نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


عشق اماراتي لاقتناء السيارات القديمة والهواة ينفقون الملايين لاقتنائها رغم الازمة العالمية




أبوظبي- أحمد هاشم- يعشق الاماراتيون هواية جمع السيارات الكلاسكية والقديمة، ويملك بعضهم سيارات يقترب عمرها من المئة عام اشتروها بمبالغ مالية تقدر بملايين الدولارات. ورغم التأثيرات السلبية للازمة المالية على قطاعات اقتصادية عدة بالامارات،ما زالت عملية شراء السيارات القديمة مستمرة وباسعار خيالية، واعداد المنضمين لهذهالهواية يتزايد يوما بعد الآخر.


المهندس احمد الجرون بين سياراته الكلاسيكية.
المهندس احمد الجرون بين سياراته الكلاسيكية.
ومع تزايد الهواة بات من غير المستغرب رؤية مسيرات في الشوارع الاماراتية تضم مئات السيارات القديمة من مختلف دول العالم، إذ يخرج ملاك تلك السيارات فيتجمعات كبرى يجوبون المدن الاماراتية احتفالات بالمناسبات الوطنيةوالأعياد.

المهندس احمد الجروان ابرز عشاق تلك الهواية، يطوف العالم بحثا عنها ويشحنهاالى امارة الشارقة ليضمها الى مجموعته النادرة من السيارات الكلاسيكية.ومن يزور منزله يجده متحفا للسيارات، فحديقته تتراص فيها سيارة تلو الاخرىفي صورة تبهر المارة، وتجذبهم لرؤية تلك السيارات النادرة وذات المظهر المميزوالتقاط صور تذكارية الى جوارها.

يقول الجروان لوكالة الانباء الالمانية(د.ب.ا) " بدا عشقي لجمع السياراتالقديمة منذ اكثر30 عاما، فبحكم عملي كمهندس طيران كنت اتنقل بين الدول، واقمت في دول اوربيةعدة لمدة20 سنة، وقتها بدأت تنمو لدي هواية اقتناء السيارات".

ويضيف قائلا " زاد عشقي لها حينما وجدت ان السيارات تؤرخ لفترات زمنية هامة في اعمارالدول، فبدأت اقتني سيارة تلو الاخرى حتى وصل عدد ما امتلكته إلى150 سيارة، اقدمها صنعت عام1916 من نوعفورد.
وقال " ابرز السيارات التي امتلكها واحبها الى قلبي سيارة روزلرويسصنعت عام1951، وسيارة بكارد صنعت عام 1939، وتعد السيارتانمن افخم السيارات التي شهدتها تلك الصناعة".

ومع تزايد اعداد السيارات اضطر الجروان الى استئجار مخزن كبير المساحة يضعفيها سياراته، واقام ورشة لمتابعة صيانتها، ووظف فريقا من15 فنيا للحفاظ على سلامةالسيارات ومتابعة حالتها بصفة دورية واصلاح أي عطل يطرأ عليها.

ويسدد الجروان ما يزيد عن350 الف دولار سنويا لتخزين تلك السيارات، وهو مبلغ كبير، لكنه يوفره عن طيبخاطر للحفاظ على هوايته.ولم يكتف بذلك، بل جمع مئات الصور النادرة للسيارات القديمة تؤرخ لصناعةالسيارات، بداية من السيارات التي تجرها الخيول، وحتى السيارات بمحركات بدائية إلىالصورة الحديثة للسيارة.
ومن اكثر الدول التي يزورها الجروان لجمع السيارات، مصر وبريطانيا والولاياتالمتحدة.

ومع تزايد اهتمام المهندس احمد الجروان بهذه الهواية، نشأت لديه فكرة اقامةمتحف لهواة اقتناء السيارات القديمة، وعرضها على حاكم امارة الشارقة الشيخ الدكتورسلطان القاسمي الذي أيدها، وبالفعل اقيم المتحف وافتتح رسميا العامالماضي.

ويضم المتحف100 سيارة، وكثير من ملاك السيارات القديمة بالامارات يضعون سياراتهم فيه لعرضهاعلى الجمهور، ويستقطب المتحف مئات الزوار شهريا، حتى انه استقبل العام الماضي اكثرمن ستة الاف زائر.

