نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


صعود اليمين المتطرف في ألمانيا... الوقائع والحيثيات والنتائج





نزل حوالى مليون شخص إلى الشوارع في جميع أنحاء ألمانيا، في الآونة الأخيرة احتجاجاً على زيادة شعبية حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف ورسائله التي تزداد عدائية مع مرور الوقت، والتي تهدد بطرد اللاجئين، وأثار صعود اليمين في ألمانيا قلق السلطات على أعلى مستويات بما في ذلك الرئيس الاتحادي شتاينمر الذي دعا إلى تحالف ضد التطرف.



(العربي القديم) تقدم هذا الملف الخاص والموسع عن اليمين الألماني المتطرف، من خلال تقارير لـ (ديرشبيغيل) الألمانية، ودراسة لمجلة (فورين بوليسي) الأمريكية.
***

شتاينماير يدعو إلى تحالف ضد التطرف وحزب (البديل من أجل ألمانيا) ينتقده!

لعدة أيام، خرج مئات الآلاف إلى الشوارع ضد التطرف اليميني وحزب البديل من أجل ألمانيا. الرئيس الاتحادي يدعو إلى التحالف ضد اليمين. حزب البديل من أجل ألمانيا لا يوافق على ذلك.
ودعا الرئيس الاتحادي فرانك فالتر شتاينماير إلى تحالف واسع من أجل الديمقراطية وضد التطرف. وقال شتاينماير: “إذا تعرضت ديمقراطيتنا للهجوم، فهذا يعني تجاوز الحد الذي يجعل الأضداد غير ذات صلة”. “ثم يجب على الوسط الديمقراطي، الغالبية العظمى من مجتمعنا، أن يتخذ موقفا”. ويجب أن يكون واضحا عبر الشركات والثقافة والمجتمع: “لن نسمح لمزمار المزمار المتطرف بتدمير هذا البلد”.
يتظاهر مئات الآلاف في العديد من المدن ضد التطرف اليميني و(حزب البديل من أجل ألمانيا). وقد كان الدافع وراء ذلك، تقريرٌ صادر عن شركة الإعلام Correctiv حول اجتماع لليمينيين المتطرفين في بوتسدام مع بعض السياسيين من حزب (البديل من أجل ألمانيا) بالإضافة إلى أعضاء فرديين من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي و”اتحاد القيم” المحافظ للغاية. وبحسب المشاركين، دار الاجتماع حول مفهوم ما يسمى بإعادة الهجرة. وعندما يستخدم المتطرفون اليمينيون هذا المصطلح، فإنهم عادة ما يقصدون أن أعدادا كبيرة من الأشخاص من أصول أجنبية يجب أن يغادروا البلاد – حتى تحت الإكراه.
ويرى شتاينماير أن البلاد تهتز… وفي ذلك قال شتاينماير: “إن الأخبار المتعلقة بخطط الترحيل التي يريد المتطرفون اليمينيون بموجبها طرد ملايين الأشخاص، بما في ذلك المواطنين الألمان، قد هزت بلادنا”. وكانت المظاهرات التي شهدتها الأسابيع القليلة الماضية مثالاً يحتذى به. وقال شتاينماير إن التحالف ضد التطرف وحده لا يمكن أن يحدث فرقا. ولكن قد يكون من المشجع إظهار المسؤولية المشتركة. ولم ينتقد حزب (البديل من أجل ألمانيا) شركة الإعلام كوريكتيف فحسب، بل انتقد شتاينماير أيضًا. وقال تينو شروبالا ، زعيم الحزب والمجموعة البرلمانية، في برلين إنه “يود ألا ينحاز الرئيس الاتحادي إلى أحد الجانبين باعتباره عضواً سابقاً في الحزب الاشتراكي الديمقراطي”، ولكن “عليه أن يحاول توحيد هذا البلد وهذا الانقسام الذي أراه حاليًا والذي يتسبب فيه أيضًا”. القلق، يتصدى له.
وقالت الرئيسة المشاركة أليس فايدل: “إن حزب البديل من أجل ألمانيا يتعرض للتشهير والافتراء”. وأضافت: “لكن يمكنني أن أقول لكم إن هذا لن يؤذينا على المدى الطويل، بل سيجعلنا أقوى. لأنه يتم استخدام آليات هنا تذكرني شخصيا بأوقات مظلمة للغاية، وأنا، حزب البديل من أجل ألمانيا، لا أريد الذهاب إلى هناك».
وفي اجتماع بوتسدام في نوفمبر/ت شرين الثاني، قال مارتن سيلنر، الرئيس السابق لـ”حركة الهوية” اليمينية المتطرفة في النمسا، إنه تحدث عن ما يسمى بإعادة الهجرة. كما يدعو سياسيو حزب البديل من أجل ألمانيا علناً إلى “إعادة الهجرة”. العديد من المظاهرات الحاشدة موجهة بشكل صريح ضد الحزب.
وشهدت هذه أيضاً انتكاسة يوم الأحد في الانتخابات المحلية في منطقة سالي أورلا في شرق تورينجيا. على الرغم من أن مرشحهم أوي ثروم كان متقدماً بفارق كبير في الجولة الأولى، إلا أنه هُزم في جولة الإعادة أمام مرشح حزب (الاتحاد الديمقراطي المسيحي) كريستيان هيرغوت. ومع ذلك، فسر زعيم المجموعة البرلمانية لحزب (البديل من أجل ألمانيا)، بيرند باومان، الأمر على هذا النحو: “إن حقيقة حصول ثروم على 47.6% من الأصوات كانت علامة على القوة. لقد تحصنت جميع الأحزاب الأخرى، إذا جاز التعبير، خلف مرشح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي”. ووصف زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في تورينجيا ماريو فويجت فوز هيرغوت في الانتخابات بأنه “نجاح للوسط الديمقراطي”.
ويتم تصنيف حزب (البديل من أجل ألمانيا) في تورينغن، الذي يضم حزبه الحكومي وزعيم المجموعة البرلمانية بيورن هوكه، ويراقبه مكتب حماية الدستور التابع للدولة باعتباره متطرفًا يمينيًا.
إم. إف.  إتش / وكالة حماية البيئة

