نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


كيف سيبدو مصير حزب المؤتمر الشعبي في اليمن بعد مقتل صالح ؟




صنعاء - أمل اليريسي - في الرابع من كانون أول /ديسمبر الجاري، شهد اليمنيون حدثا كبيرا أسماه البعض بزلزال سياسي، تمثل بمقتل الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، على أيدي حلفائه السابقين، مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية، في العاصمة صنعاء، بعد مواجهات بين أنصار الطرفين استمرت لأيام. وتعددت الروايات اليمنية حول طريقة مقتل صالح، غير أن الرواية الأقرب تشير إلى أنه قتل في منزله الكائن وسط صنعاء، بعد هجوم كبير شنه مقاتلو الحوثي الذين تعرضوا أيضا لخسائر بشرية كبيرة وقت اقتحامهم للمنزل.


    وقتل صالح بعد أيام من إعلانه فض الشراكة مع جماعة الحوثي، ودعوته لأفراد الشعب بالانتفاض ضد الحوثيين في مختلف مناطق البلاد، ووصف مسلحيهم بــ" المليشيات"، بالتزامن مع دعوته لدول التحالف العربي الذي تقوده السعودية، إلى فتح صفحة جديدة، وإنهاء العدوان والحصار على اليمن. وفي الجانب الآخر، اعتبر الحوثيون هذا الموقف، بأنه "خيانة" من قبل صالح، وقاموا بحشد عسكري مماثل، وهاجموا العديد من المنازل التابعة للرئيس السابق وأقاربه، انتهى بمقتل الأخير وعدد من أقاربه وقيادات حزبه، بينهم الأمين العام للحزب، عارف الزوكا. وأمام هذا التطور السياسي الكبير الذي شهده المشهد اليمني، يدور في مخيلات الكثير من المراقبين، تساؤلات بحاجة إلى إجابة، أبرزها، كيف سيكون مصير حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي أسسه صالح في العام 1982 وترأسه لوحده حتى مقتل على أيدي الحوثيين؟ سعي حوثي لاستنساخ حزب المؤتمر ويقول مراقبون إن حزب المؤتمر الحائز على الأغلبية العظمى من مقاعد مجلس النواب( البرلمان)، سيتأثر بشكل كبير بعد مقتل مؤسسه، وأن هناك عدة سيناريوهات تتنظر مصير الحزب الأكبر شعبية في اليمن. في هذا السياق، يقول عبدالناصر المودع، محلل سياسي يمني إنه " من المتوقع أن يقوم الحوثيون باستنساخ حزب من المؤتمر الشعبي العام خاص بهم في المناطق التي يسيطرون عليه". وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) أن" الحوثيين سيسعون أيضا إلى أن يبقى حزب المؤتمر الشعبي العام ضعيفا وهشا بعد مقتل صالح".


