رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري
واضاف "سارت الامور جيدا في فترة الانتخابات النيابية، انما يبدو ان ذلك لم ينطبق على تشكيل الحكومة".
وجرت انتخابات نيابية في لبنان في حزيران/يونيو اتسمت بالهدوء وباجماع المراقبين الدوليين على ديموقراطيتها واحترامها المعايير المطلوبة. وكلف سعد الحريري، ابرز اركان الاكثرية النيابية، في 27 حزيران/يونيو تشكيل حكومة، الا ان جهوده لم تفلح حتى الآن.
وتدعم السعودية والولايات المتحدة الاكثرية التي من ابرز اركانها الحريري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط والزعيمان المسيحيان امين الجميل وسمير جعجع، بينما تساند دمشق وطهران الاقلية التي ابرز مكوناتها حزب الله وحركة امل الشيعيان والتيار الوطني الحر برئاسة النائب المسيحي ميشال عون.
وشهدت الاتصالات السعودية السورية انفراجا في تموز/يوليو نتج عنه قرار باعادة السفير السعودي الى دمشق وتزامن مع تكليف الحريري تشكيل الحكومة. وبتأثير من هذا التقارب، تم التوصل الى اتفاق على صيغة للحكومة اللبنانية من ثلاثين وزيرا، 15 منهم للاكثرية و10 للاقلية وخمسة لرئيس الجمهورية التوافقي.
الا ان العلاقات السورية السعودية تجمدت منذ ذلك الحين. وكانت هذه العلاقات تدهورت بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005، وتوجيه اصابع اتهام الى سوريا في الجريمة، الامر الذي تنفيه دمشق.
ويشير طرابلسي من جهة ثانية الى ان العلاقات السورية الاميركية التي اتسمت بالانفتاح خلال الاشهر الاخيرة، تأثرت بالتوتر الذي طرأ في الاسبوعين الاخيرين بين العراق وسوريا على خلفية التفجيرات التي وقعت في بغداد واتهام السلطات العراقية لسوريا بالوقوف وراءها.
ويؤكد مدير مركز كارنيغي للدراسات في الشرق الاوسط بول سالم ان التقارب الاقليمي ساعد على تهدئة التوتر في لبنان، الا ان الجمود الذي طرأ اخيرا انعكس سلبا على تشكيل الحكومة.
ويقول "ان تحسن العلاقات السورية مع لاعبين مهمين مثل الولايات المتحدة والسعودية اوجد توازنا مع فوز قوى 14 آذار (الاكثرية) في الانتخابات، ما ساهم في تعزيز موقع سوريا وتقوية حلفائها في لبنان".
الا انه يتحدث عن وجه سلبي مقابل في هذه العلاقات، قائلا "رغم هذا التقدم، وكما رأينا في الازمة بين سوريا والعراق، فان دمشق لا تزال تساوم بشدة، وتتسبب بالمشاكل، تساعد احيانا وتعرقل احيانا اخرى".
ويضيف "هذا جزء من اسلوب عملها، تحاول الحصول على المزيد من الولايات المتحدة ومن السعودية واذا امكن من لاعبين آخرين".
ومن الواضح ان مواقف العرابين الخارجيين تنعكس على مواقف الاطراف الداخلية.
وحث الرئيس اللبناني ميشال سليمان مساء الثلاثاء الاطراف على تسريع تشكيل الحكومة، مشددا على ضرورة اتمام ذلك قبل اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة التي تنعقد في منتصف ايلول/سبتمبر، ومحذرا من انعكاس "كل تأخير سلبا" على البلاد.
الا ان المحللين لا يبدون متفائلين بحصول ذلك.
وجاء في تحليل لصحيفة "النهار" المقربة من الاكثرية والصادرة الاربعاء ان "العنوان العريض الذي يقر به الجميع ان لا حكومة في المدى الزمني المنظور لان الامر تجاوز قدرة اللاعبين المحليين الاكثريين والاقلويين".
واضاف صاحب المقال ابراهيم بيرم ان "الازمة الحكومية برمتها صارت معلقة على شماعة الصراعات والحسابات الاقليمية والدولية".
وكتب رئيس تحرير صحيفة "الانوار" رفيق خوري من جهته "من المفارقات ان يبدو تاليف الحكومة عملية بالغة الصعوبة تتجمع في عقدتها خيوط الازمة الداخلية والازمات الاقليمية والدولية"، مشبها عملية التاليف ب"عقدة غورديان الاسطورية التي لا مجال لقطعها بالسيف ولا سبيل لحلها حتى الان بالعقل والحكمة".
غير ان بول سالم يذكر بان الوقت الذي يستغرقه تاليف الحكومة ليس امرا غير عادي في لبنان حيث لا مهلة محددة قانونا للتاليف.
ويقول سالم "هذا امر مؤسف، لكنه ليس استثنائيا".
وقد استغرق تشكيل الحكومة المنتهية ولايتها برئاسة فؤاد السنيورة التي تقوم حاليا بتصريف الاعمال شهرين في صيف 2008، فيما شلت ازمة سياسية عمل حكومة سابقة كان يتراسها السنيورة لمدة سنة ونصف السنة في 2006-2007.
وتسببت الازمة كذلك بشغور المنصب الرئاسي لمدة سبعة اشهر قبل ان يتم انتخاب سليمان في ايار/مايو 2008 اثر معارك دامية بين انصار الاكثرية والاقلية اسفرت عن مقتل اكثر من مئة شخص.