حزب البديل من أجل ألمانيا يصف الاحتجاجات الحاشدة بأنها “الموقف الأخير”

خرج مئات الآلاف من الأشخاص في الأسابيع الأخيرة، إلى الشوارع في جميع أنحاء ألمانيا ضد التطرف اليميني وحزب البديل من أجل ألمانيا. ويحاول الحزب الآن التقليل من أهمية الاحتجاج.
ووفقاً لعضو البوندستاغ بيرند باومان، يرى حزب (البديل من أجل ألمانيا) أن الاحتجاجات الجماهيرية ضد سياساته هي “الموقف الأخير” قبل انتخابات هذا العام. وقال المدير البرلماني للمجموعة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا في برلين: “نحن لسنا خائفين من ذلك… ونرى أن هذه هي المحاولة الأخيرة، إذا جاز التعبير، المحاولة الأخيرة لتسجيل نقاط بطريقة أو بأخرى في الانتخابات المقبلة لأن الحجج السياسية قد نفدت في البرلمانات”.
وقال باومان أيضاً: “لدينا في المجمل عشرة ملايين ناخب، والآن خرج بضع مئات الآلاف إلى الشوارع من أجل السياسة الخضراء اليسارية. من وجهة نظرنا، هذه هي المجموعات المستهدفة المختلفة التي تم استدعاؤها، والتي تمثل بشكل عام هذه الطبقة الخضراء اليسارية بأكملها في ألمانيا.
وشارك عشرات الآلاف من الأشخاص في المظاهرات ضد التطرف اليميني وحزب البديل من أجل ألمانيا المستمرة منذ أسابيع خلال عطلة نهاية الأسبوع. كان الدافع وراء ذلك هو تقرير صادر عن مركز أبحاث كوركتيف حول اجتماع لليمينيين المتطرفين في بوتسدام مع بعض السياسيين من حزب البديل من أجل ألمانيا بالإضافة إلى أعضاء فرديين من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي و”اتحاد القيم” المحافظ للغاية.

