وقالت: "يعتقد الفيتناميون أن /إله المطبخ/ سيبعث الأسماك إلى السماء للقاء (الإمبراطور جايد)"، وذلك في إشارة إلى تجسيد الإله السماوي في الدين الشعبي بفيتنام والصين.
وتضيف: "تقوم كل أسرة في هذا اليوم، بشراء أسماك ذهبية لكي تلقيها في النهر ، من أجل جلب حسن الحظ ".
وفي الأيام التي تسبق العام القمري الجديد، الذي يحل في الخامس من شباط/فبراير ، يقوم الشعب الفيتنامي بسلسلة من الطقوس التي تهدف إلى جلب الحظ الطيب في العام المقبل.
ويجب في إطار الطقوس المعروفة، استرضاء آلهة مثل "إله المطبخ"، الذي يعتقد أنه يصعد إلى السماء في كل عام، لإبلاغ الإمبراطور جايد بشأن الأنشطة التي تقوم بها كل أسرة. ويتم وضع النباتات المباركة حول المنازل والمصالح التجارية. وإذا لم تجتمع الاسر من أجل الاحتفال بالعام الجديد بشكل مناسب، فإنها تخشى أن تواجه سوء الحظ في العام المقبل.
وتعتبر فيتنام - من خلال الأرقام - دولة ملحدة رسميا، حيث أنها من بين الدول الأقل تدينا حول العالم. وبحسب آخر إحصاء سكاني، والذي كان قد أجري في عام 2009، فإنه في حين أن مذهب "ماهيانا" البوذي هو الدين السائد في البلاد، إلا أن 6ر81 بالمئة من السكان ليس لديهم أي انتماء ديني على الإطلاق.
ويشار إلى أن "ماهيانا"، هو أحد المذهبين الرئيسيين للبوذية، وهو ينتشر غالبا في دول شرق آسيا مثل الصين وكوريا واليابان وفيتنام.
ومن جانبه، يقول نجوين مينه توييت، وهو برلماني متقاعد ونائب سابق لرئيس لجنة الثقافة والتعليم والشباب والمراهقين والأطفال في الجمعية الوطنية، إن عدم وجود ديانة رسمية لا يمنع معظم الفيتناميين من المشاركة في ممارسة الطقوس أثناء فترة الـ "تيت"، بحسب ما يسمى العام القمري الجديد باللغة الفيتنامية.
ويضيف: "مازال الفيتناميون يؤمنون بهذه الطقوس، لدرجة أنهم صاروا أكثر جدية في ممارستها عن ذي قبل".
ويقول توييت إن هذه المعتقدات - التي كانت نشأت في الصين – تعتبر عالمية بالنسبة لجميع الفيتناميين، بغض النظر عن دينهم، مضيفا أن معظم الفيتناميين ينحدرون من تراث بوذي، حتى وإن لم يكونوا نشطين في ممارسة تلك العقيدة. وحتى الكاثوليك في فيتنام، الذين يمثلون نحو 7 بالمئة من السكان هناك، يأخذون طقوس الـ "تيت" على محمل الجد.
ويوضح أنه أثناء ممارسة طقوس العام القمري الجديد: "لا يكون هناك فرق كبير بين الأديان، لأن الـ/تيت/ هو حدث مشترك بيننا".
وفي الأسابيع التي تسبق العام القمري الجديد تمتلئ شوارع فيتنام بالباعة الجائلين الذين يبيعون الأغراض المستخدمة في ممارسة الطقوس. وتحظى أشجار الكمكوات ( المعروفة أيضا بالبرتقال الذهبي أو البرتقال الياباني ) ، التي تنتج ثمرة برتقال بحجم الجوز، بشعبية كبيرة، خاصة بسبب جلبها لحسن الحظ، شأنها في ذلك شأن أزهار الخوخ والمشمش.
كما يحظى قراءة الطالع بشعبية كبيرة أيضا في مثل هذا التوقيت من العام . وفي تقليد مشترك أيضا، تقوم كل أسرة بذبح ديك وإعطائه إلى أحد العرافين، الذي يقوم بفحص دمه من أجل تحديد حظ جالب الديك للعام المقبل.
كما يعتقدون أن الحظ في العام الجديد يتوقف على أن تكون الأسرة مجتمعة سويا عند دقات الثانية عشرة بعد منتصف الليل، في عشية العام القمري الجديد. وعندما يخرجوا من منزلهم في اليوم التالي، فإن حظ أول شخص يلتقون به، تكون نذيرا لحظ الاسرة في العام المقبل.
