نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


" داعش " والقاعدة ومصير العلاقة المعقدة بين الإخوة الأعداء





إسطنبول - قرر أميدي كوليبالي، أحد مرتكبي اعتداءات باريس الدموية الشهر الماضي، تغيير اللغة التي ينطق بها للعربية حينما وصل للجزء الحاسم في خطابه حيث أقسم بصوت لا يعكس ثقة كبيرة في ولائه الأبدي للجهاد مع تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ"داعش".


 
وقال كوليبالي، مرتكب الاعتداء على متجر المطاعم اليهودية في العاصمة باريس، في رسالته التي قرأها من ورقة وارتعش فيها صوته أكثر من مرة "أعلن ولائي بصورة تامة لأمير المؤمنين أبو بكر البغدادي".

ونقل هذا القسم بالولاء ، بجانب بشاعة الاعتداءات التي وقعت في باريس، للمتلقي صورة الوضع الدموي في العراق وسورية حيث يسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على عدة مناطق.

وكان إعلان كوليبالي بمثابة مفاجأة حيث أن كل المؤشرات حينها كانت تقول إن الشقيقين كواشي، مرتكبي الاعتداء على صحيفة "شارلي ابدو" الساخرة على صلة بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وهو الأمر الذي ثبت بعد إعلان تنظيم القاعدة في اليمن مسؤوليته عن الاعتداء على الصحيفة الأسبوعية الساخرة.

وكانت الاعتداءات التي شهدتها فرنسا أسفرت عن مقتل 17 شخصا، وذلك بعد هجوم متطرفين على مقر صحيفة "شارلي ابدو" بحجة سخريتها من نبي الإسلام محمد، بجانب الاعتداء على شرطي وأيضا على متجر يقدم المنتجات والأطعمة اليهودية ويعتبر تنظيما (الدولة الإسلامية) و(القاعدة) بمثابة شقيقين في الروح والعقيدة ولكن في نفس الوقت يجمع بينهما تنافس يصل إلى حد الخصومة على قيادة "عالم الجهاد".

وكانت القاعدة تعد منذ اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر في 2001 أهم وأكبر جماعة ارهابية تعمل باسم الإسلام، بل وظلت تحتفظ بهذا المركز حتى بعد مصرع زعيمها أسامة بن لادن في 2011 ، وتولي خليفته أيمن الظواهري الفاقد للكاريزما لشؤون قيادة التنظيم في ظل خلو الساحة من منافسين حقيقيين له.

وتغير الوضع حينما بدأ البغدادي و(الدولة الإسلامية) في اكتساب القوة بالعراق والعمل بشكل أكبر لحسابهما الشخصي، فطوال وقت كثير كان التنظيم من ضمن فروع القاعدة في بلاد الرافدين حتى تمكن من توسيع انتشاره في الجارة سورية ليفرض سطوته كأكبر قوة جهادية هناك. وجاءت لحظة الانفصال حينما رفضت القاعدة ما فعله تنظيم (الدولة الإسلامية) في سورية وطالبته بأن تقتصر أعماله على العراق فقط، وهو الأمر الذي لم يرق للثاني لتصبح المعارك والخصومة بين الطرفين أمرا عاديا على الرغم من انتمائهما المفترض لنفس المدرسة الفكرية.

ولا توجد فوارق كبيرة على الصعيد الفكري بين الجماعتين الإرهابيتين، حيث أن مهمتهما دائما هي "الصراع ضد الكفار" على حد تعبيرهما، ومن ثم لا يتورعان من أجل تحقيقه عن تطبيق أكثر أشكال التطرف المنسوبة للإسلام في مخيلتهما. وخلال هذا الأمر يكون "الجهاد" ضد غير المؤمنين بالنسبة لهم هو الأولوية، حيث يرون في العنف أسلوب شرعي لتحقيق الأهداف التي يسعون نحوها ويرون من خلالها أنهم يقومون بخدمة الإسلام.

ويبدو أن القاعدة في الوقت الحالي فقدت زعامتها التي لم تكن في يوم من الأيام محل نقاش، خاصة في ظل نجاح البغدادي و(الدولة الإسلامية) في تحقيق ما حلمت به أغلب التنظيمات الارهابية ذات الطابع الإسلامي وهو إعلان دولة الخلافة، هذا بجانب سيطرتهم على مساحات شاسعة من الأراضي في سورية والعراق توفر الملجأ والحماية للمتطرفين.

ويجد أتباع الظواهري من ناحية أخرى هذا النوع من الملجأ والحماية في اليمن، التي تعد مقر أنشط فروع القاعدة وبالأخص في جنوب البلاد الذي يتعرض كثيرا لاعتداءات ارهابية في ظل ضعف قوات الأمن، مع العلم بأن استيلاء الحوثيين مؤخرا على الحكم ساهم في زيادة حالة الفوضى السياسية والأمنية التي تمر بها البلاد، لذا فإن الأمور ربما تسوء بصورة أكبر مما قد يتخيله البعض.

ولم تتمكن الولايات المتحدة عن طريق غارات الطائرات بدون طيار في التفوق وهزيمة عناصر القاعدة ودك معاقلهم الموجودة في تلك المنطقة بشبه الجزيرة العربية، والتي تعد في الوقت الحالي بمثابة أحد أهم مراكز سيطرتهم في المنطقة. وعلى أي حال يبدو أن المعركة على زعامة الإرهابيين الإسلاميين بين القاعدة والدولة الإسلامية ستظل مستمرة وستكون النتيجة سقوط المزيد من الضحايا، ففي الوقت الذي عرف فيه الجميع انتماء الشقيقين كواشي للتنظيم الأول، جاء قسم كوليبالي الولاء للبغدادي ليؤكد هذا الأمر.. السباق محتدم ومستمر والمزيد من الدماء سيسيل.

د ب ا
الاحد 15 فبراير 2015