
ويرتبط رمضان في أذهان المصريين بأمور عدة ربما لها تاريخ طويل ، وقد تطرأ تغيرات جديدة كل عام ، إلا أن المصريين سرعان ما "يتحايلون" عليها ليظل رمضان هو رمضان.
يأتي شهر الصيام هذا العام وسط موجات حر متتالية اضطرت الحكومة معها إلى قطع التيار الكهربي بالتناوب لتخفيف الأحمال عن الشبكة القومية للكهرباء في ظل ارتفاع معدلات الاستهلاك خاصة بسبب انتشار أجهزة التكييف.
ويتساءل الكثيرون حول ما إذا كان ما أقدمت عليه الحكومة مؤخرا من إطفاء أنوار بعض الشوارع سيؤثر على ما اعتاد عليه المصريون من إضاءة أنوار المساجد وتزيينها بالمصابيح الملونة خلال أيام وليالي الشهر.
ولا يبدو أن التزام الحكومة "الحرفي" بتطبيق القانون الذي ينص على تطبيق التوقيت الشتوي في رمضان حتى إذا كان في "عز الصيف" قد لاقى الاستحسان المرجو ، حيث أن هذا التوقيت بدأ مع منتصف أولى ليالي الشهر وينتهي مع أولى ليالي العيد ، الأمر الذي يتوقع أن يسبب الكثير من الارتباك.
والأغرب من هذا أن الحكومة قررت إعادة التوقيت الصيفي لمدة أسبوعين فقط بعد رمضان يتم بعدها التغيير السنوي المعتاد إلى التوقيت الشتوي.
وبينما أيقنت بعض القنوات التليفزيونية أن وصف المسلسلات التي تعرضها في رمضان بأنها ستكون "حصرية" لم يعد يقنع المشاهدين ، لجأ البعض إلى "حيل" أخرى كالدعوة إلى سؤال "مجرب" من رمضان "اللي فات" أو التأكيد على أن "الوقت ده" هو زمن هذه القناة في حين اكتفت أخرى بإعلانات بسيطة. أما التليفزيون المصري ، فيبدو أنه استحسن الشعار الذي أطلقه رمضان الماضي :"مفيش حاجة حصري .. كله على التلفزيون المصري"، ولكنه وضع إضافة توضيحية طفيفة وهو أن هذا سيكون "أرضي وفضائي".
وفيما اختفت إعلانات الأفلام ، عجت الصحف بإعلانات المسلسلات الجديدة التي "ستتزاحم" على القنوات التلفزيونية هذا العام ، ومن أغرب ما قد يقرأ المرء إعلان المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون عن انطلاق قناة نايل دراما 2 والذي أكد أنها ستذيع 26 مسلسلا في رمضان ، أي أن ساعات اليوم ربما لن تكفي إذا ما استغرق زمن إذاعة المسلسل بالإعلانات نحو الساعة.
وبدت معالم الشهر الكريم على كل شيء حتى أن ميادين العاصمة تزينت بالرايات الملونة وتزينت الشرفات بالمصابيح الصغيرة متعددة الألوان وازدانت مداخل العمارات والمنازل بالفوانيس الكبيرة.
وكما هي العادة ، شهدت أسعار السلع الغذائية ارتفاعات كبيرة قبل بداية الشهر ، ورغم هذا تشير بعض التقارير إلى أن استهلاك البيت المصري يزيد في رمضان بنسب تتراوح بين 20 إلى 30% ربما بسبب الولائم التي تعد جزء لا يتجزأ من العادات المصرية في رمضان. ويقول البعض إنهم يضطرون إلى الاشتراك فيما يعرف محليا بالجمعيات أو حتى الاقتراض ، خاصة إذا كانت الأسرة "مضطرة" إلى إعداد وليمة "ضخمة" للاقارب أو الاصهار.
وبحسب تصريحات منفصلة لمسؤولين من الشعب الغذائية المختلفة لغرفة القاهرة التجارية، نقلتها صحيفة "الشروق" المصرية المستقلة فقد ارتفع سعر السكر 20% والمكرونة 15% وبعض أنواع الزيوت 10% والألبان 5% واللحوم والدواجن بنسبة تربو على 5% فيما تراجعت أسعار الأرز.
تجدر الإشارة هنا إلى أنه وفقا للدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية يصل متوسط دخل الفرد الحقيقي "المستهدف" في مصر للعام المالي 2009/2010 إلى 4ر15 ألف جنيه (2715 دولار).
ورغم أن المصريين اعتادوا مواجهة "زيادات" الأسعار كل رمضان ، إلا أن وقع الزيادة كان أشد هذا العام حيث يأتي الشهر الفضيل بعد نحو شهر من الارتفاع الذي اعتدنا عليه أيضا مع تقاضي راتب أول شهر في السنة المالية الجديدة والذي يحمل معه الزيادة السنوية في الراتب. وينتظر المصريون راتب شهر تموز/يوليو من كل عام "أيديهم على قلوبهم" : إذ سرعان ما يبتلع ارتفاع الاسعار الزيادة الجديدة ، بل حتى أن الاسعار ترتفع قبل إضافة الزيادة : فلا بهجة إذا بل تحسب وقلق.