واشار الجروان الى ان الزوار يأتون من داخل الامارات وخارجها، وهدفهم رؤيةسيارات طالما شاهدوها في افلام السينما الغربية والعربية القديمة
وبلغ عدد اعضاء المتحف350 من الرجال والنساء من هواة اقتناء السيارات الكلاسيكية، ويعتبرون المتحفالمظلة التي تجمعهم، وتنظم هوايتهم، وتتيح لهم تبادل الخبرات في رعاية تلكالمركبات.

ويؤكد الجروان ان هذا المتحف هو الاول من نوعه في المنطقة، وجميع سياراتهتعمل بصورة جيدة ومنها سيارة دودج يعود عمرها الى عام1917، وسيارة فورد يعود عمرها الى عام1921، وسيارة اسعافكاديلاك حمراء عمرها يزيد عن60عاما بمحتوياتها من النقالات الطبية، وبالقرب منها سيارة اطفاء حريق دودجصنعت عام1938، وهي مجهزة بكل معدات اطفاء الحريق.

واستقدمت أكثر سيارات المتحف من الولايات المتحدة واوربا، ويعمل على صيانتهاقسم الورشة والصيانة، المكون من مجموعة من الفنيين يتولون تفكيك السيارات بالكامل،وإصلاح وصيانة أو إعادة تصنيع كل قطعة فيها، ليعاد تركيبها مجدداً، ويجلبون الصورالقديمة لكل سيارة لصنع قطع غيار مماثلة تنقصها

وأشار الجروان إلى أن قسم الصيانة نجح في إعادة الحياة لعدد كبير منالسيارات القديمة والمهملة، وجعلوها تعمل بصورة طبيعية بعد ان كانت في طريقهاللتفكيك.

وتختلف كثير من السيارات القديمة بالمتحف في تكوينها عن السيارات الحالية،فدواسة البنزين على اليسار وليس اليمين، ودواسة المكابح على اليمين، بينما تعملدواسة صغيرة بينهما على تحريك السيارة إلى الخلف، وتضم مصباحا يعمل على غازالكيروسين، في حال لم تعمل المصابيح الاعتيادية.

ويقدم"متحف الشارقة للسيارات القديمة" خدمة الترخيص للسيارات الكلاسيكية ومنحها ارقام مرورية ما يمكن مالكها قيادتها والسير بها في شوارع الإمارات
ويضم المتحف مكتبة تحوي سجلات لعدد كبير من السيارات محررة باللغة العربية،ومجموعة من مجلات السيارات التي يعود عمرها الى عام 1975.

ومن هواة جمع السيارات الكلاسيكية ايضا محمد حسن الطاهري الذي يمتلك27 سيارة كلاسيكية،اقدمها سيارة مرسيدس180 موديل1956 .
وقد شارك بسياراته في عدد كبير من مهرجانات السيارات والمسيرات التي طافتشوارع الامارات لاهداف خيرية.

وهناك صلاح طاهر الحاج الذي عشق الهواية منذ صغره على يد والده تاجرالسيارات. ويملك الحاج اربع سيارات كلاسيكية أحداها من نوع مرسيدس انتجت عام1958و فولكسفاجن انتجتعام1972.

العشق الإماراتي للسيارات الكلاسيكية، امتد الى جمع نماذج السيارات، ويملكالاماراتي سهيل الزرعوني1500 قطعة تجسّـد تاريخ وتطور صناعة السيارات وتقدر قيمتها بـ11 مليون درهم. وبسبب هذه المجموعة النادرة تم تسجيل اسم الزرعوني في موسوعة جينيس للارقامالقياسية.

واعتاد الإماراتيون أن يشاهدوا مسيرات للسيارات الكلاسيكية تجوب شوارعالامارات في المناسبات، فملاكها ينتظرون المناسبات الوطنية للخروج في تجمعات تلفتالانظار، وكثيرا ما يخرجون في مسيرات لجمع التبرعات الخيرية، أو ضمن حملات التوعيةبالأمراض.
وكانت آخر تلك المسيراتتلك التيشهدتها امارة دبي في شهر نيسان/ابريل الماضيلرفع الوعي باضطرابالتوحد

وضمت المسيرة75 سيارة تحركت على"كورنيش جميرا"، وعاد تاريخ صنع السيارات المشاركة إلى أربعينيات القرن الماضي، واتسمتبالاناقة والعراقة وشكلت بتحركها تظاهرة مبهرة في شوارع دبي.

احمد هاشم
الثلاثاء 4 غشت 2009