نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


سوريا أمام ثلاثة خيارات:كوريا الشمالية،الصومال أو رحيل الأسد





"لقد وعدنا بالحفاظ على الأمور سلمية.. ولكن إذا كنت تريد الرصاص، فستحصل عليه". تلك كانت صياغة الرسالة التي وجهتها الطائفة الدرزية في السويداء إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات المكثفة.

ومنذ ذلك الحين، اشتدت معارضتها لنظام الأسد، على الرغم من احتجاج مضاد مؤيد للنظام الأربعاء، حيث تم تهديد موظفي الدولة المحليين من قبل الشرطة السرية إذا لم يشاركوا. نزل المتظاهرون إلى الشوارع ضد الأسد مرة أخرى يومي الأربعاء والخميس، بعضهم يحمل أعلام الثورة السورية.

وتقول مجلة "بوليتكو" الأميركية في مقال بعنوان "هل الأسد على وشك السقوط"، إنه "على الرغم من أنها رائعة، فإن الاحتجاجات التي تتكشف في السويداء هي مجرد عرض لأزمة أكبر بكثير تضرب قلب نظام الأسد وآفاقه في البقاء. كان قرار الأسد بإقالة رئيس وزرائه عماد خميس مؤشراً واضحاً على أن الانهيار الاقتصادي الجديد يشكل تحدياً حقيقياً لشرعيته".



لبعض الوقت، كان من الشائع إعلان "انتصار" الأسد في سوريا، لكن هذه لم تكن أبداً طريقة دقيقة لرؤية سوريا، بحسب "بوليتكو". ربما يكون الأسد قد سحق معارضة حكمه الديكتاتوري في 60 في المئة من البلاد، ولكن في عام 2020، كل الأسباب الجذرية لانتفاضة 2011 ليست قائمة فحسب، بل تفاقمت. 

لا تزال التحديات التي تواجه ازدهار النظام ومصداقيته وبقاءه قائمة في كل ركن من أركان البلاد. وللمرة الأولى منذ ما يقرب من عقد من الزمان، بدأ ملايين السوريين الذين يدعمون الأسد ظاهرياً أو الذين ظلّوا موالين بهدوء لحكمه في تبادل همسات بشأن سخطهم. بالنسبة لمعظم الناس، فإن الحياة في عام 2020 أسوأ بكثير من الحياة في ذروة النزاع المسلح على الصعيد الوطني في 2014-2015. بسبب التمسك بالسلطة، دمّر الأسد -بشكل فعال وهادف- بلاده واقتصادها.

تقدم هذه اللحظة الجديدة وغير المسبوقة تقريباً فرصة للولايات المتحدة. على الرغم من أنه قد يبدو أن إدارة ترامب، وخاصة البيت الأبيض، لم تولِ اهتماماً كبيراً لسوريا، إلا أن لديها فرصة الآن. وتقول بوليتكو: "إذا استخدمت أوراقها المتبقية لاستغلال موقف الأسد الضعيف حديثاً في إطار جهد دبلوماسي نشط، بالتنسيق مع العديد من حلفائنا في أوروبا والشرق الأوسط وأماكن أخرى، فإن لدى واشنطن فرصة للدخول في تغييرات حقيقية طال انتظارها".

وترى المجلة أنه في الوقت الحالي، مع الأخذ في الاعتبار جميع الظروف الحالية، يبدو أن هناك ثلاثة سيناريوهات تلوح في الأفق. من ناحية، يمكن للأسد أن يأخذ سوريا على طريق كوريا الشمالية، ويعزل البلاد عن الاقتصاد العالمي، ويعزز مكانتها كدولة منبوذة عالمية، ويحاول توحيد شعبه الموالي عبر تحفيزهم للتضامن مع "الضحية". من نواحٍ عديدة، أعدّ الأسد قاعدته الموالية، ولا سيما الأقليات العديدة في سوريا، لهذا السيناريو على مدى السنوات التسع الماضية من الصراع، على الرغم من أن مدى بناء عبادة شخصية حقيقية لا تتزعزع حول حكمه، مفتوح أمام أسئلة عديدة.

