قوات الأمن تعوق مظاهرات حاشدة في دمشق و وزارة الداخلية السورية تمنع التظاهر

وقال نشطاء إن المحتجين خططوا للتوافد والتجمع في ميداني العباسيين والأمويين بوسط المدينة. كان شخص قد قتل وجرح عشرة آخرون عندما هاجمت قوات الأمن مجموعة من الأشخاص لدى مغادرتهم مسجد الرفاعي في حي كفر سوسة بضواحي دمشق وفق ما ذكرت إحدى جماعات حقوق الإنسان اليوم السبت. وقال المرصد السوري ومقره لندن إن إمام المسجد كان من بين الجرحى.

وقال نشطاء يقيمون في لبنان، إن ثلاثة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم اليوم السبت عندما اطلقت قوات الأمن السورية النار على متظاهرين في مدينة حمورية قرب دمشق.
وأضافوا أن الشرطة كانت تدعم الشبيحة -مجموعات من الميلشيا المسلحة الموالية للحكومة- والتي استخدمت عربات الإسعاف لإطلاق النار على المتظاهرين.

وصعدت قوات الامن السورية غاراتها على المساجد منذ بداية شهر رمضان للسيطرة على الاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي أصبحت شبه يومية منذ غرة الشهر.
غير أن وكالة الانباء السورية (سانا) نفت احتجاجات اليوم توجه محتجين إلي منطقة وسط العاصمة دمشق.

وقالت " سانا" والتليفزيون السوري: " لا وجود لأي تجمعات أو مظاهرات في ساحتي العباسيين والأمويين وفي كفر سوسة".
وهاجمت الوكالة والتلفزيون المحطات التلفزيونية الإخبارية التي تتداول "هذه الاخبار الزائفة" ووصفتها بأنها "تحريضية".

أضافت سانا أن " الهدوء يعم المناطق التي تحدثت عنها التقارير" وقالت إن الحياة " تسير بصورة طبيعية والسكان يواصلون حياتهم الاعتيادية".
في الوقت ذاته، دعا أحد المنشقين عن الجيش السوري ويدعى حسين حرموش اليوم السبت السوريين إلى مواصلة الاحتجاجات السلمية.

وقال الرجل في حديث لقناة العربية، معرفا نفسه بأنه المتحدث باسم ما يعرف بالضباط الأحرار، إنه يدعو كافة السوريين إلى التجمع بالميادين حاملين أغصان الزيتون.
كما دعا الجيش وقوات الأمن إلى وقف إراقة الدماء. تأتي الحملة الأمنية قبل ساعات من انعقاد مؤتمر عاجل لوزراء الخارجية العرب تحت مظلة جامعة الدول العربية اليوم السبت في القاهرة لمناقشة المسالة السورية. وذكرت "سانا" اليوم أن خمسة من عناصر الامن أصيبوا في هجمات منفصلة على يد "جماعات مسلحة".

ونقلت "سانا" عمن وصفته بأنه مصدر مسؤول، القول إن رجالا مسلحين على متن دراجات بخارية فتحوا النار على نقطة تفتيش أمنية في دير الزور ما أدى إلى إصابة ثلاثة من العناصر الموجودة بها.
وأضاف المصدر أن رجال الأمن ردوا على إطلاق النار، فأسقطوا اثنين من المهاجمين قتيلين. وذكرت وكالة الأنباء أن "مسلحين" كانوا هاجموا مبنى عسكريا في مدينة دوما بريف دمشق.

ووفقا للأمم المتحدة، فإن ما يقدر بنحو 2200 شخص قتلوا في سورية منذ آذار/مارس الماضي ، وقتل ما لا يقل عن 350 من هؤلاء الضحايا منذ غرة شهر رمضان والتي وافقت أول آب/أغسطس الجاري.

هذا فيما دعت وزارة الداخلية السورية السبت المواطنين الى عدم الاستجابة لدعوات اطلقتها مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في مسيرات في الساحات العامة، وذلك حرصا على سلامتهم.
وطالبت الوزارة في بيان بثته وكالة الانباء الرسمية (سانا) "الاخوة المواطنين عدم الاستجابة لدعوات في مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في مسيرات او تجمعات في الساحات العامة بدمشق وذلك حرصا على سلامتهم".

واكدت الوزارة في البيان "على دور الاخوة المواطنين في المساهمة بترسيخ الامن والاستقرار وكشف ابعاد هذه الدعوات التحريضية".
ودعت عدة صفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ومنها صفحة "الثورة السورية" وصفحة "اتحاد تنسيقيات الثورة السورية" و"شبكة شام" المحتجين للتظاهر السبت في "زلزال الشام".

وكتب الناشطون على هذه الصفحات "اليوم يومك يا شام" و"الشام شامنا ولو الزمن ضامنا".
وكانت بعض القنوات الفضائية افادت صباح السبت عن مظاهرات في ساحة العباسيين وساحة الامويين الواقعتين في قلب العاصمة دمشق، الا ان وكالة سانا سارعت الى نفي الخبر.
كما قام التلفزيون الرسمي ببث حي من هاتين الساحتين لثلاث ساعات على الاقل صباح السبت تظهر الحياة العادية في الساحتين "خلافا لما بثته بعض القنوات الفضائية التحريضية"، حسب سانا.