نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


كورونا يقلب السباق الرئاسي الأميركي






لم يكن في حسابات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولا منافسيه الديمقراطيين أن يكون العام الانتخابي في 2020 عام النقاش حول وباء انتشر اليوم في 36 ولاية والعاصمة الأميركية، وبدأ يشل الاقتصاد الأميركي وليفرض واقعا مختلفا ومتغيرات يعجز أي من الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري على التحكم بها.


ترامب كان يعد لعام انتخابي يشيد بالنجاحات الاقتصادية والسياسات اليمينية وأرقام البطالة المنخفضة في سنوات الأربع الأخيرة، لمحاولة الفوز بولاية ثانية. هذه الصورة استبدلتها اليوم أرقام كورونا وأكثر من ألف حالة في الولايات المتحدة وما يزيد عن 31 حالة وفاة، علما أن الأرقام قد تكون أكبر من ذلك بسبب محدودية الفحوصات والضغط الكبير على المستشفيات والقطاع الصحي.
كورونا هو مفاجأة العام الانتخابي الرئاسي وقد قلب تفشيه معايير السباق
اقتصاديا، أسواق الأسهم في "وول ستريت"، والتي كان يستعين بها ترامب كأحد نجاحاته، سجلت هبوطا تاريخيا في الأيام الأخيرة بسبب كورونا، فيما حالة الهلع أفرغت المحلات من المواد الغذائية النشوية والاحتياجات الأساسية. زاد من الأزمة، التشنج في سوق النفط بين السعودية وروسيا وانخفاض أسعار البترول إلى مستويات قياسية.
دونالد ترامب، الذي نادرا ما يكون عاجزا عن الكلام أو تسويق نجاحاته، يبدو عاجزا أمام تفشي كورونا. فالفيروس ينتشر عالميا وبدأ يشل الحركة الاقتصادية الدولية سواء غرد ترامب أم لا، والإصابات به قد تصل السقف الأعلى الشهر المقبل مع تخطي العدد لـ 137 ألف حالة عالميا، وعدم تطوير لقاح ضد الفيروس بعد.
هذا الانتشار جعل كورونا أيضا العنوان الرئيسي أميركيا ودوليا، ومحى عناوينا أخرى أرادها فريق ترامب مثل الاتفاق مع حركة "طالبان" وبدء الانسحاب الأميركي التدريجي من أفغانستان، والضغط على إيران، واتفاق التبادل التجاري مع الصين.
داخل السباق الديمقراطي، الذي انحصر اليوم بين نائب الرئيس السابق جوزيف بايدن وبيرني ساندرز، غير كورونا من أولويات الناخبين وقد يسرع حسم السباق لصالح بايدن بسبب الثقة الأعلى بمزاياه القيادية وقدرة التعامل مع الأزمة وإدارته لبرنامج معالجة السرطان سابقا.
بدّل فيروس كورونا أيضا شكل وأسلوب السباق الديمقراطي مع إلغاء حملتي بايدن وساندرز تجمعات انتخابية في أوهايو أمس ومنع الجمهور من حضور مناظرة يوم الأحد في أريزونا.
منذ أسبوعين كان الحديث في الحزب الديمقراطي عن مؤتمر ترشيح صاخب ينقسم فيه الحزب بين المعتدلين واليسار لاختيار منافس لترامب في يوليو المقبل في ولاية ويسكونسن. اليوم وبسبب كورونا، الحديث هو حول إمكانية إلغاء المؤتمر في حال استمر تفشي الفيروس، لو تم اختصار السباق مع التفاف الديمقراطيين حول بايدن الذي يحضر لخطاب حول الوباء يوم الخميس من ولايته في ديلاوير.
غير كورونا من أولويات الناخبين وقد يسرع حسم السباق لصالح بايدن
الفيروس وتفشيه كشف أيضا ثغرات القطاع الصحي الأميركي رغم ريادة الولايات المتحدة علميا. فالتأخر في فحص المصابين وتقليل ترامب من حجم الضرر الذي قد يلحقه جاء بردة فعل عكسية أدت إلى الفشل في احتوائه، وخلق حالة خوف وهلع بين الأميركيين. فالإصابات في الكنائس والمؤتمرات أدت اليوم إلى الغاء التجمعات الكبرى لاحتواء المرض، وأجبرت خمس نواب، أربعة منهم جمهوريين، على القيام بالحجر الصحي.
في العلاقات الخارجية، تم إلغاء زيارات ونشاطات في العاصمة الأميركية ترتبط بالملف السوري، وتأجيل مؤتمرات وحجر مسؤولين أميركيين بينهم المدير الجديد لفريق البيت الأبيض مارك مادوز. وهو ما حول اهتمام الادارة ماليا ولوجستيا نحو احتوائه مقابل تراجع جميع الملفات الخارجية.
كورونا هو مفاجأة العام الانتخابي الرئاسي وقد قلب تفشيه معايير السباق بشكل لم يتوقعه ترامب أو بايدن. وهو، أي الفيروس، وبسبب الانكماش الاقتصادي والانتقادات الموجهة للحكومة الأميركية قد يلعب لصالح الديمقراطيين في انتخابات 3 نوفمبر.
-------
الحرة

جويس كرم
الاربعاء 11 مارس 2020