نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


«حفار القبور السوري" للكونغرس الاميركي : " الأسوأ لم يأت بعد».




في اطار تحقيقات الكونغرس الاميركي حول ما جرى في سوريا كشف شخص يعرف باسم «حفار القبور» لأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي (الكونغرس)، خلال جلسة استماع حول الصراع في سوريا، عن أن المقابر الجماعية لا تزال قيد الحفر، وهي مليئة بضحايا الصراع الدائر مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حسبما نشرت شبكة «سي إن إن» (الخميس).
ووفقاً للشبكة، تحدث «حفار القبور»، الذي كان يرتدي ملابس سوداء غطته من رأسه حتى أخمص قدميه، عن الفظائع التي شهدها أثناء عمله كواحد من العمال المدنيين في مقبرة جماعية في سوريا من عام 2011 إلى عام 2018.
وقال إنه غادر سوريا في عام 2018. ومؤخراً تحدث مع آخرين فروا منها، فأخبروه بأن المقابر الجماعية لا تزال قيد الحفر

ودعا «حفار القبور» أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي إلى «اتخاذ إجراء»، وقال: «رغم أن مئات الآلاف قد قتلوا واختفوا بالفعل ونزح الملايين، إلا أن الأسوأ لم يأت بعد، يمكن منعه لكنني أرجو منكم ألا تنتظروا ثانية واحدة، أتوسل إليكم لاتخاذ إجراء».


 
وذكر الشاهد أنه شخص مدني، وكان قبل الحرب موظفاً إدارياً في بلدية دمشق، ووظيفته أن يشرف على عمليات دفن المدنيين، لكنه في عام 2011 أجبرته مخابرات النظام السوري على العمل معها، للتخلص من الجثث التي تأتي من المشافي بعد نقلها من المعتقلات.
"حفار القبور" يسرد شهادته حول مجازر الأسد بحق المدنيين
كانت ثلاث شاحنات مقطورة تصل مرتين في الأسبوع محملة بما يتراوح بين 300 و 600 جثة لضحايا التعذيب والقصف والذبح. بالإضافة إلى أربع شاحنات صغيرة تصل مرتين في الأسبوع تحمل 30 إلى 40 جثة لمدنيين أعدموا في سجن صيدنايا التابع للنظام، وكان يتم التخلص منهم بأبشع الطرق غير الإنسانية.
أعرف بالضبط المكان الذي تم تكديسهم فيه، في مقابر جماعية ما تزال قيد الحفر حتى اليوم، بحسب تأكيد آخرين ممن عملوا معي سابقاً في المقابر الجماعية وهربوا مؤخراً، لم يعدم مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء فحسب، بل الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، تم تجويعهم وتعذيبهم، واغتصابهم وحرقهم وقتلهم بأكثر الطرق سادية التي يمكن للمرء أن يتخيلها.

واعتبر «حفار القبور» أنه كلما طالت الحرب واستمر الأسد في السلطة، زاد تمكين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال إن «تمكين الأسد يمكّن بوتين، أما إيقاف الأسد يضر بالديكتاتور الروسي، يجب أن نتعلم من الماضي وألا ندع هذه اللحظة تتكرر مرة أخرى». وروى أيضاً الفظائع التي عاشها أثناء عمله في مواقع المقابر الجماعية، ففي إحدى الحالات، كان هناك رجلاً على قيد الحياة بين الجثث التي أُلقيت من شاحنة، وقال: «أحد العمال المدنيين قال وهو يبكي إنه يتعين علينا القيام بشيء ما، بينما أمر ضابط الاستخبارات الذي يشرف علينا سائق الجرافة بدهسه، ولم يتردد السائق وإلا لكان التالي، دهس الرجل وقتله، وكذلك الشاب في ورشتنا الذي تجرأ على ذرف الدموع على ضحية نظام الأسد، لم نرَه مرة أخرى».
وخلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي حول السياسة الأميركية تجاه سوريا، تحدث "حفار القبور" عن المقابر الجماعية التي كان شاهداً عليها في سوريا من عام 2011 إلى 2018، والتي تتقاطع مع ما أدلى به الشاهد "قيصر" وصور الضحايا الشهيرة التي تقدّم بها إلى الكونغرس، والتي أقرّت الولايات المتحدة بموجبها قانون عقوبات "قيصر" ضد نظام الأسد عام 2019.
وكان "حفار القبور" شاهداً على جرائم الحرب والفظائع التي ارتكبها نظام الأسد وإيران وروسيا، بحق رجال ونساء وأطفال وشيوخ تعرضوا للتعذيب والإعدام بالغازات والقصف، ورميهم بقسوة في الخنادق، ويقول إن سبب شهادته اليوم هو إخبار العالم بأنهم يحفرون مقابر جماعية الآن لدفن مزيد من ضحايا الأسد وإيران وروسيا.
وكان من بين القتلى أميركيون، بمن فيهم صحفيون وعاملون في المجال الإنساني، لن أنسى أبدا كيف سخرت قوات الأسد وضحكت من أنها عذبت وقتلت ودفنت أميركيين وأوروبيين أيضاً.
 
