نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


جزيرة إسبانية تحيي لغة غريبة مهددة بالانقراض تعرف بلغة الصفير




مدريد - د ب ا - في القرن الخامس عشر ، ذكرت بعثة تبشير فرنسية كانت في زيارة لجزر الكناري أنها التقت بقبيلة غريبة "لا تتحدث إلا بالشفاه". وترجع تلك اللغة إلى ما هو معروف اليوم في اسبانيا ب"سيلبو جوميرو" ، أو لغة الصفير التي لا تزال حية على جزيرة لا جوميرا


جزيرة إسبانية تحيي لغة غريبة مهددة بالانقراض تعرف بلغة الصفير
ويجري إحياء تلك اللغة التي باتت مهددة بخطر الانقراض نظرا لوفاة "المتحدثين بها"تدريجيا . ويمكن تكييف نظام صوت لغة سيلبو ( "الصفير" بالاسبانية) لأي لغة أوروبية أخرى ، حسبما يقول يوجينيو دارياس ، الذي ساعد على وضع برامج تعليمية للغة سيلبو على الجزيرة البالغ عدد سكانها 20 ألف نسمة .

وقال دارياس ـ 58 عاما ـ "حتى اللغة الصينية يمكن تحويلها للغة سيلبو ".ومن المعتقد أن تلك اللغة نشأت في شمال أفريقيا ، التي ربما جاء منها السكان الأصليون لجزر الكناري. ويتواصل هؤلاء السكان ، المعروفين باسم جوانشيز ، عن طريق الصفير في الوديان والسهول منذ آلاف السنين قبل اختراع الهاتف النقال . وعندما احتل المستعمر الاسباني جزر الكناري ، كيفوا الإسبانية للغة سيلبو ، حيث كانو"يصفرون"بكلمات أسبانية لبعضهم البعض . وقال دارياس :"تعلمت تلك اللغة من الاطفال الاخرين في الشوارع ، وفي الحقول وعندما كنت أرعى الماعز في قريتي"

وأضاف دراياس "كان والداي يصفران لي برسائل قصيرة ، كأن يأمراني على سبيل المثال ، بالذهاب لإغلاق خزان المياه ، أو إبلاغ عمي لإحضار بذور الطماطم". وتابع دارياس قوله "إن القرية كانت تبعد كثيرا عن الحقول الزراعية ، لذلك كان الناس يصفرون فيما بينهم ذهابا وإيابا". وتتميز لغة سيلبو ، التي يمكن سماعها من على بعد يصل إلى ثلاثة كيلومترات ، بحرفين متحركين وأربعة أحرف ساكنة ، ويصدر الصوت نتيجة وضع اصبعين من إحدى اليدين في الفم ، بينما تستخدم اليد الأخرى كمكبر صوت مؤقت . ويلعب ارتفاع وانخفاض حدة الصوت دورا رئيسيا في تلك اللغة ، فضلا عن تواصل اللحن أو تكسره. واضاف دارياس "من السهل النطق بأصوات لغة سيلبو أكثر من فهم جملها ، لأن معانيها تعتمد إلى حد كبير على السياق الذي ذكرت فيه" ، حيث أن نفس الأصوات يمكن تستخدم بعشرات المعاني حسب السياق. يذكر أن لغات الصفير موجودة أيضا في أماكن أخرى من العالم ، مثل تركيا و المكسيك. وقد بحث الخبراء في منطقة الكناري عن قبائل تتحدث بلغة الصفير في جبال أطلس بالمكسيك ، حيث يعتقد أن تلك اللغة نشأت هناك ، إلا أن دارياس قال إنهم لم يلتقوا إلى الآن بأحد يستخدم تلك الوسيلة كلغة منطوقة. وتذكر دارياس ما ذكره بعض المغاربة ، وقال"لم يفهم المغاربة لغة السيلبو ، وقالوا إننا نتكلم كالطير". وكما أشار دارياس ، فبالرغم من أن لغة سيلبو لا تستخدم إلا في إيصال الرسائل القصيرة ، إلا أنه يمكن التعبير عن أي شيء بتلك اللغة . وقال دارياس إن رواية"دون كيشوت"لميجيل دي سرفانتس ، المؤلفة في 700 صفحة يمكن قراءتها بلغة السيلبو"إلا أن مشكلة السياق من شأنها أن تحول دون فهم المستمعين لها بسهولة ".

وأدى وصول وسائل الاتصال الحديثة إلى تقليل استخدام لغة السيلبو ، التي كانت منتشرة في العديد من جزر الكناري ، إلا أنه لم يكتب لها البقاء إلا على جزيرة لا جوميرا . ومن جانبها حاولت السلطات المحلية ضمان بقاء تلك اللغة فيما اعتبر بأنه جزء هام من الثقافة الوطنية ، حيث وضعت لغة سيلبو كمادة اجبارية يدرسها تلاميذ المدارس في المرحلة العمرية بين 6 سنوات و 14 سنة.ويدرس الآن نحو 2500 طفل لغة سيلبو لمدة نصف ساعة أسبوعيا ، كما جرى وضع برامج تعليمية أخرى لمن هم في مراحل عمرية أكبر ، وغيرهم من المهتمين بدراسة اللغة. كما أن لغة سيلبو مرشحة لتدرج ضمن قائمة منظمة اليونسكو الخاصة بالتراث العالمى الثقافى . ويقول دارياس : حتى في العالم الحديث ، يمكن أن تبقى لغة سيلبو في أضيق الحدود . واضاف سنواصل الصفير ، ولو لمجرد إبلاغ أحد بأن يأتي ، أو ينتظر قليلا

د ب أ
الجمعة 7 غشت 2009