من ناحية أخرى، تقول نجوين ثي هانه، وهي متقاعدة في هانوي تبلغ من العمر 64 عاما، إنها تعتقد أن الدين الفيتنامي الشعبي غير المنظم، الذي يميل إلى الكونفوشيوسية والطاوية والبوذية، إلى حد كبير، هو دين صحيح. وقد قامت هي أيضا بإطلاق الأسماك في النهر الأحمر بمناسبة يوم "إله المطبخ".
من ناحية أخرى، يقول توييت إن الحكومة الشيوعية - التي تتنصل رسميا من الدين - اتخذت في العقود الأخيرة موقفا أكثر ليونة تجاه الفلكلور التقليدي.
وأوضح: "لم تكن الحكومة تشجع مثل هذه الطقوس من قبل، ظنا منها أنها طقوس رجعية"، مضيفًا أنه يعتقد أن الناس أصبحوا أكثر مادية في احتفالاتهم بالعام القمري الجديد.
وأضاف: "كان الناس يذهبون في الماضي إلى المعابد للصلاة من أجل التمتع بالصحة، لكنهم الآن يطلبون المال والترقيات في العمل، وما إلى ذلك".
وقد وجدت الحواس الحديثة طريقها إلى طقوس العام القمري الجديد.
عيون المقالات
وقاحة استراتيجية مذهلة
21/04/2024
- راغدة درغام
الإعلام الكارثي يُعظِّم الكوارث
21/04/2024
- حازم نهار
محمد فارس: رائد الفضاء الذي جسد الشرف الوطني الرفيع وآمن بحق السوريين في التغيير
21/04/2024
- محمد منصور
التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى
18/04/2024
- مصطفى تاج الدين الموسى
إسقاط هيمنة الدليل: في اعتداء الواقع على المعرفة
15/04/2024
- دارا عبدالله
رسائل النيران بين إيران وإسرائيل
15/04/2024
- محمد مختار الشَنقيطي
ماذا سيفعل نتنياهو يوم لا يأتي "غودو" الأميركي؟
15/04/2024
- سمير التقي
هل لبنان مقبل على حرب اهلية.؟
13/04/2024
- علي حمادة
هل صحيح أن حرب أوكرانيا غيّرت التوازنات الدولية؟
11/04/2024
- زياد ماجد
سوريا ساحة قتل ينبغي أن يتوقف
10/04/2024
- فايز سارة
هل تلعب إيران دوراً داعشياً في المنطقة؟
10/04/2024
- د. فيصل القاسم
لماذا دُعي الأسد الى قمة البحرين؟
09/04/2024
- جمال حمّور
اضطراب المثقفين الفلسطينيين إزاء نكبة غزة
08/04/2024
- ماجد كيالي
جنوب لبنان.. بعد غزة
06/04/2024
- عبد الوهاب بدرخان
غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح
06/04/2024
- عدنان عبد الرزاق
نزار قباني وتلاميذ غزة
06/04/2024
- صبحي حديدي
حرب لإخراج إيران من سوريا
06/04/2024
- محمد قواص
الاستراتيجية الأميركية تجاه إيران
06/04/2024
- زكي الدروبي
على هامش رواية ياسر عبد ربه
04/04/2024
- حازم صاغية
الأحزاب الوطنية المقدّمة لإخراج سورية من النفق
04/04/2024
- عبد الباسط سيدا
|
طقوس يمارسها الفيتناميون بمناسبة العام القمري الجديدهانوي - أمضت دانج ثي هونج آنه، البالغة من العمر 17 عاما، فترة ما بعد الظهر يوم الاثنين الماضي، مع أصدقائها الذين كانوا يطلقون الاسماك الذهبية في النهر الاحمر من فوق جسر لونج بين في هانوي. ولم تكن دانج بمفردها - كما هو متعارف عليه – حيث كان كل شخص تقريبا في فيتنام، يقوم بنفس الشيء في ذلك اليوم.بينيت موراي
الاحد 3 فبراير 2019
إقرأ المزيد :
سوريون يشيّعون محمد فارس إلى مثواه الأخير بريف حلب - 22/04/2024السعودية تحاكم الشيخ الشامي وعشرة سوريين في أيار - 19/04/2024 |
|
|