نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


عدن اليمنية بعد إعلان "الانتقالي"... انتشار كورونا و ضعف الخدمات




صنعاء - مرت أيام على إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن المدعوم إماراتيا، حالة الطوارئ، وتدشين الإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية بما فيها مدينة عدن، التي اتخذتها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا كعاصمة مؤقتة.


 

وجاء هذا الإعلان المفاجئ إثر تدهور حاد في الخدمات العامة في عدن، بعد سيول وفيضانات تسببت بسقوط وفيات وإصابات، وتضرر آلاف النازحين، وسط عجز حقيقي للسلطات في علاج تبعات الأمر.
واتهم الانتقالي الجنوبي الحكومة اليمنية الشرعية بالصلف والتعنت في القيام بواجباتها، وتسخيرها لموارد وممتلكات الشعب في تمويل أنشطة الفساد وتحويلها إلى حسابات الفاسدين في الخارج، بالإضافة إلى تلكؤها وتهربها من تنفيذ ما يتعلق بها من اتفاق الرياض.
ودعا الانتقالي التحالف العربي والمجتمع الدولي، إلى دعم ومساندة إجراءات الإدارة الذاتية، بما يحقق أمن واستقرار شعبنا، ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
وقوبل هذا الإعلان برفض من قبل سلطات ست محافظات جنوبية من أصل ثمان محافظات، إضافة إلى رفض مكونات جنوبية للأمر الذي اعتبر بأنه قوض تنفيذ اتفاق الرياض.
بدورها، اعتبرت الحكومة اليمنية إعلان الانتقالي الجنوبي بأنه تمرد جديد على السلطات الشرعية، قائلة في بيان:" "ما حدث يعد تمرداً واضحاً على الحكومة الشرعية وانقلاباً صريحاً على اتفاق الرياض واستكمالاً للتمرد المسلح على الدولة في اب/أغسطس 2019 .
وحملت "المجلس الانتقالي وقياداته الموجودة في أبوظبي" مسؤولية ما حدث، داعية في الوقت ذاته إلى تحرك عربي وأممي وإسلامي ضد إعلان الانتقالي.
كما قوبل هذا الإعلان برفض من قبل الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص مارتن جريفيث الذي اعتبر ذلك بأنه مخيب للآمال، داعيا إلى سرعة العودة إلى تنفيذ اتفاق الرياض.
ودعا التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية إلى تنفيذ اتفاق الرياض والعودة بالأوضاع هناك إلى ما قبل إعلان الانتقالي الجنوبي إدارة المحافظات الجنوبية
ورحب المجلس الانتقالي ببيان التحالف، وأكد في بيان لمتحدثه الرسمي نزار هيثم على أهمية اتفاق الرياض، وضرورة احترام التسلسل الوارد فيه، خاصة ما يتعلق بتنفيذ الجانب السياسي والاقتصادي الذي عملت الشرعية على تعطيله كلياً، حسب قوله.
وشدد على ضرورة مراجعة المستجدات الطارئة بما يضمن السلام والاستقرار وتحقيق الاهداف المشتركة".
ولم يشر البيان بشكل صريح إلى تراجعه عن إعلانه حالة الطوارئ وإدارته لمحافظات الجنوب، أو موافقته إلى العودة بالأوضاع في عدن لما قبل إعلانه.
وفي 29/ نيسان الجاري، كانت عدن على موعد مع مأساة جديدة بعد أيام فقط من إعلان الانتقالي، حيث تم رصد 5 حالات إصابة بفيروس كورونا، ما جعل المجلس الانتقالي يقرر حظر التجوال لمدة ثلاثة أيام وإغلاق المساجد والأسواق لمدة أسبوعين.
قرار نابع من أجل المواطنين
وعلى الرغم من الانتقادات التي يواجهها المجلس الانتقالي الجنوبي، إلا أنه يدافع عن قراره ويقول إنه جاء حرصا على حماية وخدمة المواطنين بعد أن فشلت الحكومة الشرعية في تحقيق الخدمات الأساسية وتلكأت في تنفيذ اتفاق الرياض.
وقال نزار هيثم، المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية(د. ب. أ)، إن قرار الإدارة الذاتية للجنوب، اتخذ من أجل تحمل المسؤولية تجاه حماية المواطنين، كون عدن باتت مهددة بتفشي وباء كورونا بعد أن عانت من أضرار السيول.
وأضاف:" هناك مخاطر كبيرة على السكان، وكان لزاما وجود جهة تتحمل المسؤولية، خصوصا أن الحكومة خلال الأعوام الماضية لم تتحمل أي شيء من أجل خدمة المواطنين".
