نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


عام ترامب الاول.. شقاق مع الخارج وانقسام في الداخل







واشنطن - ميشائيل دونهاوزر وجريتل جونستون – من أكثر العبارات فجاجة وقسوة في خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمناسبة تنصيبه في 20 كانون ثان/يناير 2017، هي تلك التي وصف فيها ما جاء في خطابه بأنه يمثل الواقع بالنسبة لكثير من المواطنين الأمريكيين.

وفي يوم كان الطقس فيه شديد البرودة وممطر أحيانا، تحدث ترامب عن "المصانع التي علاها الصدأ والمنتشرة مثل شواهد القبور"، والمدارس التي تترك الصغار "محرومين من كل ألوان المعرفة"، و "انتشار الجريمة والعصابات والمخدرات"، وتعهد في خطابه بأن "تتوقف منذ هذه اللحظة المذبحة التي تتعرض لها أمريكا".


 
وعلى الرغم من أن ترامب الذي يحمل الرقم 45 في قائمة الرؤساء الأمريكيين دعا في فقرة قصيرة من خطابه المواطنين إلى الوحدة، فإن الرسالة التي وجهها في ذلك اليوم لم تكن عن المصالحة أو التمسك بالأمل، ذلك لأن فوزه لم يغير من طبيعة شخصيته التي يغلب عليها التصلب والعناد والتي ظهرت عندما كان يقوم بحملته الانتخابية.
وقال ترامب في خطاب التنصيب "إننا مواطنو أمريكا نلتحق الآن بجهد وطني عظيم لإعادة بناء بلدنا، واستعادة الوعد الذي قطعته على نفسها لجميع مواطنينا".
ومع ذلك فإن العام الأول على رئاسة ترامب ساد فيه الإنقسام بدرجة أكبر، فالسود ضد البيض والمهاجرون ضد المواطنين، والأثرياء ضد الفقراء، واليسار ضد اليمين، والقوميون ضد مناصري العولمة، وحدث استقطاب عميق يبحر بعيدا عن تيار الوسط.
وعلى الرغم من أن خبراء علم السياسة يقولون إن هذا الانقسام الحادث في أمريكا ليس وليد اليوم، فإنهم يتقفون على أن هذا الانقسام أصبح أكثر اتساعا منذ أن تولى الرئيس الشعبوي ترامب منصبه.
ويشير استطلاع للرأي العام أجراه مركز "بيو" للأبحاث إلى أن ما نسبته 60% من الأمريكيين يعتقدون أن العلاقة بين مختلف المجموعات العرقية في أمريكا تدهورت، مما يؤكد الانقسام على أسس عنصرية في هذه الدولة.
كما تحدث ترامب في خطابه عن المؤسسة التي تحكم أمريكا، ورغبته في إعادة السلطة للشعب.
وقال وقتذاك "لفترة طويلة جنت مجموعة صغيرة في عاصمة بلادنا جوائز الحكم، بينما تحمل المواطنون أعباء التكلفة، وسيتم تذكر 20 كانون ثان/يناير 2017 باعتباره اليوم الذي استعاد فيه المواطنون السلطة".
أما الواقع فهو أنه لم يحدث من قبل مطلقا أن احتل مثل هذا العدد الكبير من ممثلي الشركات الكبرى هذه المكانة المقربة من الرئيس الأمريكي، ويخشى المنتقدون من أن يكون "وول ستريت" هو الذي استعاد السلطة وليس الشعب.
وبينما حقق ترامب نجاحا في إطار تعهده بتمزيق أوصال "المؤسسة السياسية"، فإنه لم يكن يضع في حسبانه حدوث رد فعل مضاد من جانب الحزب الذي ينتمي إليه.
فقد شعر الجمهوريون بالإحباط إزاء سياساته وتصريحاته وتغريداته على تويتر في عدد من المناسبات، ويرى الكثيرون من أعضاء مجلس الشيوخ الذي يتمتع فيه الجمهوريون بأغلبية بسيطة أن ترامب شخصية تسبب الضرر.
بل إن البيت البيض نفسه لم يتم فيه تعيين أي مسؤول في منصب بارز ينتمي إلى الحزب الجمهوري، منذ أن تم رحيل شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض، ومنذ أن تم تعيين الجنرال السابق جون كيلي كبيرا لموظفي البيت الأبيض بدلا من رينس بريبوس.
وتم تعيين رجال مال وعسكريين سابقين في معظم المناصب الوزارية المهمة.
وفي مجال السياسة الخارجية اتخذ ترامب بعضا من أهم قراراته بشكل منفرد، فقد اتخذ قرارا بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، كما أغضب حلفاءه في الشرق الوسط بقراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وتوصلت إلين كاماراك الباحثة في مركز بروكنجز للدراسات الاستراتيجية إلى استنتاج مفاده أن العام الأول من رئاسة ترامب" ليس سوى جرح كبير أحدثه ترامب بنفسه".
وقالت إن ترامب لم ينفذ إلا نادرا أي من وعوده، كما أثار عداء أعضاء مجلس الشيوخ الذين ينتمون إلى نفس حزبه، كما تسبب في قطيعة مع حلفائه.
وبعث ترامب بإشارة إلى حلفاء الولايات المتحدة ولكل شخص آخر في العالم في خطابه يوم التنصيب عندما قال "منذ هذا اليوم فصاعدا، ستكون فقط أمريكا أولا"، وأضاف أن الأمريكيين سيبنون بلدهم بالعمالة الأمريكية ويتبعون قاعدتين "شراء سلع أمريكية وتوظيف عمالة أمريكية".
وكنتيجة لهذه السياسة تم إلغاء اتفاقية للتجارة الحرة كانت محل تفاوض مع الدول الواقعة على ساحل المحيط الهادي، وذلك في غضون أيام من تولي ترامب منصبه، كما أن اتفاقية التجارة الحرة لشمال أمريكا والتي تم التوصل إليها منذ 20 عاما، يتم حاليا إعادة التفاوض بشأنها وهي معرضة للانهيار.
وهذه هي الطريقة التي يقاتل من خلالها ترامب لصالح الأمريين بكل نفس في جسده، كما وعد أن يفعل في أول يوم من تنصيبه.
غير أنه قد يتعين على الأمريكيين أن يتذرعوا بالصبر انتظارا لأن يفي ترامب بتهعده الآخر وهو أن "تبدأ أمريكا في الربح والفوز مرة أخرى، الفوز بشكل لم يحدث من قبل".

ميشائيل دونهاوزر وجريتل جونستون
الاربعاء 17 يناير 2018