نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


"حمام قبازرد" للبخار قبلة الكويتيين للتخفيف من هموم الحياة




الكويت - احمد المصري - يحرص الكويتيون سواء في الصيف أو الشتاء على دخول حمامات البخار للاستمتاع برياضة "تدليك" الجسم وتنظيف الأبدان بالبخار بشكل يساعدهم على الاسترخاء والنشاط بعيدا عن معاناة ومتاعب العمل ومشاق وهموم الحياة اليومية. ويعد "حمام شرق" أو "حمام قبازرد" للرجال من أهم حمامات البخار في الكويت التي تعبر عن أصالة هذه البلاد وقيمها ، واحد المعالم الرئيسية التي كانت تميز كويت الماضي ببساطتها وهدوئها وأمنها وأمانها.


"حمام قبازرد" للبخار قبلة الكويتيين للتخفيف من هموم الحياة
يقع "حمام قبازرد" في منطقة شرق خلف مجمع الأوقاف ، وقد أسس عام 1957 وتعود تسميته بهذا الاسم إلى مؤسسه منصور حسين قبازرد، وافتتحه حينها أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم.
ورغم مرور أكثر من نصف قرن على إنشائه فإن الحمام قائم وشامخ لا يزال يستقبل زواره من الكويتيين الراغبين في "التدليك" وتنظيف الأبدان بالبخار، علما أن رواده من الرجال فقط.

يقول جمال حامد إبراهيم مصري الجنسية من الإسماعيلية وهو من اقدم العاملين في الحمام لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ) إن "أغلب القادمين إلى الحمام هم من الكويتيون ، وأنا أقوم بالعمل في هذا المكان من العام 1988، وفي الحقيقة شعرت في بداية عملي بالغربة ورغبت في العودة إلى مصر لكن الإيرانيين الذين يعملون في الحمام قاموا بتعليمي الصنعة خاصة أن إدارة الحمام كان يتولاها الإيرانيون لان مالك الحمام كان يحمل الجنسية الإيرانية والكويتية وهو الحاج منصور حسين قبازرد وكان رجلا يهتم بالمكان لكن بعد وفاته جاء أبناؤه ولم يهتموا بالحمام" .

وأضاف أن معظم زوار الحمام يأتون ومعهم كاميرا تصوير لكي يتصوروا ويحتفظوا بالصور لأن هذا الحمام تاريخي ولا يوجد مثله في العالم ويقدم كل الخدمات ، بعكس أماكن أخرى لا تقدم الا خدمات قليلة وأسعارهامرتفعة جدا تتراوح ما بين 30 إلى 40 دينارا ولكن السعر في حمام قبازرد لا يتجاوز 8 دينار .

وعن فائدة حمامات البخار لجسم الإنسان يقول العامل المصري إن جسم الإنسان مليء بالدهون التي يتم فرزها عند دخول حمام البخار ثم يأتي الدلاك ويرتدي في يده كيسا من البلاستيك ويبدأ في التدليك وهذا الكيس ينظف القشرة الموجودة داخل الجسم وعندما يخرج الزبون يشعر بحالة من النشاط ويصبح في حالة ذهنية وحيوية مرتفعة ويشعر بالراحة النفسية .
وعن الفرق بين الحمام في الكويت وحمامات البخار الموجودة في مصر يقول إبراهيم " نعم هناك فرق ، الحمام في الكويت به خصوصية كبيرة وكل فرد يدخل الغرفة بمفرده لا بشكل جماعي كما يحدث في مصر .

وفيما يتعلق بالفرق بين الحمام العادي وحمام المعرس أجاب العامل المصري أن كل من يأخذ حمام كامل يعتبر عريسا خاصة ان العامل يكون له دور كبير مع الزبون في الحمام الكامل ولذلك لابد من توافر العمال المهرة الذين يتقنون المهنة حتى لا يغضب الزبون عندما لا يشعر بتحسن في حالته الذهنية وفي حيوية جسده وبالتالي مهارة العامل شيء ضروري في حمامات البخار .

