نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس


حقيقة التحرك الاميركي - التركي المشترك






أبدت الولايات المُتحدة الأمريكية في أيلول/ سبتمبر 2014، جهودًا مضنية لتشكيل تحالف دولي بقيادتها لمحاربة “داعش والجماعات الإرهابية” في سوريا، وتمكنت في نهاية المحادثات التي أجرتها مع عدد من الدول، من تأسيس التحالف المزعوم من خلال ضم 15 دولة


 .

واليوم وبعد مرور أكثر من عام على تأسيس التحالف الدولي الذي أعلنت عنه الولايات المُتحدة الأمريكية، إلا أن لم يتم تحقيق أي من الأهداف التي تبناها التحالف وأعلن عنها، فما زالت داعش تسرح وتمرح في العراق وسوريا، وليس ذلك فقط، بل تمكنت من توسيع رقعة سيطرتها الجغرافية على المزيد من المساحات الجغرافية.

وتميز الموقف التركي بالتردد تجاه قضية الانضمام للتحالف، ووضع ثلاث شروط أساسية للانضمام هي؛ إقامة منطقة أمنية عازلة لتأمين إقامة اللاجئين، والقضاء على نظام الأسد بالتوازي مع القضاء على داعش، وعدم تزويد المنظمات الكردية المسلحة في العراق وسوريا بالأسلحة.

وأعلنت القيادة التركية، في تموز/ يوليو 2015، غداة إجراء لقاءات مُكثفة بين الوفود الأمريكية والقيادة التركية، أن تركيا وافقت على فتح قاعدة “إنجيرليك” الجوية في تركيا، أمام الطائرات الأمريكية، شريطة توجيه الضربات صوب مقار وتحركات داعش وعدم استخدام القاعدة في نقل الأسلحة إلى المنظمات الكردية المُسلحة، وذلك بهدف إبداء النية الحسنة لإجراء مفاوضات بين تركيا والولايات المُتحدة الأمريكية للتوصل إلى حل مشترك يخدم شروط تركيا الخاصة بسورية ويرعى مصالح الشعب السوري.

وقد مضى على سماح تركيا للولايات المتحدة الأمريكية باستخدام قاعدتها الجوية أكثر من 6 شهور، ولكن إلى الآن لم تحصل تركيا على أي نتيجة إيجابية ملموسة من المفاوضات التي تجريها مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تمت آخر جولاتها في أثناء الزيارة الرسمية لنائب الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، في تاريخ 22 كانون الثاني/ يناير من العام الجاري، وكانت قد أبدت القيادة التركية، عبر رئيس وزرائها “أحمد داود أوغلو”، انزعاجها الواضح من الموقف الأمريكي المتعلق بدعم حزب الاتحاد الديمقراطي “الكردي”.

وكان داود أوغلو قد أطلق تصريحات لاذعة ردًا على تصريحات بايدن المتعلقة بحزب الاتحاد الديمقراطي، مؤكدًا أن تركيا على استعداد تام لتوضح لجو بايدن والإدارة الأمريكية ما هي حقيقة حزب الاتحاد الديمقراطي.

وفي إطار متصل، بينت الخبيرة السياسية “هلال قابلان”، في مقالها في صحيفة “يني شفق”، أن الولايات المُتحدة لا تريد أن تصل إلى اتفاق مشترك مع تركيا، لأن الخطط التركية المتعلقة بالقضية السورية باختصار تتناقض مع الخطط الأمريكية، موضحةً أن الولايات الأمريكية المُتحدة تهدف إلى تمديد الأزمة السورية إلى أطول مدة زمنية ممكنة، لإنهاك المعارضة والنظام معًا، وبالتالي خلو سورية من تنظيمات قوية يمكن أن تشكل خطر على إسرائيل، كما أن الولايات الأمريكية المُتحدة ترى من إقامة الدويلة الكردية فرصة لتقسيم سورية وقوتها التي كانت تشكل تهديدًا، وإن كان إعلاميًا، لإسرائيل.

وأكدت قابلان على ضرورة استقلال السياسة التركية تجاه سورية عن سياسة الولايات الأمريكية المُتحدة بشكل كامل، لأن نقاط الخلاف بين السياسيتين عميقة كعمق المسافة بين السماء والأرض، ولا يوجد أي نقطة تقاطع فيما بينهما، مشيرة ً إلى أن تركيا أمام معطف تاريخي مهم تُختبر به القدرات العسكرية لدول المنطقة، فإما تتحالف مع دول المنطقة المُساندة للثورة السورية وتتمكن من إثبات قدرتها على تطبيق ما تراه من مصالح منسجمة مع مصالح المنطقة، أو تبقى كما كانت في السابق، تقبل ما ترسمه الدول العُظمى لها ولمنطقتها دون إبداء أي اعتراض.

من جانبه، ألمح الكاتب السياسي “محمد بارلاص”، في مقاله “الولايات الأمريكية المتحدة إلى اليمين تارة وإلى اليسار تارة أخرى”، نُشرت في صحيفة “صباح”، 14 شباط/ فبراير 2016، إلى أن الولايات الأمريكية المُتحدة منذ تأسيسها وحتى الآن، لم تأبه في يوم من الأيام إلى مصالح أي دولة أو منطقة أخرى، بل سطرت سياستها الخارجية على أساس مصالحها القومية فقط لا غير، وهذا ما يدل عدم إمكانية تحقيق تحرك أمريكي تركي مشترك في سورية، مُشيرًا إلى أن تركيا ارتكبت خطأ  في محاولتها لكسب التعاون مع الولايات الأمريكية المُتحدة، وما يتوجب عليها الآن هو العمل على إنجاح عملية تضافر الجهود مع الدول الإقليمية للنظر في عملية التحرك العسكري بعيدا ً عن خطط المراوغة الأمريكية.
---------
ترك برس


جلال سلمي
الثلاثاء 16 فبراير 2016