نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


في غياب السياحة سكان بالي يلجأون للهو بالطائرات الورقية والزراعة







دنباسار (إندونيسيا) - أنتون مهاجر وكارولا فرنتزن– يعمل إيكاديك ديدي سوبرابتا هو خريج كلية القانون ومن سكان جزيرة بالي كوكيل سفريات، ولكن بعد أن جف العمل بسبب جائحة كورونا، عاد مرة أخرى إلى القرية التي جاء منها، وقرر أن يولي اهتمامه لزراعة الخضروات.


وعندما عاد إلى قريته سونجان قام بالاشتراك مع أسرته برعاية مزرعة صغيرة تطل على ضفاف بحيرة باتور، وحيث أن سوبرابتا خبير في التسويق الرقمي على شبكة الإنترنت، قام بتطوير تطبيق يسمى "لاباك سايور" لإنشاء سوق للمنتجات المحلية.
ويقول "أريد أن أربط المزارعين بقاعدة أكبر من المستهلكين"
وبعد أن كانت بالي مركزا حيويا يجتذب ممارسي اليوجا والتدليك والراغبين في تمضية العطلات، أصبحت الآن في خضم حالة من التحول، فبعد الاختفاء الفجائي للسياح صارت الجزيرة تحتضن الآن أشكالا أخرى للأنشطة التجارية.
وبالعودة للوراء نجد أن بالي شهدت في حزيران/يونيو 2019 قدوم 600 ألف زائر أجنبي، وبعد مرور عام أصبح هذا الرقم 32 زائرا فقط، ويعمل معظم سكان بالي في قطاع السفر سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وبلغ عدد السياح القادمين إلى إندونيسيا خلال عام 2019 نحو ستة ملايين زائر من الخارج، وذلك وفقا لأرقام مكتب الإحصاء المحلي.
ولكن في آذار/مارس 2020 توقفت حركة السياحة، مع تعليق رحلات الطيران، وأغلقت المقاصد الشهيرة أبوابها.
والأزمات ليست جديدة على بالي، فسبق أن قتلت الهجمات الإرهابية مئات من السياح عامي 2002 و2005، وتعرضت الجزيرة لوباء إنفلونزا الطيور عام 2007 بينما كانت السياحة في طريقها للتعافي، ثم جاءت التحذيرات من ثوران كبير لبركان جونونج أجونج عام 2017 مما أدى إلى إلغاء كثير من السياح لرحلاتهم.
غير أن جائحة كورونا أدت إلى تحولات أكثر اتساعا.
وتعالت الآن دعوات لأن تتبنى بالي مجالات جديدة للأنشطة التجارية والأعمال، مع وضع في الاعتبار الجوانب السلبية للسياحة بدءا من ترك السياح وراءهم كميات كبيرة من المخلفات، إلى الانغماس في حفلات الشراب وغيرها من المساوىء الاجتماعية.
وتسعى حكومة بالي المحلية حاليا إلى تشجيع الزراعة والصناعات الإبداعية للحد من اعتماد الجزيرة على السياحة.
ويواجه البعض صعوبات في الوقت الحالي، ويقول وايان بارتوان وهو معلم يوجا في بلدة أوبود، "يميل سكان بالي إلى عدم التعبير عن مشاعرهم، وبرغم أن التعبيرات المرتسمة على وجوههم تقول ظاهريا إنهم سعداء، ولكنهم في الحقيقة يخفون حزنهم ".
بينما يصف آخرون هذا التغيير الحادث بأنه نعمة.
وفي هذا الصدد يقول أليخاندرو فيرنانديز كروز وهو إسباني يقيم في أوبود مع أسرته، "المكان هنا أصبح يسوده الهدوء والسكينة، هذا وقت مميز للغاية لأن يقيم فيه المرء بالجزيرة، فليست هناك حركة مرور ويمكنك أن تقود السيارة بحرية في كل مكان بدون التكدس المروري، وهذا أمر رائع جدا".
ويعرب كروز عن أسفه لإغلاق الكثير من الأماكن، ويضيف "غير أن الناس يساعدون بعضهم بعضا، وهذه هي الطريقة التي يتعايش بها سكان بالي".
ويمكن رؤية هذه الطريقة تطبق في المزارع الجماعية التي تزدهر الآن.
فمثلا حول سكان قرية تيجه ساري بمدينة دنباسار عاصمة بالي، موقعا لدفن المخلفات إلى مزرعة للنباتات العضوية، تبنت فيها الطماطم والفلفل والباذنجان وغير ذلك من الخضروات.
ومن المعتاد في إندونيسيا أنه في حالة ترك قطعة من الأرض غير مزروعة لمدة عامين، فيمكن لمجموعة الجيران أن يزرعونها بعد موافقة صاحب الأرض.
وشيد المزارعون سقفا لحماية خضرواتهم وسمدوها بالسماد العضوي ، وهم الآن مشغولين بجني الطماطم والسبانخ الحمراء.
بينما قال بوتو جيدي هيماوان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، "إننا على الأقل لن نضطر إلى شراء الخضراوات لطهي طعامنا اليومي". .
ويعمل سابوترا وهو محاسب في شركة تملكها الدولة نصف أيام الأسبوع في الوقت الحالي، وأصبح لديه مزيد من الوقت مثل زملائه في الجيرة الذين يعملون كسائقين وفي أنشطة تأجير آلات التصوير والتسويق.
ويقول سابوترا "كان لدينا قرويون يعانون من الضغوط النفسية والبطالة، وكذلك لدينا أرض لا يزرعها أحد، فلماذا لا نفعل شيئا مفيدا ؟".
ويضيف "لا زلنا نشتري الأرز، ولكن يمكننا على الأقل أن نقوي جهازنا المناعي عن طريق تناول الخضراوات".
ويمكن أن تتحول الزراعة إلى نشاط اقتصادي دائم في حالة إمكانها أن تولد أموالا كافية، وفقا لما يقوله مادي أنتارا وهو أستاذ جامعي بكلية الزراعة بجامعة أودايانا، ويقول غير أن إنتاج المحاصيل الزراعية أصعب من بيعها حيث يحتاج ذلك إلى قوة بدنية ودراية .
ولكنه يتشكك في إمكانية أن تولد الزراعة دخلا كافيا لتعويض النقص في عائدات السياحة، ويقول "يعتمد اقتصاد بالي بشدة على السياحة، وقطاع السياحة هو الذي يستوعب منتجات بالي الزراعية"، ويضيف أن الحكومة تدعم الوظائف في المناطق الحضرية ولكنها تبذل القليل في دعم الزراعة.
والآن ظهر إلى الوجود ولع محلي يلقى انتشارا، حيث صار الكثير من السكان المحليين يلهون بطائرات ورقية، والتي يمكن رؤيتها على أنها رموز وعلامات تجلب الحظ بالنسبة للهندوس من سكان بالي، وربما لا يكون من المدهش أن السماء أصبحت الآن مليئة بهذه الطائرات الورقية.

أنتون مهاجر وكارولا فرنتزن
الثلاثاء 22 سبتمبر 2020