نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
الجمعة 20 يونيو 2025
عيون المقالات

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس


لا تكونوا جسراً .. وأنتم لا تعلمون




منذ إعلان "دونالد ترامب" القدس عاصمةً لإسرائيل ، وأنا اراقب الأصدقاء على صفحتي ، وهم يعبّرون عن سخطهم وغضبهم من هذا الإعلان ، بكل الوسائل : غيّروا بروفايلاتهم ، كتبوا عباراتٍ عاطفية تؤكد عروبة القدس ، إستذكروا أغاني فيروز ، شتموا الحكام العرب ، ندبوا حظهم ، وبعضهم تظاهر وهو يحمل اعلام فلسطين ....
لقد رفضتُ إتخاذ أيّ موقفٍ من هذا الحدث الجلل ، ليس لأنني كنتٌ منشغلةً بصدور كتابي فقط ، بل لأنني كنتُ على يقين تامٍ لا يتزعزع ، بأن كل غضبكم وعواطفكم ومواقفكم الصادقة ، سيتمّ استثمارها من جانب تجّار القضية الفلسطينية ، والأحزاب العتيقة المهترئة ، وغزاة العالم العربي الجدد . وهذا ما حدث للأسف .
واسمحوا لي ان أقول لكل الذين غضبوا وتظاهروا في العالم العربي ، لماذا تجرّأ ترامب على إتخاذ هذا القرار :


 
لأنكم لم تغضبوا يوم دمّر النظام السوري مخيم اليرموك في دمشق ، وأكل سكانه لحوم الهررة كي يبقوا على قيد الحياة !
لأنكم لم تتظاهروا يوم فتكت الميليشيات الإيرانية بالشعب السوري ، وعاثت في سوريا فساداً وقتلاً وتهجيراً وتدميراً ، تحت شعارات دينية خادعة !
لأنكم لم تغضبوا يوم قتلت ميليشيا الحوثي الإيرانية رئيس جمهوريةٍ سابق ، ومثّلت بجثته ، وظهر زعيمها المسخ ليفاخر بقتله امام الشاشات !
لأنكم لم تغضبوا يوم أعلن المسؤولون الإيرانيون انهم وضعوا ايديهم على اربع عواصم عربية ، وانّ لا شيء يحدث فيها ، دون أخذ رأي إيران بعين الإعتبار !
لذلك ...
اشتموا العرب قدر ما شئتم .. كي يفرح الفرس !
ابكوا على القدس قدر ما شئتم .. كي تعوّموا المحور الإيراني ، وتضخّوا الأوكسيجين في رئتيه !
إلعنوا التخاذل العربي ليل نهار .. كي تعطوا التبريرات لإيران كي تقدم نفسها بديلاً عن الأنظمة العربية العاجزة !
تظاهروا نصرةً للقدس .. كي تفتحوا ثغرات للمحور الإيراني الذي دمر العالم العربي ، كي يستعيد انفاسه ويكرر أكاذيبه وأضاليله عن مقاومة حليفته اسرائيل !
إعلموا ، ان ذلك الإعلان هو أعظم خدمة قدمها ترامب لحليفته إيران ، كي ينسى العالم جرائمهما واستغلالهما معاً ، لصنيعتهما " داعش" و فزّاعة " الارهاب السُنّي" !
واعلموا .. أن من تاجر بالقدس منذ نحو اربعة عقود ، سيظل يتاجر بها ، حتى لا يبقى هناك حجر على حجر في العالم العربي !
واعلموا ان من أعلن أنه قادر على تدمير اسرائيل خلال سبعة دقائق فقط ، لن يتوقف عن توظيف عواطفكم وغرائزكم ومقدساتكم ، الى ان يبسط كامل سلطته واحتلاله على دولكم !
واعلموا انّ إيران التي تمتهن توظيف المقدس والديني في المجال الايديولوجي والخطاب الشعبوي التحريضي ، لم ولن تقترب من اسرائيل ، الا من خلال المقاومة اللفظية والشعارات المذهبية !
واعلموا ان جعبة إيران وحلفائها وإعلامها المأجور ، لا تفرغ من الأكاذيب والأضاليل والالاعيب ، واذا ما تحقق مشروعها التوسعي في العالم العربي ، فسوف تكون أول من يبادر الى الإعتراف بدولة إسرائيل ، وبالقدس عاصمة أبدية لها . لأن إسرائيل ليست عدواً لها .. بل نحن العرب أعدؤاها !
لا اقول : لا تناصروا القدس والاقصى ، بل اقول : إحذروا .. فهناك محور شيطاني يستخدم كل شيء ، كجسر عبورٍ الى تحقيق مشروعه المدعوم من اسرائيل والولايات المتحدة . فلا تكونوا ذلك الجسر ، وانتم لا تعلمون ، لأنه بإسمكم أنتم ، سيقضي على ما تبقّى لكم من كرامةٍ ومقدسات . ولا تسمحوا لذلك المحور بأن يجرّكم الى إعطاء قيمة او شرعيةً لأي مسألةٍ ، حتى لا تكتشفوا متأخرين ، انها مجرد فخّ وخديعة واستدراج لكم ، وانه سوف يصرخ يوماً ما ، في وجهكم قائلاً : " الأمر لي" !
عندما يدافع "جبران باسيل" بعضلاته المفتولة ، عن القدس امام العرب ، ولا ينطق ببنت شفة عمّا حصل في عوكر - وهي منطقة مسيحية - من إنتهاك وعبث واستباحة وتحطيم لشجرة الميلاد ، فاعلموا أن لبنان هو قاب قوسين او أدنى ، من ان يصبح ولاية إيرانية ، بسبب طمع وتكالب ساسته على السلطة ، وبسبب ان البعض يناصر ويدعم
ويفتح الطريق - ربما من حيث لا يدري - امام مشروعٍ هو من أخطر المشاريع الاستعمارية التي مرّت على هذه المنطقة
----------------
صفحة الكاتبة - فيسبوك.

هلا رشيد امون
الثلاثاء 29 ديسمبر 2020