اليمين المتطرّف في ألمانيا أسوأ ممّا هو عليه في بقيّة أوروبا

بقلم- بول هوكينوس- مجلة (فورين بوليسي)
نزل حوالى مليون شخص إلى الشوارع وساحات المدن في جميع أنحاء ألمانيا في الآونة الأخيرة، احتجاجاً على زيادة شعبية حزب (البديل من أجل ألمانيا) اليميني المتطرف ورسائله التي تزداد عدائية مع مرور الوقت. وفي مدينة برلين وحدها، تجمّع أكثر من مئة ألف شخص في باحة البوندستاغ، عشية 21 كانون الثاني، وهم يحملون لافتة كُتِب عليها “دافعوا عن الديموقراطية: معاً ضد اليمين”، وتدفقوا إلى الشوارع المجاورة بين بوابة (براندنبورغ) ومحطة القطارات في وسط المدينة. تحمل اللافتات والخطابات الفكرة نفسها في كل مكان، من ميناء بحر البلطيق إلى مدينة (فرايبورغ) بالقرب من الحدود السويسرية: لم يعد التطرف اليميني الذي يلوّح به حزب (البديل من أجل ألمانيا) يناسب ألمانيا الديموقراطية.
ربما بدت هذه الفكرة مبالغاً فيها سابقاً، لكنها لم تعد كذلك اليوم. تأسس حزب (البديل من أجل ألمانيا) في العام 2013، وهو لا يُعتبر حديث العهد، وحتى عنصريته الاستفزازية والمقنّعة ونزعته إلى كره الإسلام ليست جديدة. لكنه زاد تطرفاً بدرجة هائلة في آخر 5 سنوات، وتتزامن هذه التطورات مع انتشار معلومات مخيفة عن اجتماع سرّي حصل في شهر تشرين الثاني. أصبح هذا الحزب اليوم أكثر تطرفاً من عدد كبير من الأحزاب اليمينية المتطرفة الأخرى في أنحاء أوروبا، بما في ذلك “ديموقراطيو السويد”، و”حزب الفنلنديين”، و”الحزب الهولندي من أجل الحرّية”.
في هذا السياق، يقول عالِم الاجتماع الألماني فيلهلم هيتماير إن حزب (البديل من أجل ألمانيا) يرمز اليوم إلى “التطرف القومي الاستبدادي”، أي الفكر الذي يدعم مجتمعاً منظماً من الناحية الهرمية ومتجانساً من الناحية العرقية تُشرِف عليه دولة متسلّطة. من وجهة نظره، يتعلّق أبرز جانب متطرف في هذا الحزب بتواصله وتعاونه مع جماعات منغلقة تستعمل العنف ضد أقليات منتقاة. تشمل هذه الأطراف مجموعة واسعة من الجماعات المسؤولة عن أعلى مستويات جرائم الكراهية في ألمانيا منذ ثلاثة عقود، بمن فيهم النازيون الجدد. تتعدد الفئات التي تقع ضحية هذه الجماعات، منها اللاجئون، الرعايا الأجانب، اليهود، المسلمون والمثليون.
ويكشف بحث نشرته مجلة «دير شبيغل» الأسبوعية أن حزب (البديل من أجل ألمانيا)، الذي أسّسه خبراء اقتصاد يحملون ميولاً قومية ويؤيدون العودة إلى عملة المارك الألماني، يستعمل اليوم لغة شبه مطابقة للغة «الحزب الوطني الديموقراطي» الألماني الذي أصبح محظوراً الآن: “كان هذا الحزب الصغير والكاره للأجانب يجاهر بميوله النازية الجديدة صراحةً، وقد ترشّح في الانتخابات الألمانية طوال عقود، لكنه لم يحصد أي مقاعد في البوندستاغ”.
 
