ناش ايدجرتن، المتخصص في إخراج المشاهد الخطرة، بعد الخبرة الكبيرة التي اكتسبها في أعمال مثل ثلاثية "ماتريكس"، ثم "عودة سوبرمان" ، وأخير قرر الوقوف خلف الكاميرا لتقديم هذا العمل.
"على الرغم من أن الفيلم شيق، كنت أعمل على إثبات جدارتي كمخرج، من خلال تقديم الجانب الدرامي من العمل بصورة تحظى بمصداقية"، علق المخرج في مقابلة بمناسبة الحملة الترويجية للفيلم، مضيفا "هناك الكثير من الأمور العبثية التي تحدث، ولكن احتمالية تقبل منطقيتها كبيرة، ومن الممكن أن تقع في عالم الواقع، حيث العنف نتيجة صراعات كارتيلات تجارة المخدرات، تعد انعكاسا للعالم الذين نعيشه".
يقول إيدجرتن، وهو شقيق جويل، أنه أعجب بالقصة للغاية، فقرر أن يقوم بإخراجها، على الرغم من السنوات الطويلة التي أمضاها في عالم السينما، مؤكدا أن مضمونها يحمل لمسة تذكره بالأعمال الكلاسيكية التي ترعرع على مشاهدتها. "راقني أن حبكة الفيلم غامضة، مشوقة ولا يمكن التنبؤ بتفاصيلها. أعشق أن يفاجئني العمل، وأن يكون مشوقا، كنت أتمنى دائما تقديم هذه النوعية من هذه الأعمال التي استمتعت بها في فترة الثمانينيات".
يعتبر ايدجرتن نفسه محظوظا للحصول على فرصة العمل مع ثيرون، التي تؤدي في الفيلم شخصية امرأة شريرة، انتهازية، لا تتردد في استخدام مفاتنها في الحصول على أغراضها والوصول إلى أهدافها المشبوهة في أغلي الأحوال، والمتدنية الأخلاق على الأرجح.
"شارليز وأنا نعرف بعضنا منذ سنوات، وكنا نتمنى تقديم عمل معا منذ فترة طويلة، ولكن لم تتح لنا الفرصة قبل الآن"، يوضح ايدجرتن، مضيفا أنها لطالما دعمته، فضلا عن أن دورها كمنتجة، ساعد على العثور بسهولة على باقي الممثلين، وهذا كان حاسما في إنجاز الفيلم على هذا النحو.
قيام شارليز ثيرون بمهمة مزدوجة في الفيلم: ممثلة ومنتجة، ساعدها على التعمق في اكتشاف أبعاد شخصيتها في العمل وتقديمها بصورة أفضل مع ايدجرتن.
يقول أيضا "كنا نناقش زوايا وأبعاد الشخصية التي تقدمها بهدف العثور على تفاصيل تزيدها ثراء، وفي النهاية تماهت تماما مع الشخصية وتمكنت من السيطرة على جميع تفاصيلها، واقتصر دوري كمخرج على توجيهها فقط. لطالما اعتبرت أنه كلما كان أعضاء فريق العمل متعاونين بصورة أكبر كلما كانت المحصلة النهائية أفضل".
من الشيق أيضا أن الفيلم يحمل توقيع استديوهات شركة "أمازون"، في وقت يشهد إقبال منصة البيع عبر الانترنت ونظيرتها " نتفليكس "على دعم المزيد من المشروعات السينمائية بشكل ملحوظ. من المقرر أن يعرض الفيلم بالتزامن مع فيلم الخيال العلمي "تجاعيد في الزمن"، من انتاج ديزني وبطولة أوبرا وينفري، ويتوقع له أن يتصدر الإيرادات في الأسبوع الأول من عرضه، ومع ذلك، يأمل ايدرجتون أن يتمكن فيلمه من أن يعجب الجمهور بباكورة أعماله وأن يحتل فيلم "جرينجو" المكانة المناسبة التي يستحقها وسط الأسماء الكبيرة.