نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


كلنتون والبيت الأبيض: ما أحلى الرجوع إليه!




بعثت لنا إحدى الزميلات في العمل، قبل موعد الانتخابات الأمريكية بيوم أو يومين، صورة بالبريد الالكتروني لزميلة أمريكية سابقة تظهرها مع رجل طويل القامة أسمر البشرة وهما يتبادلان ابتسامة عريضة، وأرفقت الصورة بهذا التعليق: 'هذه هي زميلتنا العزيزة فلانة التي انضمت إلينا عام 2010 وغادرتنا أوائل هذا العام. أما الرجل الذي بجانبها، فلتعذروني لأني لا أعرفه...'.


   من هو الرجل المغمور؟ إنه الرئيس أوباما! ذلك أن الزميلة السابقة، صاحبة الصورة، خبيرة أمريكية في تقنيات التواصل الاجتماعي وأنها التحقت أوائل هذا العام بحملة أوباما الانتخابية.

وليست هذه المرة الوحيدة، فقد سبق أن عملت ضمن فريق حملة أوباما الأولى عام 2008. ومعروف أنه قد كان لشبكات التواصل الاجتماعي دور فعال في نجاح أوباما قبل أربعة أعوام. فقد تمكنت هذه الشبكات من كسر قالب التمويل الانتخابي الذي ظل سائدا في أمريكا قرابة قرن عندما كسرت سطوة كبريات الشركات واللوبيات التي كانت تشتري الرئيس شراء بقوة المال السياسي. فصار في وسع عموم المواطنين من ذوي الدخل المحدود المساهمة في تمويل حملة مرشحهم المفضل بتبرعات مالية بسيطة. أي أنه صار لدى الأقليات والفقراء والمهمشين إمكانية الفعل السياسي الحقيقي في المسار الانتخابي. وبهذا انفتح أفق لديمقراطية أمريكية مغايرة يمكن نعتها بأنها 'ديمقراطية تشاركية'، ولو جزئيا.

وقد لفت انتباهي أخيرا أن الأمريكيين الكثر الذين أعمل معهم أو أقابلهم منذ بضعة أعوام هم جميعا (باستثناء وحيد) من أنصار أوباما. وبلغ الأمر بأحدهم، وهو شاب من نيويورك، أن غادر المؤسسة قبل شهور ليلتحق بفريق حملة أوباما، وقد بعث لنا أخيرا صورة التقطت له جنبا بجنب مع السيدة الأولى ميشال أوباما. أما مساعدتي، وهي باحثة لامعة من خريجي جامعة برنستون، فهي تعتزم أن تنضم، عام 2016، إلى طاقم الحملة الانتخابية للمرشحة الرئاسية... هيلاري كلنتون!

صحيح أن كلنتون لا تريد البقاء وزيرة للخارجية أثناء ولاية أوباما الثانية، وصحيح أنه صدر عنها من التصريحات ما يفيد بالزهد في الرئاسة (بل وحتى في السياسة) مستقبلا. ولكن من الصعب التصور بأنها ستكون قادرة على مقاومة إغراء البيت الأبيض وحلاوة الرجوع إليه.
وقد أصاب القائلون بأن الرئيس السابق بيل كلنتون ما كان ليبذل كل ذلك الجهد المشهود (حتى بح صوته!) في حشد الدعم لأوباما طيلة حملة هذا العام لولا أمله في أن تكون الولاية الثانية لأوباما مرتكزا سياسيا ومنطلقا انتخابيا بالنسبة لزوجته عام 2016. فقد خدمت كلنتون الرئيس أوباما بإخلاص، ولا أقل من أن يرد أوباما لها الجميل بدعمها ومباركة ترشحها لأن تكون خليفته. كما أن الموقف السائد لدى الديمقراطيين، مثلما تنقله الصحافة الأمريكية، هو أن الطريق موطأة أمام كلنتون حالما تعرب عن الرغبة في أن تكون مرشحتهم لعام 2016. هذا فضلا عن أنها تحظى الآن بشعبية بالغة (تقدر بنسبة 70 بالمائة) لم يسبق أن حققت مثيلا لها طيلة عشرين عاما من الحياة السياسية.

وكان أوباما قد أبان عن دهاء سياسي قبل أربعة أعوام عندما اختار مهادنة كلنتون، التي كانت خصما له في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي، وعرض عليها منصب وزارة الخارجية. ذلك أنه كان من المحتمل أن تقيم على البغضاء لو أنها بقيت في العراء السياسي. أما وقد قربها وأدخلها إلى دفء دوائر الحكم، فقد نجح في تحييدها وفي اتقاء شرها. وها هو ينجح هذا العام أيضا في التعويل على النصرة الحاسمة من زوجها. إذ إن أول اتصال يجريه أوباما بعد إعلان فوزه الثلاثاء قد كان مع بيل كلنتون: عرفانا له بما أبلاه من عجيب البلاء في إنقاذه من الاندحار بعد التقدم الذي أحرزه رومني في أواخر السباق.

ورغم أن المقربين من هيلاري يقولون إنها جادة في عدم الرغبة في خوض غمار سباق الرئاسة، فإنهم يستدركون: 'إلا إذا تبين أن لديها فرصا وافرة للفوز...'! أي أن الرئاسة إنما تعنيها وتهمها وتستهويها، خصوصا إذا توفرت شروط الظفر بها. وليس هذا بمستغرب منها. إذ هنالك من يرى أنها ما كانت لتقبل بالبقاء مع بيل كلنتون، على ما تجرعته من المرارة بسبب مغامراته المعروفة، إلا لشدة طموحها في أن تجني يوما عوائد استثمارها في الزواج من هذا السياسي ذي المواهب الاستثنائية.

مالك التريكي
السبت 10 نونبر 2012