وحول مدى تعارض الإعلان مع اتفاق الرياض أوضح هيثم:" قرارنا نابع أولا وأخيرا من أجل خدمة المواطنين، وهذا ناجم عن حرص شديد منا، ولا يتعارض أبدا مع اتفاق الرياض بل يدعمه تماما".
ومضى قائلا:" ما قاله التحالف العربي، وبعض الدعوات هي لتنفيذ بنود اتفاق الرياض، ونحن مع هذا بكل تأكيد، لكن المماطلة في تنفيذه كانت من جانب الحكومة".
وتابع هيثم:" كان يفترض تشكيل حكومة مناصفة ومحافظ لعدن ومدير أمن عدن(بناء على اتفاق الرياض)، لكن كان هناك مماطلة متعمدة وتحشيد عسكري من قبل الحكومة، وبالتالي اضطر المجلس الانتقالي الجنوبي بالتقدم في هذه الخطوة لحماية السكان".
وحول الخطوات التي ينوي المجلس الانتقالي اتخاذها أفاد هيثم، بأن خطواتهم الحالية والسابقة ستكون فقط من أجل حماية المواطنين، والعمل على مراقبة الأداء للسلطة المحلية والمرافق السيادية والخدمية.
واختتم قائلا:" سنعمل يدا بيد من أجل تحسين الخدمات... وحاليا الأولوية تكمن في مواجهة كورونا".
عدن تعيش أسوأ مراحلها
الظروف الصعبة التي تعيشها اليمن جراء الحرب، ألقت بانعكاساتها السلبية على مختلف المحافظات، بما فيها عدن، التي باتت تعاني بشكل أكبر في ظل استمرار موسم الأمطار الذي أدى إلى كوارث كبرى لهذه المدينة التي يقول سكان بأنها باتت تعيش أسوأ مراحلها.
ويقول المواطن اليمني أحمد ناصر أحد سكان عدن إن مدينته تعيش اليوم أسوأ حالاتها، من قتل وسلب ونهب وتردٍ واسع للخدمات.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على عدن كشفت عن واقعها وعن تداعيات غياب الدولة فيها.
وتابع:" كلما تأملت الناس خيرا في البديل الحاكم يصابون بخيبة البديل غير القادر على أن يكون دولة أو شبه دولة".
وأوضح أن هذا الأمر جعل عدن تخرج عن بكرة أبيها رافضة للجميع سواء الحكومة الشرعية أو التحالف أو المجلس الانتقالي.
وأشار إلى أن إعلان حالة الطوارئ من قبل المجلس الانتقالي جاء بهدف كبح جماح التظاهرات والاحتجاجات للمواطنين الرافضين لتردي الخدمات.
وتابع:" الناس هنا تريد دولة نظام وقانون ومؤسسات"، مشيرا إلى أن الوضع بات مهددا بالانهيار لصراعات أشد.
وشكا من أن شوارع عدن أصبحت مليئة بالقذارة وبقايا مياه الأمطار ومستنقعات للبعوض والحشرات، وانتشرت عدد من الامراض الفتاكة، فيما تعاني من صراع السياسيين الذي أضر بالصحة ومختلف الخدمات.
حياة معيشية صعبة
وفي ظل الوضع السياسي المضطرب في عدن وانتشار كورونا فيها، جعل مواطنين يعبرون عن حزنهم وقلقهم من مغبة تدهور الأوضاع هناك.
وتقول الشابة أوهاد اليافعي، المقيمة بعدن، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية(د. ب. أ)، إن الوضع هناك أصبح سيئا للغاية.
وأضافت:" كل الوسائل المعيشية أصبحت صعبه، حيث لا حكومة تكترث بما يحدث، ولا أي أحد لديه سلطه يعلم كيف هي معاناة الشعب في عدن".
وشكت من أن غلاء الأسعار في تزايد مستمر، إضافة إلى وجود فقر وجوع وبطاله مستمرة.
وتابعت:" لا أحد يعلم أين ستمضي بنا الأيام.. .ولا ننسى انقطاع الكهرباء وانقطاع المياه في عدن حتى من قبل نزول الأمطار الغزيرة، غير أن السيول زادت الطين بلة ".
ومضت قائلة:" هناك مناطق تعيش بلا كهرباء ولا مياه بسبب السيول ".
واضافت بحرقة:" من أكثر الأشياء التي تؤلمنا، أنه حتى مستشفى الجمهورية الحكومي في عدن الذي كان مفتوحا لكافة الناس بات الآن مغلقا في وجه الشعب ولم يعد يستقبل حتى الحالات الطارئة ".
وتساءلت:" من أين سيأتي الشعب بتكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة، أين هذه السلطة التي ستعمل على إنقاذ الشعب؟؟".
و اعتبرت أوهاد، السياسيين والمتحكمين في البلاد لا يكترثون للمواطن البسيط" لا يهم إن كنا احياء أو أموات"..

د ب ا
الاربعاء 6 ماي 2020