نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى


حملة واسعة على النازيين الجدد في اليونان واعتقال زعيمهم




اثينا - صوفي ماكريس - وجهت السلطات اليونانية السبت ضربة قاسية الى الحزب النازي الجديد "الفجر الذهبي" مع اعتقال زعيمه التاريخي والعديد من نوابه والسماح لكاميرات التلفزيون بتصويرهم اثناء اقتيادهم الى المحكمة مقيدي الايدي بعد عشرة ايام من قتل مغني راب مناهض للفاشية على يد عضو في هذا الحزب.


حملة واسعة على النازيين الجدد في اليونان واعتقال زعيمهم
وعرضت كل محطات التلفزيون اليونانية مساء السبت لقطات لزعيم الحزب نيكوس ميخالولياكوس واربعة من نوابه وهم مقيدو الايدي ومحاطون برجال ملثمين امام مركز شرطة اثينا.

وقال النواب "لا شيء يمكن ان يخضعنا" و"نحن لا نخاف شيئا" وذلك قبل ان يتم اقتيادهم في سيارة حتى المحكمة القريبة من المكان في وسط اثينا لعرضهم على المدعي.
ويمكن ان يخطرهم المدعي مساء السبت بفتح التحقيقات الجنائية وهي مرحلة ستؤدي الى احالتهم على الاثر الى قاضي تحقيق يمكن ان يوجه اليهم الاتهام رسميا.
وتاتي هذه الحملة في الوقت الذي تواصل فيه اليونان، التي تعيش ازمة اقتصادية حادة، مفاوضاتها مع الجهات الدائنة وتستعد لتولي الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي.

واضافة الى نيكوس ميخالولياكوس زعيم ومؤسس الفجر الذهبي عام 1980 والنواب الاربعة تم السبت اعتقال 14 من اعضاء الفجر الذهبي بينهم ضابطا شرطة كما تم ضبط عدد كبير من قطع السلاح خلال المداهمات واستندت هذه الاعتقالات، بحسب مصدر قضائي، الى انتماء هؤلاء النواب الى "تنظيم اجرامي" اضافة الى اتهامات بالعنف الجسدي والقتل.

واصدرت المحكمة العليا قرارات باعتقال نحو 30 من انصار او نواب الفجر الذهبي فيما يجري البحث عن نائب سادس بحسب مصادر قضائية وشرطية.
وتجمع المئات من انصار الفجر الذهبي امام مركز الشرطة استجابة لدعوة الحزب لاعضائه الى الاحتجاج على هذا "القرار غير الشرعي". وهتف هؤلاء وهم يحملون الاعلام اليونانية "دماء، شرف، الفجر الذهبي". ويمكن ان تطرح مسالة اجراء انتخابات جزئية اذا تم توجيه الاتهام الى نواب الفجر الذهبي واخرجوا من البرلمان.

وكانت جريمة قتل بافلوس فيساس (34 سنة) عازف ومغني الراب المناهض للفاشية الذي طعن في 18 ايلول/سبتمبر الماضي على يد واحد من اعضاء الفجر الذهبي، اعترف بجريمته، وذلك لدى خروجه من مقهى في احدى ضواحي اثينا، قد اخرجت فجاة السلطات اليونانية من تراخيها حيال تصرفات حزب يشتبه في وقوفه وراء العديد من اعمال العنف التي استهدفت الاجانب والناشطين اليساريين.

وجاء اول رد للحكومة الاثنين الماضي مع اقالة العديد من قيادات الشرطة او وقفهم عن العمل في اطار تحقيق بشان العلاقة بين الشرطة واعضاء الحزب النازي الجديد.
ومنذ مقتل المغني تحذر الصحف الوطنية ايضا من الفجر الذهبي مع نشر معلومات كثيرة عن اسلوب العمل شبه العسكري للحزب وعلاقاته المفترضة مع عالم الاعمال ومع القوات المسلحة وشهادات لعسكريين سابقين تشرح بايضاح طريقة عمل التنظيم.

في الوقت نفسه تجري المحكمة اليونانية العليا منذ اسبوع تحريات في جميع الاتجاهات لجمع ادلة تؤكد طابع الفجر الذهبي ك"تنظيم اجرامي".
وتم الاستماع في هذا الاطار الى عشرات الشهود من صحافيين واعضاء سابقين في الحزب النازي ونواب ومسؤوليين نقابيين.

وبامر من الحكومة بدأ القضاة تحقيقات واسعة بشان نحو 30 مخالفة قانونية نسبت لاعضاء الفجر الذهبي في الاشهر الاخيرة.
ومنذ تشرين الاول/اكتوبر 2011 رصدت شبكة ديكتيو لمكافحة العنصرية والدفاع عن حقوق الانسان نحو 300 حالة اعتداء او اعمال عنف ضد اجانب.

وقالت منظمة كيرفا، التي تعد دعامة مكافحة العنصرية، "نشعر بالارتياح لان حركة مكافحة الفاشية والعنصرية تمكنت من ارغام رئيس الحكومة انطونيس ساماراس ووزير الامن العام نيكوس ديندياس على اجراء اعتقالات"، متهمة هذين المسؤولين السياسيين "بحماية عمل النازيين الجدد لفترة طويلة".
وتظاهر الاف اليونانيين الاربعاء ضد الفاشية في جميع انحاء البلاد.

وتأتي هذه الحملة في الوقت الذي تواصل فيه اليونان المفاوضات مع دائنيها الاجانب، الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي، على امل صرف دفعة جديدة من القرض بمبلغ مليار يورو لمساعدتها على الخروج من الازمة الاقتصادية والمالية الخطيرة التي تعيشها.

من جهة اخرى تستعد اثينا لتولي الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في اول كانون الثاني/يناير المقبل.
وقال المحلل السياسي ايلياس نيكولاكوبولوس لفرانس برس "لقد اردنا بهذه الاعتقالات وقف تردي صورة اليونان في الخارج" مضيفا "انها رسالة للاستهلاك الداخلي وللخارج ايضا".

وشكلت حالة البطالة والفقر التي تفاقمت في اليونان بسبب الازمة الاقتصادية ارضا خصبة استغلها الفجر الذهبي للنجاح في دخول البرلمان للمرة الاولى في تاريخه من خلال انتخابات حزيران/يونيو 2012 حيث حصل على 18 من مقاعد المجلس ال300.

صوفي ماكريس
السبت 28 سبتمبر 2013