مجموعة من المعلومات التي جمعها جهازي الأمن الفرنسي الداخلي والخارجي وتمت كتابتها في تقرير أمني واحد وإرساله إلى طاولة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الإليزيه نهاية العام الماضي. حيث كشف هذا التقرير الخطط المتبعة من قبل جهاز الأمن التركي والسفارة التركية في باريس، هذه الخطط الرامية إلى الإعتماد على أتراك فرنسا وبعض الجاليات الإسلامية لغاية اختراق الحياة السياسية الفرنسية.
استراتيجية أنقرة في الإختراق:
وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالز(2012-2014) يدعو إلى تعاون وثيق بين المخابرات الفرنسية وبين المخابرات التركية في مجالي مراقبة أنشطة حزب العمال الكردستاني الإرهابية في تركيا وفرنسا، ومتابعة حركة المهاجرين السوريين المتدفقة من تركيا إلى فرنسا. لكن الوزير فالز قال في وقتها : "إن الحرب الأهلية السورية هي التي كشفت الوجه الحقيقي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان" وفي هذا ورد في التقرير الأمني الفرنسي مايلي: "إن أنقرة تتحكم بقوة بالغة في إرسال اللاجئين السوريين إلى أوروبا بأعداد كبيرة" لقد استطاعت تركيا التحكم في الكثير من الجاليات الإسلامية الموجودة في أوروبا من خلال أكثر من 650 جمعية إسلامية ليس فقط في فرنسا إنما في ألمانيا،بلجيكا وهولندا أيضا. منذ وصول أردوغان إلى السلطة في تركيا عام 2003 تمتع الرجل بشعبية كبيرة في الداخل التركي ولدى أتراك أوروبا، واستطاع من خلال هذه الشعبية تطويق معظم الفعاليات التركية في أوروبا المعارضة لحزب العدالة والتنمية التركي. ولغاية التحكم على المدى الطويل قامت الحكومة التركية بإنشاء مدارس تركية خاصة في فرنسا لتعليم الأطفال الأتراك رؤى ومناهج حزب العدالة والتنمية الإسلامي، فتأسست شبكة مدارس "معارف" هذه المدارس التي أراد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إغلاقها بموجب القانون الجديد المناهض للإنفصالية. وفي هذا ورد في التقرير الأمني الفرنسي: "إن شبكة مدارس معارف التركية الموجودة في فرنسا هي أمكنة لبث عقيدة حزب العدالة والتنمية التركي، في فرنسا، وإن أساتذة هذه المدارس هم موظفين لدى جهاز الأمن التركي" في عام 2006 قامت الحكومة التركية بتأسيس فرع للإتحاد الدولي للديمقراطيات التركية في فرنسا من أجل حشد وتنظيم الفعاليات والتظاهرات المؤيدة لسياسة الرئيس التركي، في فرنسا. شخصيات موالية لأردوغان على اللوائح الإنتخابية الفرنسية: بحسب التقرير الأمني الفرنسي، فإن هيئة تنسيق المسلمين الأتراك في فرنسا وجمعية "ميلي غوروش" التركية ، تعملان وبجهد كبير على نشر أفكار الإسلام السياسي المدعومة بقوة من أنقرة، كما ورد في التقرير بأن المهندس أحمد أوغراس رئيس هيئة تنسيق المسلمين الأتراك في فرنسا،والذي لايحمل أي شهادة دينية إسلامية، استطاع بفضل شبكة من 2500 مصلى إسلامي أن يقوم بالتشويش على مشروع قانون مواجهة الانفصالية الإسلاموية الذي حضر له بشكل شخصي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. لقد استطاع رئيس تركيا رجب طيب أردوغان اختراق الحياة السياسية الفرنسية من خلال القوائم الانتخابية في الانتخابات البلدية التي جرت مؤخرا في صيف العام الماضي، وفي هذا ورد في التقرير الأمني الفرنسي مايلي: "تمكنت أنقرة في المدن ذات الوجود الكبير للجالية التركية مثل ستراسبورغ ومولوز، بأن تشكل لوائح انتخابية مكونة من فرنسيين يحق لهم الترشح إلى المقاعد البلدية، لكنهم بالأصل أتراك وولائهم للرئيس رجب طيب أردوغان، لقد كانت الإنتخابات البلدية في مدينتي مولوز وستراسبورغ حصان طروادة لأردوغان اخترق من خلاله الحياة السياسية الفرنسية"
-----------
فرانس بالعربي