وقبل أيام من بداية الشهر أعلن علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي أن عدد "الكراتين الرمضانية" زاد هذا العام بنحو 800 ؟ألف كرتونة، وذلك "تنفيذا لتوصيات السيدة سوزان مبارك".
وأضاف أن الحكومة استعدت لتوفير سلع رمضان في الأسواق ومواجهة الزيادة المتوقعة في استهلاك السلع الغذائية والغاز والتي تقدر بنحو 20% ، إضافة إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات لتوفير الاحتياجات من اللحوم الحمراء وخفض أسعارها في الأسواق والمجمعات والسرادقات المقامة في 11 ؟محافظة بأسعار تتراوح بين 30 و 35 ؟جنيها للكيلو (الدولار يساوي 7ر5 جنيه)؟.؟
إلى هنا يبدو أن كل مشاكل المجتمع المصري قد حلت إلا أننا قد نفاجأ إذا ما علمنا أن نحو ستة آلاف مواطن ازدحموا داخل وخارج استاد المنصورة بمحافظة الدقهلية في انتظار تسلم "شنطة رمضان" التي توزعها المحافظة على المحتاجين ، وسقط نحو عشرة أشخاص مغشياً عليهم من شدة الحرارة ، بينما أصيب خمسة آخرون بسحجات وكدمات نتيجة التدافع والزحام.
ونقلت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة عن إحدى المستحقات للشنط :"الحكومة بتذلنا كل سنة ، ونقف من الساعة ستة صباحاً حتى 5 عصرا في عز الحر علشان ناخد شنطة رمضان.. كل اللى فيها كيس سكر وكيس أرز وكيس مكرونة وزجاجة زيت وكيلو بلح ونصف كيلو زبيب"، فيما قال آخر "الحكومة كانت الأول بتوزع الشنط دى على مكاتب الشؤون الاجتماعية في كل مركز ونروح ناخدها منها بكرامتنا.. لكن منذ 3 سنوات قامت المحافظة بتجميع التوزيع فى الاستاد علشان ناخد جزء من حقوقنا عندها".
ومع اقتراب نهاية الشهر تظهر "متطلبات" أخرى للأسرة المصرية غالبا ما تراها ربة البيت "ملحة" ويراها الزوج "مبالغا فيها" وعلى رأسها كعك وملابس العيد ، وهو ما يجعل من المستبعد جدا أن تتعافى ميزانية البيت المصري سريعا بعد رمضان خاصة وأن العام الدراسي سيكون على الأبواب بما يتطلبه من ملابس ومصاريف .. أعان الله المصريين.
يأتي شهر الصيام هذا العام وسط موجات حر متتالية اضطرت الحكومة معها إلى قطع التيار الكهربي بالتناوب لتخفيف الأحمال عن الشبكة القومية للكهرباء في ظل ارتفاع معدلات الاستهلاك خاصة بسبب انتشار أجهزة التكييف.
ويتساءل الكثيرون حول ما إذا كان ما أقدمت عليه الحكومة مؤخرا من إطفاء أنوار بعض الشوارع سيؤثر على ما اعتاد عليه المصريون من إضاءة أنوار المساجد وتزيينها بالمصابيح الملونة خلال أيام وليالي الشهر.
ولا يبدو أن التزام الحكومة "الحرفي" بتطبيق القانون الذي ينص على تطبيق التوقيت الشتوي في رمضان حتى إذا كان في "عز الصيف" قد لاقى الاستحسان المرجو ، حيث أن هذا التوقيت بدأ مع منتصف أولى ليالي الشهر وينتهي مع أولى ليالي العيد ، الأمر الذي يتوقع أن يسبب الكثير من الارتباك.
والأغرب من هذا أن الحكومة قررت إعادة التوقيت الصيفي لمدة أسبوعين فقط بعد رمضان يتم بعدها التغيير السنوي المعتاد إلى التوقيت الشتوي.
وبينما أيقنت بعض القنوات التليفزيونية أن وصف المسلسلات التي تعرضها في رمضان بأنها ستكون "حصرية" لم يعد يقنع المشاهدين ، لجأ البعض إلى "حيل" أخرى كالدعوة إلى سؤال "مجرب" من رمضان "اللي فات" أو التأكيد على أن "الوقت ده" هو زمن هذه القناة في حين اكتفت أخرى بإعلانات بسيطة. أما التليفزيون المصري ، فيبدو أنه استحسن الشعار الذي أطلقه رمضان الماضي :"مفيش حاجة حصري .. كله على التلفزيون المصري"، ولكنه وضع إضافة توضيحية طفيفة وهو أن هذا سيكون "أرضي وفضائي".
وفيما اختفت إعلانات الأفلام ، عجت الصحف بإعلانات المسلسلات الجديدة التي "ستتزاحم" على القنوات التلفزيونية هذا العام ، ومن أغرب ما قد يقرأ المرء إعلان المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون عن انطلاق قناة نايل دراما 2 والذي أكد أنها ستذيع 26 مسلسلا في رمضان ، أي أن ساعات اليوم ربما لن تكفي إذا ما استغرق زمن إذاعة المسلسل بالإعلانات نحو الساعة.