وتابع المودع أن " القصد من وراء ذلك، هو الإيحاء بأن هناك شراكة في السلطة، إضافة إلى احتواء انصار المؤتمر والسيطرة عليهم". ومضى المودع بالقول إنه " من المحتمل أيضا أن يفر بعض من أنصار صالح وينضمون للحكومة الشرعية أو أي قيادة جديدة مدعومة من التحالف العربي لجذب المؤتمرين وتجنيدهم ضد الحوثيين". وفيما يتعلق بمصير القوات المسلحة التي كانت تدين لصالح بالولاء؛ فإن معظمها- حسب المودع- قد تفككت، ولم يعد لها إطار يجمعها، وأصبحت تدار من الحوثيين فيما الجزء الآخر لم يعد يخدم في الجيش. واختتم المحلل السياسي اليمني بالقول" مصير هؤلاء وغيرهم يعتمد على خطط دول التحالف العربي بقيادة السعودية، والتي في حال أوجدت قيادة جديدة للمؤتمر، فمن الممكن استمالة جزء من ما كان يعرف بقوات الحرس الجمهوري( التي كانت توالي صالح) ضمن القوات التي تقاتل الحوثيين". مجموعة أحزاب مقتل صالح الذي ارتبط حزب المؤتمر الشعبي العام به كثيرا، وكان له دور فاعل في تأسيسه ، سيؤثر بشكل سلبي على بقاء الحزب كمكون واحد، بل من المعتقد أنه سيتحول إلى عدة أحزاب وسط انقسامات ناجمة عن رحيل المؤسس. في هذا الجانب، قال وضاح الجليل محلل سياسي يمني، إن المؤتمر الشعبي العام ليس حزباً سياسياً بمعنى الحزب الحقيقي. وأضاف في تصريح لـ ( د.ب. أ) "أنه يمكن وصفه بشبكة علاقات ومصالح اعتمدت على إنتاج الفساد وإدارته أسسها وعمل على تعميقها في المجتمع اليمني الراحل علي عبد الله صالح بمظهر حزبي، إلا أنها تفتقد إلى قيم ومؤسسات الحزب السياسي، وظلت قائمة وقوية ومسيطرة بوجود وقوة صالح وعائلته". "وبناء على هذا فإن شبكة العلاقات هذه، وبعد رحيل صالح؛ ستتوزع بين عدد من القوى الجديدة والفاعلة في الساحة"، حسب الجليل . وتابع المحلل السياسي" لاحظنا في هذا السياق انقساماً جلياً خلال السنوات الماضية داخل شبكة المؤتمر الشعبي العام؛ وخصوصاً خلال الثلاث السنوات من الحرب والانقلاب، وخلال الأيام الماضية زاد الانقسام، وبدا كما لو أن المؤتمر سيتحول إلى مجموعة أحزاب". واشار الجليل إلى أن هذا ليس كل شيء، فربما تستطيع الشخصيات المؤثرة خلال الأسابيع القادمة جمع ولملمة بعض شتات المؤتمريين؛ "لكن هذا لن يمنع الانقسام، وإنما سيحدد ملامح واضحة لهذا الانقسام بناء على عدد من عوامل الاستقطاب، وبينها بالتأكيد عوامل مناطقية ومذهبية". وأوضح الجليل أنه سيكون لعائلة صالح دور مهم في مستقبل أحد أجنحة المؤتمر، خصوصا وأن هناك دعماً من قبل دول في المنطقة لهذه العائلة من أجل استمرار بعض مصالح وعلاقات شبكة مصالح علي عبد الله صالح، وضد رغبات وإرادة الكثير من مكونات المجتمع اليمني، وخصوصاً قوى ثورة فبراير 2011 التي انتفضت ضد الرئيس السابق صالح. انقسام الحزب مقتل صالح مثل ضربة كبيرة لحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي كان شبه منقسم في السابق، بين موال للرئيس السابق، وآخر يوالي الرئيس عبدربه منصور هادي، غير أن رحيل مؤسسه سيساهم في مسألة تفككه وانقسامه أكثر. الصحفي حسن الفقيه قال إنه "من المسلم به أن حزب المؤتمر ارتبط مصيره بالرئيس الراحل علي عبد الله صالح، وأن الأخير استقطب الكثير من قيادات ورموز الحزب، عبر إغرائهم بالأموال والمناصب حتى هاجر الكثير من كوادر الأحزاب اليمنية وبعض الوجوه اللامعة إلى حزب المؤتمر".

ويعتقد الفقيه في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ) أن " المؤتمر الشعبي العام، بعد رحيل الرجل الذي كان يتزعمه سينقسم على الأقل إلى قسمين، قسم منه تعكف الجماعة الحوثية التي اغتالت حليفها على إنشاء وإخراج كيان من الحزب للنور في محاولة لإضفاء مشروعية سياسية جديدة لها بعد قتلها لصالح". وأضاف" بات ذلك واضحا جدا، من خلال وسائل إعلام الحوثيين التي تقول إنها ستظل مع شراكة مع حزب المؤتمر، وأن هناك شرفاء كثر فيه، ومع تحفظها واحتجازها على عدد من قياداته حاليا". وتابع " الشق الثاني من حزب المؤتمر سيكون معارضا للحوثيين، وفي نفس الوقت يضم أغلب الأصوات التي كانت تتسم بمعارضتها لجماعة الحوثي منذ وقت طويل وهي تقيم خارج البلاد"، مشيرا إلى أن هذا الجناح سيحاول الدفع بنجل صالح الأكبر ( العميد أحمد علي) لخلافة والده في رئاسة الحزب، وهي رغبة دول التحالف العربي أو طرف فيه على الأرجح. ومضى بالقول" ظهر ذلك جليا من خلال التحول الكبير في وسائل الإعلام التابعة لتك الدول( التحالف العربي) منذ بدء المواجهات بصنعاء، ومن ثم خطاب صالح وتأييد "انتفاضة" صنعاء حتى مقتله، وتقديم واجب العزاء لنجله، وهي تحركات وخطوات تهدف إلى الدفع بالحزب إلى الواجهة في المستقبل السياسي للبلد، حسب تعبير الفقيه

د ب ا
الجمعة 15 ديسمبر 2017