نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


كيف تصير الاجواء المناهضة لمجتمع المثليين في بولندا أكثر عداء؟






وارسو - دوريس هايمان- يظهر دافيد وجاكوب لبضع ثوان فقط في إعلان تلفزيوني، حيث تظهرهما الكاميرات وهما يقومان بقص شعر بعضهما البعض، ومداعبة بعضهما البعض، مع تبادلهما نظرات الحب. ويعتبر الاثنان، إلى جانب غيرهما من الأزواج من مغايري الجنس، جزءا من حملة إعلانات خاصة بشركة معروفة تقوم بتصنيع الواقي الذكري.
ويقول جاكوب: "لقد كنا متحمسين للغاية. حيث أنه أول إعلان تجاري في بولندا يقدمه زوجان من المثليين". ولكن فيما بعد، رفضت محطة التلفزيون العامة البولندية "تي في بي" الإعلان، حيث قالت إن إدارة شؤون الإعلانات لديها تحفظات عليه بناء على شكاوى من جانب مشاهديها.


 
واستمرت المحطات التلفزيونية الخاصة في عرض الاعلان. ولكن يوجد الآن موقع إلكتروني يحمل اسم "ساي نو تو هومو أدفيرتايزينج" (قل لا لإعلانات المثليين)، يدعو زائريه إلى إرسال رسائل احتجاج على تلك الاعلانات عبر البريد الإلكتروني، إلى مجلس البث الوطني.
ويشار إلى أن دافيد ميسيك /35 عاما/، وجاكوب كفيشنسكي /38 عاما/، هما زوجان منذ 11 عاما، وقد أتما مراسم زفافهما قبل ثلاثة أعوام في البرتغال. إلا أن السلطات البولندية لا تعترف بارتباطهما ولا بزواجهما.
ويقول دافيد: "في فترة تفشي وباء كورونا، أصبح من الواضح لدينا مدى البؤس الذي نعاني منه: حيث أنه إذا اضطر أحدنا إلى الذهاب إلى المستشفى، فلن يتم إبلاغ الآخر".
ويوضح دافيد، وهو خبير تسويق ومنتج أفلام دعائية من وارسو، إنهما قلقان بشكل خاص بشأن الدعاية الموجهة ضد المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيا وثنائيي الجنس (إل جي بي تي آي)، والتي يقولون إنها تتزايد في ظل حكم الحكومة الحالية.
كما دقت منظمات الضغط نواقيس الخطر أيضا.
من ناحية أخرى، يتحدث مارسين ديرزانوفسكي، وهو ناشط في جماعة "الإيمان وقوس قزح المسيحية المثليين"، عن التعرض لـ "مطاردة غير مسبوقة". وتقول ماجدالينا سوايدر من حملة "ضد رهاب المثلية" في وارسو إن السلطات الكنسية والحكومة تتبعان استراتيجية لنزع الصفة الإنسانية عن "مجتمع الميم".
وتعتبر الأمور مشحونة بالتوترات بشكل خاص خارج المدن.
وقد أعلن سيزاري نيرادكو عن مثليته الجنسية أثناء اجتماع لمجلس المدينة في مسقط رأسه كراسنيك، الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر جنوب شرق وارسو، وهي واحدة من حوالي 100 أبرشية في جنوب وشرق البلاد - حيث يتم اتباع التقاليد الكاثوليكية المتأصلة - والتي أعلنت أعلنت أنها مناطق "خالية من إيديولوجية /مجتمع الميم/".
ومن الناحية القانونية، لا يعني الإعلان عن منطقة "خالية من أيديولوجية مجتمع الميم" أي شيء بالنسبة لهؤلاء المستهدفين. ومع ذلك، فهي تعتبر علامة على عدم التسامح مع فكرة هذا المجتمع.
ويعتبر عضو مجلس المدينة المحافظ، جان ألبينياك /68 عاما/، هو الرجل المسؤول عن هذا القرار في مدينة كراسنيك، حيث يقول: "نرى أن إيديولوجية /مجتمع الميم/ ضارة للغاية"، موضحا أنها تشير إلى "ممارسة الجنس المبكر لدى أطفال صغار جدا، وإلى شعارات مثل التبني من جانب الأزواج من مثليي الجنس، والترويج لمواد إباحية، والدعوة إلى الإجهاض بدون أي قيود"، مؤكدا أن كراسنيك لا تريد كل ذلك.
ولا يشعر ألبينياك بالقلق حيال ما إذا كانت الأقليات الجنسية قد تشعر بأنها مستبعدة بسبب مثل هذا الإعلان، حيث يقول: "أنا لا أرى أي سبب يجعلهم يشعرون بعدم الارتياح. فنحن مازلنا لا نشير بإصبعنا إلى أي شخص حتى الآن."
أما عمدة كراسنيك فهو أقل وضوحا من ألبينياك، ولم يعلق على قرار رهاب المثلية. ويشرح متحدث باسم عمدة كراسنيك أن "بيان مجلس المدينة له طابع إيديولوجي. فهو ليس قانون مدينة".
وفي بعض الأحيان يكون من الصعب أن يكون هناك تفاؤل بشأن مستقبل حقوق المثليين في بولندا. حتى دافيد وجاكوب، في بعض الأحيان يكون لديهما شكوك بهذا الشأن. ويقول جاكوب: "نسمع اليوم أننا لا يمكننا الظهور في إعلان تلفزيوني، وأن هناك مناطق خالية من /مجتمع الميم/، و(من يعرف ماذا سيقولون) غدا... قد يقولوا أنهم لا يريدوننا في بولندا على الإطلاق".
وفي حال ساءت الأمور، فإنهما لا يريان إلا حلا واحدا للخروج من الوضع الحالي، وهو مغادرة البلاد إلى الأبد. وربما يذهبان إلى البرتغال.

دوريس هايمان
الثلاثاء 21 يوليوز 2020