وبدت معالم الشهر الكريم على كل شيء حتى أن ميادين العاصمة تزينت بالرايات الملونة وتزينت الشرفات بالمصابيح الصغيرة متعددة الألوان وازدانت مداخل العمارات والمنازل بالفوانيس الكبيرة.
وكما هي العادة ، شهدت أسعار السلع الغذائية ارتفاعات كبيرة قبل بداية الشهر ، ورغم هذا تشير بعض التقارير إلى أن استهلاك البيت المصري يزيد في رمضان بنسب تتراوح بين 20 إلى 30% ربما بسبب الولائم التي تعد جزء لا يتجزأ من العادات المصرية في رمضان. ويقول البعض إنهم يضطرون إلى الاشتراك فيما يعرف محليا بالجمعيات أو حتى الاقتراض ، خاصة إذا كانت الأسرة "مضطرة" إلى إعداد وليمة "ضخمة" للاقارب أو الاصهار.
وبحسب تصريحات منفصلة لمسؤولين من الشعب الغذائية المختلفة لغرفة القاهرة التجارية، نقلتها صحيفة "الشروق" المصرية المستقلة فقد ارتفع سعر السكر 20% والمكرونة 15% وبعض أنواع الزيوت 10% والألبان 5% واللحوم والدواجن بنسبة تربو على 5% فيما تراجعت أسعار الأرز.
تجدر الإشارة هنا إلى أنه وفقا للدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية يصل متوسط دخل الفرد الحقيقي "المستهدف" في مصر للعام المالي 2009/2010 إلى 4ر15 ألف جنيه (2715 دولار).
ورغم أن المصريين اعتادوا مواجهة "زيادات" الأسعار كل رمضان ، إلا أن وقع الزيادة كان أشد هذا العام حيث يأتي الشهر الفضيل بعد نحو شهر من الارتفاع الذي اعتدنا عليه أيضا مع تقاضي راتب أول شهر في السنة المالية الجديدة والذي يحمل معه الزيادة السنوية في الراتب. وينتظر المصريون راتب شهر تموز/يوليو من كل عام "أيديهم على قلوبهم" : إذ سرعان ما يبتلع ارتفاع الاسعار الزيادة الجديدة ، بل حتى أن الاسعار ترتفع قبل إضافة الزيادة : فلا بهجة إذا بل تحسب وقلق.
وقبل أيام من بداية الشهر أعلن علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي أن عدد "الكراتين الرمضانية" زاد هذا العام بنحو 800 ؟ألف كرتونة، وذلك "تنفيذا لتوصيات السيدة سوزان مبارك".
وأضاف أن الحكومة استعدت لتوفير سلع رمضان في الأسواق ومواجهة الزيادة المتوقعة في استهلاك السلع الغذائية والغاز والتي تقدر بنحو 20% ، إضافة إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات لتوفير الاحتياجات من اللحوم الحمراء وخفض أسعارها في الأسواق والمجمعات والسرادقات المقامة في 11 ؟محافظة بأسعار تتراوح بين 30 و 35 ؟جنيها للكيلو (الدولار يساوي 7ر5 جنيه)؟.؟
إلى هنا يبدو أن كل مشاكل المجتمع المصري قد حلت إلا أننا قد نفاجأ إذا ما علمنا أن نحو ستة آلاف مواطن ازدحموا داخل وخارج استاد المنصورة بمحافظة الدقهلية في انتظار تسلم "شنطة رمضان" التي توزعها المحافظة على المحتاجين ، وسقط نحو عشرة أشخاص مغشياً عليهم من شدة الحرارة ، بينما أصيب خمسة آخرون بسحجات وكدمات نتيجة التدافع والزحام.
ونقلت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة عن إحدى المستحقات للشنط :"الحكومة بتذلنا كل سنة ، ونقف من الساعة ستة صباحاً حتى 5 عصرا في عز الحر علشان ناخد شنطة رمضان.. كل اللى فيها كيس سكر وكيس أرز وكيس مكرونة وزجاجة زيت وكيلو بلح ونصف كيلو زبيب"، فيما قال آخر "الحكومة كانت الأول بتوزع الشنط دى على مكاتب الشؤون الاجتماعية في كل مركز ونروح ناخدها منها بكرامتنا.. لكن منذ 3 سنوات قامت المحافظة بتجميع التوزيع فى الاستاد علشان ناخد جزء من حقوقنا عندها".
ومع اقتراب نهاية الشهر تظهر "متطلبات" أخرى للأسرة المصرية غالبا ما تراها ربة البيت "ملحة" ويراها الزوج "مبالغا فيها" وعلى رأسها كعك وملابس العيد ، وهو ما يجعل من المستبعد جدا أن تتعافى ميزانية البيت المصري سريعا بعد رمضان خاصة وأن العام الدراسي سيكون على الأبواب بما يتطلبه من ملابس ومصاريف .. أعان الله المصريين.