يمكن لسوريا أيضاً أن تأخذ منعطفاً غير مسبوق نحو الأسوأ، حيث تصطدم بأزمة موهنة تمزق كل أنسجة البلاد، تاركة مستويات أكبر من العوز والمجاعة وتفاقم الإجرام و سلوك مفترس. في هذا السيناريو، ستذوب الوحدة الموالية تماماً، تاركةً في أعقابها دولة فاشلة من نوع الصومال تمثل كارثة لحقوق الإنسان وأرضاً خصبة للمتطرفين الخطرين.

أو يمكن لهذه الأزمة الداخلية غير العادية أن تؤدي إلى تغيير في القمة. في نظر بعض الموالين، قد تمثل هذه اللحظة بالفعل أكبر تهديد لبقاء الأسد في السلطة من التهديد الذي فرضته المعارضة في ذروتها في السنوات الماضية.

إذا أرادت الولايات المتحدة التدخل فيمكن لها مع حلفائها، أن تعزل سوريا اقتصادياً بشكل يحفز، إذا لم يكن قد حفّز بالفعل، شعوراً عميقاً بعدم الارتياح في روسيا وإيران، مما يجعلهم عرضة للخطر ومن المحتمل حينها أن يكونوا منفتحين على النظر في شكل من أشكال التسوية الدولية. النفوذ الأميركي في سوريا ربما عانى من قرارات الرئيس دونالد ترامب غير العقلانية، لكن الولايات المتحدة لا تزال مهمة في المنطقة والعالم، ولديها فرصة لصياغة النتيجة. في الواقع، يوفر ضعف الأسد الحالي فرصاً ذات مغزى أكثر مما رأيناه لبعض الوقت.

وفيما فقدت العملة السورية أكثر من 70 في المئة أمام الدولار من قيمتها منذ نيسان/أبريل، ولا تزال تتدهور بمعدل يومي، يبدو أن النظام السوري بالكاد قادر على استيعاب الصدمات الجديدة، لكن العقوبات الأميركية الجديدة التي تدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، يمكن أن تدمر ما تبقى من اقتصاده.

وترى صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير بعنوان "قانون قيصر قد يدمر الاقتصاد السوري المتهاوي "، إن القانون هو محور الجهود التي تبذلها المعارضة المناهضة للأسد لتحقيق العدالة لمرتكبي جرائم الحرب التي ارتُكبت طوال فترة الصراع. ولكن عشية تطبيقه، يتم تفسير القانون الجديد على أنه قاعدة شاملة لحملة أوسع تهدف إلى سحق اثنين من الداعمين الرئيسيين للنظام، إيران و"حزب الله".

ويقول إبراهيم العلبي، وهو محام بريطاني أسس برنامج التطوير القانوني السوري، إنه حتى بين بعض مؤيدي القانون هناك مخاوف متزايدة من أن مقاربة "كل ما يتطلبه الأمر" يمكن أن تطغى على نية القانون. ويضيف أن "عقوبات قيصر لديها بالتأكيد إمكانية أن تكون صفقة أكبر لأن الولايات المتحدة تستخدمها لردع الدول عن التعامل مع سوريا. أدركت الولايات المتحدة أن سوريا هي ميدان بالوكالة لجميع العناصر التي تستهدفها".
 
ويرى مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية جوليان بارنز داسي إن "الأسد هو المحرك الرئيسي للانهيار المستمر لسوريا. لكن يبدو أن موقف الولايات المتحدة مدفوعاً بشكل أساسي بسياسات القوى العظمى، وهدف ضمان ألا تتمكن روسيا وإيران من تحقيق الفوز".
 
ويتخوف من أن "قيصر سيحقق عكس أهدافه المعلنة بالضبط، ويذكي أسوأ اندفاعات النظام السوري والصراع. تهدف حملة الضغط الأقصى التي أعلنتها الولايات المتحدة إلى دفع النظام إلى الركوع وإجبار مؤيديه على التنازل والهزيمة، لكن النظام يعرف كيف يتمسك بالسلطة بوحشية ومن الواضح أن مؤيديه الرئيسيين ليسوا بوارد الاستسلام".
 
ويتابع: "لقد تعرض الشعب السوري للوحشية منذ عقد من الزمان والبلد دمرته الصراعات ولكن يبدو أننا نقف على شفا مرحلة جديدة خطيرة من الصراع... والتي تخاطر بانهيار جديد مدمر".
---------------
بوليتيكو - ترجمة المدن

شارلز ليستر
السبت 13 يونيو 2020