نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


رقابة سورية تطوعية ....مطابع دمشقية ترفض طبع رسوم تجريدية تفسرها على أنها مشاهد عُريّ





دمشق - راشد عيسى - رفض عدد من مطابع دمشق طباعة كتالوغ يضم لوحات للفنان التشكيلي السوري اسعد عرابي استعدادا لمعرض يقيمه في بيروت لانها تتضمن مشاهد عري مع انها اقرب الى الرسم التجريدي، حسب "ايام غاليري" التي تنظم المعرض وقال الفنان نصوح زغلولة المشرف على الطباعة في الغاليري ليست هذه هي المرة الاولى التي نواجه فيها ردة فعل كهذه


تعكس هذه الظاهرة نوعا من سلطة الظل
تعكس هذه الظاهرة نوعا من سلطة الظل
ولم تجد الغاليري سبيلا لطباعة الكتاب الا في بيروت حيث تزيد الكلفة حوالى اربعة اضعاف عنها في دمشق.
واوضح زغلولة "سبق ان طبعنا أعمالا للفنان منذر كم نقش وصفوان داحول بصعوبة بالغة للاسباب ذاتها لكنهم (أصحاب المطابع) هذه المرة اعتبروا ذلك العري فاضحا".

لكن غسان نجار احد اصحاب المطابع الذين رفضوا الكتاب، نفى ان يكون السبب هو العري في اللوحات وقال انه "مجرد خلاف على الاسعار".

الا انه لم يخف في الوقت ذاته ان "لديه معاييره الخاصة في الموافقة على الطبع"، موضحا "لا اطبع صورا عارية كما لا اطبع ما يحتوي على صور لمشروبات روحية ولا اطبع ورق الشدة (الكوتشينة) لئلا يساء استخدامها".

واكد نجار في مكتب في مدخل مطبعته في ضواحي دمشق خلا من اي صورة على الجدار او حتى إعلانات ترويجية لمطبعته ان "اكثر من تسعين بالمئة من مطابع دمشق ينهجون نهجه. وحين تجد من يطبع لك مثل هذه الأشياء سيطبعها باسعار مضاعفة ثلاث مرات".

واكد الفنان اسعد عرابي ان "هذه الحادثة ليست فريدة. فقبل اسبوع فقط تحالف هؤلاء الطباعيون ضد طباعة كتالوغ للفنان عز الدين شموط".

ويميز عرابي بين رقابة رسمية تسمح وأخرى أهلية تمانع، موضحا "عرضت لوحاتي نفسها في واحد من ارقى البرامج التلفزيونية في سوريا ولم تثر استغرابا ولا حساسية أي أن منع الكاتالوغ تم بناء على مزاج قد يكون أصوليا حتى لا اتهم احدا ومناقضا للقوانين التي سمحت بعرض اللوحات في التلفزيون".

اما الهام السيد صاحبة غاليري السيد التي تعمل في مجال الفن التشكيلي في دمشق منذ عشرين عاما، فقالت بدورها ان "هناك مطابع ترفض الطبع حتى لو كان العري قليلا".

واكد العاملون في الغاليري "انهم يمتنعون احيانا (عن الطباعة) لمجرد كتف عار لامرأة في اللوحة".
الا ان السيد عبرت عن تفاجئها، قائلة "لم الاحظ هذا الامر الا في هذه السنة".

وردا على سؤال عما اذا كان هذا المزاج ضد اللوحات العارية اثر على عرض لوحات في الغاليري الخاص بها، قالت "لا احسب حسابا كهذا وسبق لي ان عرضت لوحات عارية. هذه هي قناعتي".

من جانبه اكد عز الدين شموط الفنان السوري المقيم في باريس، في اتصال مع فرانس برس "اثناء التحضير لمعرضي الاخير في صالة السيد بدمشق الشهر الماضي عرضت كاتالوغا وكتابا ضما لوحات من اعمالي على عدد من المطابع رفضت كلها الطباعة بحجة العري".

واضاف "لولا ان راعي المعرض فرض قراره لان له مشاريع اخرى مع المطبعة يمكن ان يوقفها في حال عدم الطبع، لم يكن ممكنا الطباعة في النهاية".
وتابع "قال لي اصحاب المطابع حتى لو قررنا نحن طباعة مثل هذا الشيء، فان عمال المطبعة أنفسهم لن يرضخوا

واشار الى ان واحدة من هذه اللوحات "تظهر صدر امرأة وترمز الى الامومة ولم تكن دعوة الى الاباحية"، موضحا ان الاعتراضات لم تقف عند حد الطباعة بل لاحقته الى معرضه.
واكد ان شخصا اشار الى لوحاته واتهمه "بالفجور والفسق". وقال "خشيت فعلا ان يصل الامر إلى حد تخريب اللوحة".

ورأى شموط ان هذه الظاهرة تعكس "نوعا من سلطة الظل ومؤشر على أن الاتجاه الديني يزداد ويفرض سلطته بشكل واسع".

اما الناقد التشكيلي سعد القاسم فقال "انه نوع من الرقابة الاجتماعية تتعلق برؤية الناس للعمل الفني التي لا تميز بين ما هو جمالي وابداعي، وما يثير الغرائز".

وردا على سؤال عن الموقف الرسمي الحكومي ازاء هذه "الرقابة الناشطة"، قال ان "مديرية الفنون الجميلة تأخذ علما بالمعارض من أجل التنسيق بينها لكن يصعب التدخل بقرارات من هذا النوع".

واكد القاسم قبل ان يحدث ذلك في الفن التشكيلي حدث على مستوى الاعلانات التجارية حيث رفض معلنون ان تظهر المرأة في اعلاناتهم من دون غطاء للرأس

راشد عيسى
الجمعة 27 نونبر 2009