ودعك من حديث شجاعته فذلك امر لا يستقيم بالحسابات التاريخية لانه ترك البلاد اصلا في 24 اكتوبر 2011 والثورة في اوجها ، اما الذي يستقيم ، ومثبت فهو خداعه للسوريين حين كان بينهم ، واستمراره في هذا الدور الخبيث الى هذا اليوم ، فلا يمضي اسبوع الا ويشككهم بقضية ما ، مع انه حين كان يجب ان يساعدهم بمعلوماته لم يفعل ذلك ، واستطاب الاستمرار في المكر مع اوباما وهيلاري كلينتون ، وبقية حملة الملف السوري في عهد اوباما الذي يتحمل المسؤلية الكاملة مع بشار الكيماوي في كل ما حدث للسوريين حين خذلهم ، وخذل العالم بخطوطه الحمراء بعد كيماوي الغوطة بينما كان يفاوض الايرانيين على حساب دماء ابنائهم .
لقد كان من الممكن ان نصدق غيرة فورد على مصالح الشعب السوري لو انه كشف لمن كان يتواصل معهم من رجال المعارضة ماذا كان يدور في سلطنة عمان من حوارات بين زملائه الدبلوماسيين الاميركيين ، ومرتزقة الحرس الثوري الايراني في مسقط ، وللتاريخ فإن فورد قال ذات مرة انه لا يستطيع الدفاع عن مقاربة اوباما للملف السوري لكن متى قالها..؟ في عام 2015 بعد ان تقاعد عام 2014 وقبل عام من نهاية ولاية اوباما الثانية .
وقد يقول مشكك هنا ربما انه لم يكن يدري ما يدور في سلطنة عمان من طبخ هادئ للاتفاق النووي لكن هل يعقل وهو السفير في سوريا الا تطلعه الادارة على توجهات السياسة الخارجية الاميركية التي كانت تتقارب حينها بشكل خجول ، واحيانا واضح ومكشوف مع ملالي ايران .؟
لو كان فورد نزيها من تلك الايام لسرب على الاقل جملة " احذروا من سياسة بلادي" لمن يتواصلون معه لكنه لم يقل ذلك الا بعد ان تقاعد وبالمناسبة ، فإن مجلس الشيوخ الاميركي لم يوافق على تعيينه في سوريا في جلسة 10 ديسمبر 2010 فاضطر اوباما ان يستغل عطلة الكريسمس ورأس السنة لتمرير ذلك التعيين .
وغني عن القول لو لم يكن له دور مخصوص ، ومقصود من تلك الايام لما قام رئيس البلاد بتلك المخالفة ، وذلك الاستثناء كرمى لعيونه ، وجدير بالذكر هنا ان الديبلوماسية في اي بلد لا تعمل بمعزل عن الاستخبارات الخارجية للدولة ، فالسفارات دكاكين المخابرات قبل ان تكون تابعة لوزارات الخارجية .
ويشهد الله اني لست من انصار نظرية المؤامرة لكن حكاية تمرير تعيينه ، ثم دوره المشبوه اثناء الثورة تجعلني اقبل هذا النظرية منطقيا حتى تظهر دلائل ،وثائق جديدة تجعلني انفيها ،ولو سكت سعادة السفير لهان الامر لكنه يعود الينا كل مرة بذات الموال "لا تثقوا بالسياسة الاميركية" .
طبعا سعادة السفير طالما فيها امثالك لا يجوز الثقة بها ابدا لكن لحسن الحظ فإن فيها من يختلف عنك ، ويعمل بطريقة مختلفة عن طريقتك في التسويف والخداع ، فأرحنا من هذا الموال الذي حفظناه ، وما دمت تعرف العربية جيدا أكيد سمعت بالمصطلح الشعبي " نقطنا بسكاتك " فما فينا يكفينا