ويطلق العاملون في الحمام على رواده اسم مشتري لإنه يدخل ويحدد رغبته في إذا ما كان يريد حمام بخار أو عادي وإذا طلب حمام بخار يخلع ملابسه كلها ثم يرتدي وزارا يشبه وشاحة الحج وبعد ذلك يدخل يجلس في البخار لمدة من 10 إلى 20 دقيقة حسب قدرته على تحمل البخار.ويقول إبراهيم إن العامل لا يذهب إلى الزبون إلا بناء على طلبه هو ولا يدخل عليه غرفة البخار إلا إذا كان جالسا أو ممدا في الغرفة المخصصة للتنظيف، وعند الانتهاء يدق الجرس بعد تنظيف مكانه ويدخل شخص أخر ، وهناك زبائن يرغبون في عامل بعينه لكي يقوم بعمل الحمام ، مشيرا إلى أن العمال في الحمام يتألفون من ثلاث جنسيات مصرية وإيرانية وهندية .

وحول تأثير نسبة الإقبال على الحمام بعد فتح النوادي الصحية الجديدة ، يقول إبراهيم " كنت أقوم في بداية عملي بخدمة 450 شخصا في اليوم أما الآن اقدم الخدمة لحاولي 300 شخص فقط في اليوم حيث تناقصت إعداد زوار الحمام بعد انتشار النوادي الجديدة التي تعتمد على الآلات الحديثة ، ولكن مع ذلك لايزال الحمام يحافظ على جاذبيته للزبائن الذين يفضلون الأصالة والعراقة.

وترتفع نسبة إقبال الشباب على " حمام الشرق" لأنهيشعر بعد انتهاء الحمام انه مارس رياضة الجري لمسافة خمسة كيلو مترات .
ويقول العامل المصري إن حمام البخار يفتح مسام الجسم ويشعر الزبون بعدها بنشاط كبير ، ولذلك هو قبلة لكل الشباب قبل الزواج.

ويتألف حمام قبازرد من 31غرفة مقسمة إلى 13 غرفة بخار و12 غرفة عادية و 6 غرفة بانيو واثنين احتياطي .
وتختلف قائمة الأسعار في الحمام باختلاق طلب الزبون فمثلا ، البخار "تفريك" و"تدليك" لشخص واحد هي 8 دينار ، بينما حمام بخار لشخص واحد بدون تدليك هي 4 دينار ، في حين أن سعر حمام عادي "دوش" وتفريك 5ر4 دينار .

ورغم قلة عدد رواد الحمام من الوافدين الأجانب حاليا مقارنة بالماضي إلا أن السعوديين يعتبرون هم الأكثر إقبالا على دخول حمام قبازرد في الكويت لعدم وجود حمامات في السعودية.وتحدث العامل عن شخصيات مرموقة ومعروفة تأتي إلى الحمام دون أن يحدد أي اسم منها ، مشيرا إلى أن الفئة الأكثر قدوما إلى الحمام هم من الشباب ، والأيام الأكثر عملا في الحمام هي المناسبات والأعياد وراحة الأسبوع .

ويخضع الحمام لإشراف ومراقبة البلدية في الكويت حيث تقوم إدارة الحمام كل عام بجلب كرت صحي للاطمئنان على صحة العاملين في الحمام وهذا شرط للحصول على ترخيص العمل وذلك من اجل المحافظة على صحة الزبائن .
ولا يختلف العمل في الحمام بتغير الطقس وفصول السنة ، ونسبة العمل في حمام قبازرد جيدة سواء في الصيف أو الشتاء.

وأوضحالعامل المصري " أعمل في الحمام منذ 25 عاما وكنت احصل على 90 دينارا في بداية العمل والآن أتقاضى 105 دينارات ولكن الإكراميات والبقشيش ترفع الراتب ".

احمد المصري
الثلاثاء 29 أكتوبر 2013