وتزعم صحيفة «دير شبيغل» أن حزب (البديل من أجل ألمانيا)  و(الحزب الوطني الديموقراطي) متقاربان جداً، لا على مستوى الناخبين أو جزء من الشخصيات فيهما فحسب، بل تتعدد النقاط الإيديولوجية المتداخلة بينهما. يبدو أن (البديل من أجل ألمانيا) يضاهي (الحزب الوطني الديموقراطي) [من العام 2012] في كلّ المجالات تقريباً، حتى لو بدا الحزب الأول أكثر اعتدالاً في برنامجه.
كانت المصطلحات التي يستعملها أعضاء حزب (البديل من أجل ألمانيا) اليوم في عدد هائل من الخطابات جزءاً من كلمات (الحزب الوطني الديموقراطي) طوال سنوات. تستعمل الوثائق المنسوبة إلى هذين الحزبَين مصطلحات رجعية يشتق بعضها مباشرةً من ألمانيا النازية: Umvolkung (استبدال السكان)، Volkstod (موت الأمّة الألمانية)، Stimmvieh (قطيع التصويت) في إشارة إلى ناخبي الأحزاب المعارِضة، Passdeutschen (الأجانب من حاملي الجوازات الألمانية). وعلى غرار (الحزب الوطني الديموقراطي)، تذكر «ديرشبيغل» في دراسة أخرى أن (البديل من أجل ألمانيا) يحافظ على روابط وثيقة مع ميليشيات عنيفة.
هذا التطرف الذي أثار استياء الألمان في الماضي أوصل حزب (البديل من أجل ألمانيا) إلى مستويات جديدة من الشعبية اليوم: تشير استطلاعات الرأي إلى حصده 22 في المئة من الدعم الوطني، وهو يحتل المركز الثاني بعد (الحزب المسيحي الديموقراطي)، كما أنه يحصد أكثر من 30 في المئة من الأصوات في ولايات عدة، ما يجعله القوة السياسية الأولى هناك قبيل الانتخابات المرتقبة في الخريف المقبل.
يمكن إيجاد معاقل هذا التطرف في منظمة «بديل الشباب» التابعة للحزب وثلاث ولايات فدرالية تقع في شرق ألمانيا: ساكسونيا، وساكسونيا أنهالت، وتورينجيا. تعتبرها أهم وكالة أمنية محلية في ألمانيا “متطرفة جداً”، وهي تخضع راهناً للمراقبة باعتبارها تطرح تهديداً على النظام الديموقراطي. قد يحيل هذا التحقيق القضية إلى المحكمة العليا التي تستطيع حظر الحزب فوراً.
تتماشى مواقف جميع الأحزاب السياسية البارزة الأخرى مع السخط الشعبي الهائل ضد (البديل من أجل ألمانيا)  في الوقت الراهن، ويأتي هذا الغضب غداة تحقيق مفاده أن كبار الشخصيات في هذا الحزب عقدوا اجتماعاً سرياً في تشرين الثاني مع نازيين جدد معروفين ومموّلين أثرياء لوضع خطط لترحيل المواطنين الأجانب أو حتى المواطنين الألمان المولودين في الخارج قسراً.
لقد اجتمع هؤلاء المتطرفون في فندق بالقرب من بوتسدام لتصميم ما يسمّونه “الخطة الرئيسية لإعادة توجيه الهجرة”، وهي تهدف إلى ترحيل ملايين الناس بالقوة. قارن المراقبون المصدومون هذه الخطط بـ”مؤتمر وانسيي” الذي عُقِد على مسافة غير بعيدة من بوتسدام، في العام 1942، حيث نسّق النازيون خططهم لترحيل وقتل جميع السكان اليهود في أوروبا.
حاول بعض السياسيين في (البديل من أجل ألمانيا) إبعاد حزبهم عن “اجتماع بوتسدام”، بينما دعم آخرون الهدف منه صراحةً. أعلن هانز كريستوف بيرندت، ممثل الحزب في برلمان ولاية براندنبورغ في 17 كانون الثاني: “إعادة توجيه الهجرة ليست خطة سرّية بل وعد… وما من طريقة أفضل لتنفيذها”.
