نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


رهام يعقوب العراقية الشابة التي حلمت بنشر الرياضة بين النساء




سمعت الإعلامية العراقية، نور العرادي، بخبر اغتيال صديقتها مدربة اللياقة البدنية، رهام يعقوب، من خلال مجموعة إخبارية على واتساب، وصدمت بهذا الخبر مثلها مثل كثير من العراقيين.


رهام يعقوب
رهام يعقوب

لم تتوقع خبرا كهذا، فرهام كانت قد قررت التوقف عن المشاركة في المظاهرات منذ أن تلقت تهديدات عام 2018، وتفرغت تماما لدراستها الأكاديمية وعملها وتخصصها في الرياضة، كما تقول نور لبي بي سي. "نصحها كثيرون أن تترك البصرة.. لكنها كانت تقول: أنا بنت البصرة أعيش وأموت فيها".

اغتيلت رهام يعقوب يوم 19 أغسطس/آب، بعمر الثلاثين، برصاص مسلح ملثم أطلق النار عليها من على دراجة نارية، عندما كانت داخل سيارتها في مدينة البصرة.

وجاء اغتيالها بعد أيام من قتل ابن مدينتها، الناشط المدني تحسين أسامة الشحماني، الذي اغتيل يوم 14 أغسطس/آب.

على صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، تعرّف رهام عن نفسها بأنها طالبة دكتوراه في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة، ومحاضرة في جامعة البصرة، صاحبة نادي رياضي، ومختصة بتدريب اللياقة، وباحثة في علم التغذية، ومعدة ومقدمة برنامج على راديو الرشيدFM.

وكانت قد بدأت مؤخرا دروس تدريب رياضة عبر الإنترنت، محققة واحدا من أحلامها، كما كتبت.

تعرفت نور على رهام عام 2016، وكانت نور قد تخرجت من كلية الإعلام في البصرة، في حين كانت رهام تدرس الماجستير. استضافتها مرة في أحد برامجها، ثم توطدت صداقتهما بسبب ارتياد نور للنادي الرياضي الذي كانت تعمل فيه رهام.

تقول نور: "كانت رهام عنصرا مهما في مجتمعنا. هي امرأة تحتسب لنساء البصرة..كانت مميزة، وصاحبة اختصاص، كان ناديها أشبه بالتجمع النسوي؛ فبعد كل تمرين كان تشجع الفتيات والنساء على الدراسة، والاهتمام بالشكل والجمال. وكانت تقول من الطبيعي أن تكون المرأة عاملة ومتعلمة وأم.. ليس الهدف فقط الزواج من رجل يصرف علينا".

وتقول إنها كانت "ملتزمة" وحريصة على سمعة النادي الذي تمكنت مؤخرا فقط من تأسيسه، لذا ركبت كاميرات مراقبة كي تتشجع النساء على الاستمرار بارتياد النادي، وكانت أسعارها بسيطة لتشجع نساء أكثر على لعب الرياضة.

تضيف نور: "حتى بعد ابتعادها عن المظاهرات، بقيت اسما بارزا لأنها نشيطة، ومؤثرة.. زرعت في عقول الفتيات أن المرأة عنصر مهم في المجتمع.. وطبعا ينتقل هذا التفكير للبيوت. الوعي، وعي المرأة هو ما أخافهم من رهام".

في مقابلة أجرتها قبل شهرين مع "منصة فيض الإعلامية"، تقول رهام إنها بدأت العمل كمدربة لياقة بدنية عام 2013، وفي العام ذاته عملت مع مجلس محافظة البصرة. وتقول إنها كانت تهدف لتغير العادات السلوكية الخاطئة في مجال التغذية والصحة، ودفع النساء لممارسة الرياضة والحركة.

وتتذكر كيف حثّت النساء على المشي الحر في شوارع المدينة عام 2015، وعلى عدم الخوف من المجهول ومن ردة فعل المجتمع بسبب محاولتهن ممارسة رياضة المشي.

ترى نور أن أكثر ما أثر على رهام هو أنها شجعت النساء على التظاهر قبل سنوات في مدينة البصرة، التي يغلب عليها الطابع العشائري، فصار ينظر إليها على أنها ضد العادات والتقاليد، وفقا لنور. "هذا التفكير لم يكن موجودا قبل الغزو عام 2003 .. البصرة كانت مدينة جميلة".

تداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات قديمة تظهر فيها رهام تقود مظاهرات في البصرة وتهتف وسط الحشود.

وفي أحد الفيديوهات التي يقال إنها تعود لعام 2018، تظهر وهي تطالب بحقوق أهل البصرة الأساسية في الكهرباء وماء الشرب النظيف. "لو نحنا شباب ونسوان البصرة ما وقفنا لنفسنا والله نروح بالحضيض.. يقولون مشاغبين؟ تعمدت أسوي بث مباشر لأظهر أن المتظاهرين ما دمروا شي.. نحنا طلعنا باحترام.".


بي بي سي
الخميس 20 غشت 2020