وقال حفار القبور للكونغرس لقد عشت مع الموت لمدة 7 سنوات، مع ضباط استخبارات بلا روح، وشهدت أهوالاً لم تغادر ذهني أبداً. في أحد الأيام، ألقت إحدى الشاحنات المقطورات محتوياتها المكونة من عدة مئات من الجثث الميتة في الخندق الذي أمامنا، وبشكل غير متوقع، رأينا جثة تتحرك، كان هناك رجل على وشك الموت يستخدم بشكل يائس آخر احتياطي من طاقته ليشير إلينا أنه بطريقة ما لا يزال على قيد الحياة.
قال العمال المدنيون وهم يبكون: علينا أن نتصرف، لكن ضابط المخابرات الذي يشرف علينا أمر سائق الجرافة بدعسه، لا يمكن للسائق أن يتردد وإلا سيكون هو التالي، فاضطر لدعس الرجل في الخندق وقتله، أما الشاب الذي تجرأ وبكى على الضحية فلم نشاهده مرة أخرى.
قتل 15 مدنيا خلال حفلة أكل
ذات مرة، كان عليّ أن أزور مزرعة ضابط مخابرات، وعندما وصلت كان هناك قرابة 10 منهم يأكلون ويشربون، وأمامهم 15 شاباً مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين وعراة على الأرض، أحد ضباط المخابرات أمر جنديا آخر بفك قيود المدنيين والسماح لهم بالرحيل.
وبعد أن أزيلت العصابات عن الأعين وفكت الأصفاد، وكانت عيون الشباب ممتلئة بالارتباك والخوف، سألهم ضابط مخابرات عما ينتظرهم، وأمرهم أن يهربوا، وعندما هموا بالهرب انتزع ضابط آخر بندقيته وقتلهم واحداً تلو الآخر، وعندما انتهى، واصل الضباط أكلهم واحتفالهم وكأن شيئاً لم يكن.
فتاة صغيرة اغتصبوها وعذبوها حتى الموت
لقد دفنت كثيرا من الأطفال الذين تعرضوا للتعذيب حتى الموت، وأتذكرهم جميعاً، ودفنت أماً ما تزال تحمل رضيعها على صدرها حيث ألقيت جثثهم الهامدة في الخندق.
ذات يوم كنت في مستشفى "تشرين" العسكري بدمشق حيث تعالج الجثث قبل إرسالها إلى المقابر الجماعية، وكانت هناك جثة لفتاة صغيرة عمرها 6 أو 7 سنوات فقط، بدا على جسدها الصغير علامات التعذيب الرهيب. أخذني الطبيب في المستشفى جانباً وأخبرني أنه أمر بالكتابة أنها ماتت بسبب سكتة قلبية. لكنها في الواقع ماتت حيث كانت تتعرض للاغتصاب المستمر والمروع من قبل 11 ضابطاً في مخابرات نظام الأسد.

وكانت الحرب الأهلية في سوريا قد بدأت عام 2011 على أنها انتفاضة سلمية ضد الأسد، وقُتل ما يقدر بنحو 400 ألف سوري في الحرب التي تستمر حتى الآن ولأكثر من عقد من الزمان، ونزح ملايين آخرون داخل وخارج سوريا، وفقاً للأمم المتحدة.
 
وبحسب الشبكة، تمكن «حفار القبور» من الفرار من سوريا عام 2018 وتعقب عائلته إلى أوروبا وأدلى بشهادته أمام محكمة ألمانية في كوبلنز بشأن الفظائع التي شهدها، وقال إنه بسبب الأشخاص الآخرين الذين عمل معهم والذين فروا مؤخراً، فهو يعلم أنه لا تزال هناك مقابر جماعية يتم حفرها حتى اليوم. وقال: «قلبي مثقل بمعرفة أن الكثيرين في هذه اللحظة بالذات يتعرضون للتعذيب اللاإنساني على يد نظام الأسد»، وأضاف: «في بعض الحالات، أعرف بالضبط المكان الذي تم تكديسهم فيه في مقابر جماعية لا تزال قيد الحفر حتى اليوم، أعرف ذلك لأن آخرين ممن عملوا معي في المقابر الجماعية قد هربوا مؤخراً وأكدوا ما نسمعه».

واعتبر «حفار القبور» أنه كلما طالت الحرب واستمر الأسد في السلطة، زاد تمكين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال إن «تمكين الأسد يمكّن بوتين، أما إيقاف الأسد يضر بالديكتاتور الروسي، يجب أن نتعلم من الماضي وألا ندع هذه اللحظة تتكرر مرة أخرى». وروى أيضاً الفظائع التي عاشها أثناء عمله في مواقع المقابر الجماعية، ففي إحدى الحالات، كان هناك رجلاً على قيد الحياة بين الجثث التي أُلقيت من شاحنة، وقال: «أحد العمال المدنيين قال وهو يبكي إنه يتعين علينا القيام بشيء ما، بينما أمر ضابط الاستخبارات الذي يشرف علينا سائق الجرافة بدهسه، ولم يتردد السائق وإلا لكان التالي، دهس الرجل وقتله، وكذلك الشاب في ورشتنا الذي تجرأ على ذرف الدموع على ضحية نظام الأسد، لم نرَه مرة أخرى».

 

سي ان ان - وكالات
الجمعة 10 يونيو 2022