كان وقع ذلك التحقيق مدوّياً، لكن لا تكشف معلوماته أي معطيات جديدة عن حزب (البديل من أجل ألمانيا)، بل إنها تؤكد على تحليلات خبراء يفترضون أن هذا الحزب، بقيادة أكثر الشخصيات تطرفاً، لا سيما عضو مجلس تورينجيا التشريعي بيورن هوكه، تفوّق بتطرفه على أحزاب يمينية متشدّدة أخرى في أوروبا. تعليقاً على الموضوع، تقول آن كاثرين جونغار، عالِمة سياسية من جامعة «سودرتورن» في السويد: “لن يجد حزب (البديل من أجل ألمانيا) بشكله الراهن مكاناً له في صفوف الديموقراطيين السويديين ومعظم الأحزاب اليمينية الأكثر اعتدالاً وسط المحافظين الأوروبّيين والإصلاحيين في البرلمان الأوروبي. على غرار (البديل من أجل ألمانيا)، يعارض “ديموقراطيو السويد” و”حزب الفنلنديين” و”حزب الشعب الدنماركي” الهجرة ويفضلون دولة القانون والنظام… لكن دفعتهم تجارب اليمينيين الشماليين في السلطة إلى التكيّف مع المعايير والخيارات السياسية السائدة”. (أصبح حزب “ديموقراطيو السويد” اليوم من الداعمين غير الرسميين للائتلاف الحاكم في السويد، وبات “حزب الفنلنديين” جزءاً من الائتلاف الحاكم في فنلندا، بينما عبّر “حزب الشعب الدنماركي” عن دعمه للحكومة الدنماركية المحافظة بين العامين 2001 و2011، وبين 2015 و2019).
لكن على عكس هذه الأحزاب، تقول جونغار إن حزب (البديل من أجل ألمانيا) الذي يزداد تطرفاً يستميل المسلحين عمداً، ويستعمل خطابات معادية للسامية، ويلوّح بفكرة انسحاب ألمانيا من حلف (الناتو) والاتحاد الأوروبي. كذلك، عارض السياسيون في هذا الحزب حقوق التبني للمثليين، وضم الأولاد المصابين بإعاقات إلى المدارس العادية، وتشريع الإجهاض. برأي جونغار، لا يمكن أن يمرّ هذا النوع من المواقف في السويد.
لكن يبدو الوضع أكثر تعقيداً مع (حزب الحرّية) النمسوي المقرّب من (البديل من أجل ألمانيا)، فهو يمرّ بمرحلة جديدة من التطرف في الفترة الأخيرة. مع ذلك، يظن المؤرخ النمسوي أولف برونباور من جامعة «ريغنسبورغ» أن ولايتَين في الحكومة الفدرالية منذ العام 2000 وولايات أخرى في عدد من المجالس التشريعية الإقليمية دفعت (حزب الحرّية) النمسوي إلى تخفيف مواقفه العنصرية.
يوضح برونباور: “يبدو حزب الحرّية أقل تطرفاً من (البديل من أجل ألمانيا) لا سيما عند أخذ النقاء العرقي كمقياس لتقييم الوضع. حاول (حزب الحرّية) مثلاً استمالة الصرب المجنّسين. يشمل هذا الحزب مجموعة متنوعة من الآراء، بينما خسر (البديل من أجل ألمانيا) معظم مناصريه المعتدلين. يُعتبر جزء كبير من أعضاء (حزب الحرّية) أكثر اعتدالاً بكثير، باستثناء بعض الأسماء مثل زعيم الحزب الحالي هيربرت كيكل”.
يظن برونباور أن النمسا لا تشمل مظاهر النازية الجديدة بقدر شرق ألمانيا. لكن يحمل بنجامين أوبراتكو، عالِم سياسة من جامعة «لوفانا» الألمانية في «لونبيرغ»، رأياً مختلفاً عن «حزب الحرّية» النمسوي:
 “اتخذ هذا الحزب في عهد كيكل منحىً يمينياً أكثر تطرفاً، ولا يمكن التمييز بينه وبين اليمينيين في حزب (البديل من أجل ألمانيا) اليوم. هم يريدون أن يغادر الأشخاص الذين لا ينتمون إلى النمسا بحسب رأيهم. هم لا يريدون ترحيلهم بعد، لكنهم يرغبون في تجريدهم من جنسيتهم، ويريدون تقليص الامتيازات الاجتماعية التي يستفيد منها الناس لدرجة أن تنهار سبل معيشتهم. هذا هو جوهر برنامج الأحزاب التي تشبه (البديل من أجل ألمانيا) و(حزب الحرّية). هم ينشرون أوهاماً تتراوح بين الشعبوية والفاشية. لا يقترب حزب «البديل من أجل ألمانيا» أو أيّ من نظرائه اليمينيين المتطرفين في أوروبا الغربية من استلام السلطة بالكامل مثلما فعل حزب (فيدس) بقيادة رئيس الوزراء فيكتور أوربان في المجر أو (حزب العدالة والقانون) في بولندا. لكن من خلال التلاعب بالمحاكم وقمع قوى المعارضة، بدأت هذه الأحزاب تُضعِف النظام الديموقراطي تدريجاً. هذا هو نموذج حزب (البديل من أجل ألمانيا) وهذا ما يريد تحقيقه”
-------------
ملف خاص من العربي القديم

ترجمة وإعداد: مهيار الحفار عن DERSPIEGEL و Foreign Policy
الاثنين 12 فبراير 2024