وجرت انتخابات نيابية في لبنان في حزيران/يونيو اتسمت بالهدوء وباجماع المراقبين الدوليين على ديموقراطيتها واحترامها المعايير المطلوبة. وكلف سعد الحريري، ابرز اركان الاكثرية النيابية، في 27 حزيران/يونيو تشكيل حكومة، الا ان جهوده لم تفلح حتى الآن.
وتدعم السعودية والولايات المتحدة الاكثرية التي من ابرز اركانها الحريري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط والزعيمان المسيحيان امين الجميل وسمير جعجع، بينما تساند دمشق وطهران الاقلية التي ابرز مكوناتها حزب الله وحركة امل الشيعيان والتيار الوطني الحر برئاسة النائب المسيحي ميشال عون.
وشهدت الاتصالات السعودية السورية انفراجا في تموز/يوليو نتج عنه قرار باعادة السفير السعودي الى دمشق وتزامن مع تكليف الحريري تشكيل الحكومة. وبتأثير من هذا التقارب، تم التوصل الى اتفاق على صيغة للحكومة اللبنانية من ثلاثين وزيرا، 15 منهم للاكثرية و10 للاقلية وخمسة لرئيس الجمهورية التوافقي.
الا ان العلاقات السورية السعودية تجمدت منذ ذلك الحين. وكانت هذه العلاقات تدهورت بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005، وتوجيه اصابع اتهام الى سوريا في الجريمة، الامر الذي تنفيه دمشق.
ويشير طرابلسي من جهة ثانية الى ان العلاقات السورية الاميركية التي اتسمت بالانفتاح خلال الاشهر الاخيرة، تأثرت بالتوتر الذي طرأ في الاسبوعين الاخيرين بين العراق وسوريا على خلفية التفجيرات التي وقعت في بغداد واتهام السلطات العراقية لسوريا بالوقوف وراءها.
ويؤكد مدير مركز كارنيغي للدراسات في الشرق الاوسط بول سالم ان التقارب الاقليمي ساعد على تهدئة التوتر في لبنان، الا ان الجمود الذي طرأ اخيرا انعكس سلبا على تشكيل الحكومة.
ويقول "ان تحسن العلاقات السورية مع لاعبين مهمين مثل الولايات المتحدة والسعودية اوجد توازنا مع فوز قوى 14 آذار (الاكثرية) في الانتخابات، ما ساهم في تعزيز موقع سوريا وتقوية حلفائها في لبنان".
الا انه يتحدث عن وجه سلبي مقابل في هذه العلاقات، قائلا "رغم هذا التقدم، وكما رأينا في الازمة بين سوريا والعراق، فان دمشق لا تزال تساوم بشدة، وتتسبب بالمشاكل، تساعد احيانا وتعرقل احيانا اخرى".
ويضيف "هذا جزء من اسلوب عملها، تحاول الحصول على المزيد من الولايات المتحدة ومن السعودية واذا امكن من لاعبين آخرين".
ومن الواضح ان مواقف العرابين الخارجيين تنعكس على مواقف الاطراف الداخلية.
وحث الرئيس اللبناني ميشال سليمان مساء الثلاثاء الاطراف على تسريع تشكيل الحكومة، مشددا على ضرورة اتمام ذلك قبل اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة التي تنعقد في منتصف ايلول/سبتمبر، ومحذرا من انعكاس "كل تأخير سلبا" على البلاد.
الا ان المحللين لا يبدون متفائلين بحصول ذلك.
وجاء في تحليل لصحيفة "النهار" المقربة من الاكثرية والصادرة الاربعاء ان "العنوان العريض الذي يقر به الجميع ان لا حكومة في المدى الزمني المنظور لان الامر تجاوز قدرة اللاعبين المحليين الاكثريين والاقلويين".
واضاف صاحب المقال ابراهيم بيرم ان "الازمة الحكومية برمتها صارت معلقة على شماعة الصراعات والحسابات الاقليمية والدولية".
وكتب رئيس تحرير صحيفة "الانوار" رفيق خوري من جهته "من المفارقات ان يبدو تاليف الحكومة عملية بالغة الصعوبة تتجمع في عقدتها خيوط الازمة الداخلية والازمات الاقليمية والدولية"، مشبها عملية التاليف ب"عقدة غورديان الاسطورية التي لا مجال لقطعها بالسيف ولا سبيل لحلها حتى الان بالعقل والحكمة".
غير ان بول سالم يذكر بان الوقت الذي يستغرقه تاليف الحكومة ليس امرا غير عادي في لبنان حيث لا مهلة محددة قانونا للتاليف.
ويقول سالم "هذا امر مؤسف، لكنه ليس استثنائيا".
وقد استغرق تشكيل الحكومة المنتهية ولايتها برئاسة فؤاد السنيورة التي تقوم حاليا بتصريف الاعمال شهرين في صيف 2008، فيما شلت ازمة سياسية عمل حكومة سابقة كان يتراسها السنيورة لمدة سنة ونصف السنة في 2006-2007.
وتسببت الازمة كذلك بشغور المنصب الرئاسي لمدة سبعة اشهر قبل ان يتم انتخاب سليمان في ايار/مايو 2008 اثر معارك دامية بين انصار الاكثرية والاقلية اسفرت عن مقتل اكثر من مئة شخص.