نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


كيف أثر تفشي كورونا على موسم السفن السياحية في المكسيك؟




كوزوميل - كان منتجع كوزوميل السياحي في المكسيك يستعد لموسم ضخم، إلى أن تسبب فيروس كورونا المستجد في وضع نهاية مأساوية لذلك، حيث تم إغلاق المطاعم والمحلات التجارية الخاوية، بالاضافة إلى شعور المواطنين بالقلق بشأن توفر سبل عيشهم مع غياب السياح.


 

يقول بابلو راميريز /23 عاما/ الذي يعاني من الاحباط،وهو يعرض سلسلة من فكي اسماك القرش: "لدينا جميع أنواع أسماك القرش... ولكن، في الوقت الحالي، لا يوجد أحد هنا لشراء أي شيء."
ويروي جزء من منطقة الكاريبي التي تواجه متجره المطل على البحر، قصة ما حدث، حيث لا يوجد سوى أرصفة خاوية من البشر، وأفق مسطح على طول الطريق إلى بلدة" بلايا ديل كارمن" في البر الرئيسي المكسيكي، على بعد 12 ميلا.
ولا توجد أي سفن سياحية في الأفق.
وهناك مشكلة كبيرة في منتجع مارجريتفيل، حيث أثّر انهيار رحلات السفر الدولية بسبب تفشي وباء كورونا على صناعة السياحة في المكسيك، التي حققت في عام 2019 أرباحا بلغت 8ر24 مليار دولار، أي ما يمثل نحو ثمانية بالمئة من إجمالي الناتج القومي للبلاد.
وقد تعرض عدد قليل من الأماكن لضرر أكبر من الذي حدث هنا في كوزوميل، المنتجع السياحي الشهير الذي يقع قبالة ساحل شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية.
ويعتبر فصل الربيع تحديدا هو ذروة موسم السفن السياحية، كما أن كوزوميل هو أحد أهم الموانئ التي تحظى بزيارات السفن السياحية في العالم.
وفي عام 2019، رست هنا أكثر من 1300 سفينة سياحية، كانت تقل على متنها 5ر4 مليون راكب، وهو رقم قياسي كانت الجزيرة تهدف لتجاوزه في عام 2020. وتعتبر السفن شريان الحياة المالي في كوزوميل، حيث تمثل أكثر من 70 بالمئة من النشاط الاقتصادي للجزيرة.
ويقوم محبو القيام برحلات على متن السفن السياحية بإنفاق عشرات الملايين من الدولارات سنويا لشراء كل شيء، بداية من الساعات الفاخرة والأساور المصنوعة من الماس، والحلي ذات الطابع المكسيكي، وصولا إلى إنفاق الكثير على الطعام والشراب أيضا.
إلا أن الخطر الناجم عن انتشار فيروس كورونا "كوفيد-19"، جاء ليوقف كل شيء.
وقد ألغت خطوط السفن السياحية محطات التوقف التي كانت تخطط لها، بعد أن قالت السلطات إن السفن الكبيرة تعتبر أماكن محتملة لتكاثر الفيروس.
ويتم حاليا إرساء القوارب في مكان آخر، كما أن الزائرين المحتملين يتواجدون في منازلهم بدلا من تجولهم في الشوارع وعلى الشواطئ وفي الحانات. وقد قام السياح الذين وصلوا على متن الطائرات والعبارات، بإنهاء رحلاتهم سريعا، وقاموا بتسجيل الخروج من الفنادق التي أصبحت مهجورة بصورة متزايدة.
وفي الأيام الأخيرة، سعى التجار جاهدون لأن تظل متاجرهم مفتوحة، وقدموا خصومات على الاسعار وفعلوا ما في وسعهم لجذب أي من الزائرين الذي تتناقص أعدادهم بصورة لافتة.
وقال تيم هاوس /42 عاما/، وهو صاحب مطعم وحانة "ثيرستي كوجار" التي تقع على الواجهة البحرية: "أستخدم الكلور للحفاظ على نظافة كل شيء... فنحن لدينا موظفين يعتمدون علينا، كما أننا لا يزال لدينا قاعدة محلية من الزبائن."
وبعد عدة أيام، أغلق "ثيرستي كوجار" بسبب الأزمة، وهو نمط يكرر نفسه بين المصالح التجارية الأخرى.
في الوقت نفسه، تتحسر أوفيليا كروز /37 عاما/ على قلة عدد الزبائن في مكان عملها بمتجر لبيع السيجار الكوبي. وتقول: "لدي طفلان، وأعتمد على هذه الوظيفة لكي أنفق على أسرتي... ولكنني لست متأكدة من أن مالك المتجر سيبقيه مفتوحا لفترة أطول من الوقت."
ومن الممكن أن تنضم أوفيليا قريبا إلى النازحين من سكان الجزيرة الذين يعتمدون على السياحة، والذين عادوا إلى منازل أسرهم في البر الرئيسي.
وفي الجوار، لا يستطيع الصياد فرانسيسكو زيد /28 عاما/ العثور على زبائن لشراء صيده الطازج من الاسماك، حيث يقول إن "المطاعم ليس لديها عمل، أو مغلقة".
وقد تم تجهيز اثنين من متاجر السوبر ماركت الضخمة في المدينة بكامل السلع، إلا أن ممراتهما خاوية، حيث لم يصل أي من المتسوقين على متن السفن السياحية.
ولا تعتبر حالة الانهيار الحالية الأولى من نوعها في كوزوميل، حيث كانت الجزيرة قد عانت من صدمات اقتصادية سابقة بسبب حدوث أعاصير وأنتشار وباء إنفلونزا الخنازير الذي نشأ في المكسيك عام 2009. ولكن في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد المكسيكي بالفعل، فإن الشكوك شأن مدة بقاء هذا الوباء، زاد من القلق العام والانزعاج.
ومن جانبها، تعهدت السلطات الاتحادية وسلطات الولايات المكسيكية، بمساعدة الجيوب السياحية التي تعاني من تدهور أوضاعها في البلاد، ولكن دون أن تظهر أي خطط إنقاذ مالي ملموسة حتى الآن.

باتريك جيه ماكدونيل، لوس أنجلوس تايمز
الخميس 16 أبريل 2020