تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


طبق يجلب الحظ والثروة .....تناول الزلابية تقليد شهري تحرص عليه وتتوارثه الأسر في أورجواي





مونتفيديو - كريستينا هورستن- يظل "لويس إدواردو سوريا" يلف عجائن زلابية البطاطس لعدة ساعات مرة كل شهر، ثم يعلن عن توافر هذا الصنف الشهي بحروف كبيرة تكتب على سبورة يعلقها أمام مطعمه.


طبق يجلب الحظ والثروة .....تناول الزلابية تقليد شهري تحرص عليه وتتوارثه  الأسر في أورجواي
وسرعان ما تظهر علامات مماثلة أمام كل مطعم تقريبا في مونتيفيديو عاصمة أورجواي حتى يعلم الزبائن أن الزلابية أصبحت متاحة، وهي صنف من الأطعمة يشبه الجينوشي وهو نوع من الفطائر الصغيرة المصنوعة من البطاطس أو الدقيق تخبز وتقدم مع الصوص، وهذه الإعلانات تعرف كل طفل بالمدرسة أن هذا اليوم يجب أن يكون 29 من الشهر لأن ذلك اليوم في أورجواي هو اليوم الوحيد الذي تكون فيه وجبة المعجنات الخاصة هذه متاحة للجميع.

ويقول سوريا الذي يطهو في مطعم راق في مونتيفيديو إنه يبيع 60 قطعة من الزلابية خلال فترة النهار في يوم الجينوشي، ولكن يبيع عشر قطع فقط منها خلال فترة المساء، ويوضح أن السبب في ذلك أن صنف الجينوشي ثقيل على المعدة وبالتالي فمن الأفضل تناوله أثناء النهار وإلا فإن المرء لن يستطيع النوم.

ويشارك كل مطعم في أورجواي تقريبا في هذا المشهد الشهري كما تحرص الأسر التي تحافظ على التقاليد على تناول هذا الصنف في منازلها في التاسع والعشرين من كل شهر.
ويؤكد سوريا أن هذه المناسبة مقدسة بالنسبة لأمه فهي لا تضع على المائدة أي صنف آخر في ذلك اليوم.

ويتم تقديم قطع زلابية البطاطس الصغيرة مع مجموعة متنوعة من الصوص مثل البولونيز أو الكريمة، كما تتم مراعاة التقاليد عند تقديم هذا الصنف، ويقول سوريا إنه يدخر ثلاث قطع من الجينوشي ويتركها حتى تجف، وبعد ذلك تصبح صغيرة الحجم وصلبة ثم يضعها داخل جيبه أو حقيبته، ويعتقد سوريا أن هذا الإجراء يجلب الحظ، ويضيف أنه يغير هذه القطع القديمة بثلاث جديدة كل شهر.

أما أدريان فاريرا وهو نادل بمطعم قريب فيتبع تقليدا آخر.
ويقول فاريرا : " إنه ينبغي عليك وضع نقود تحت طبق الجينوشي لأن ذلك يجلب الحظ والثروة، أنا أضع ورقة مالية تحت طبقي كل شهر، حقيقة أن ذلك لم يجلب لي أي شيء حتى الآن ولكني أعتقد من كل قلبي بأن ذلك سيحدث، وقد فعل ذلك قبلي جدودي وأبواي كما سيفعل نفس الشيء أبنائي وأحفادي من بعدي ".

وتتضمن وصفة الجينوشي بطاطس ودقيق وبيض وهذا الصنف جاء أصلا من إيطاليا إلى أورجواي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين مع المهاجرين القادمين من أوروبا، وخلال الفترة بين عام 1880 حتى عام 1924 وصل إلى قارة أمريكا الجنوبية نحو أربعة ملايين مهاجر أوروبي كما جاء في دراسة حول هذا الموضوع أعدها أنتونيلا كاناتا ماوير بجامعة ماينز الألمانية، وكان معظمهم من المهاجرين الذين سعوا لتحسين أوضاعهم الإقتصادية.

غير أن أصل تقليد تناول الجينوشي في أورجواي غير معروف، وهذا التقليد يتم اتباعه أيضا في دول مجاورة ولكن بأشكال أقل تأثيرا.

ويوضح جوستافو رينا وهو طاه في حانة لا باسيفا المولعة باتباع التراث والتقاليد وتقع في قلب مونتيفيديو أن البعض يقول إن تناول الجينوشي جاء لأن العمال لم يكن لديهم سوى البطاطس والدقيق في خزاناتهم في نهاية الشهر وبالتالي لم يكن بوسعهم تناول أية وجبة غيره.

ويقول رينا أن البعض الآخر يرى أن حصول العاملين على أجورهم يكون في نهاية الشهر تقريبا وبالتالي فإنه من المرجح أن يتوجهوا في هذا التوقيت إلى المطاعم للتمتع بوجبة الجينوشي اللذيذة.

وقد تكون هذه الوجبة قد أخذت أسمها من الموظفين الكسالى في أمريكا الجنوبية الذين يذهبون إلى مكاتبهم فقط مرة في الشهر للحصول على رواتبهم، وتم إطلاق إسم الجينوشي عليهم ككناية، ومع ذلك يقول أشخاص آخرون إن هذا التقليد ليس أكثر من أسلوب ترويجي ابتكرته شركة للمعجنات.

ويبيع رينا نحو 50 قطعة من الجينوشي كل شهر، ومع ذلك فهو لا يتناول هذا الصنف.
ويقول إنه لا يستطيع أن ينظر إلى هذه الأشياء ، وإنه يفضل تناول الأرز.

كريستينا هورستن
الاحد 25 يوليو 2010