متمرد يساري وسجين سياسي سابق يصبح رئيسا للاورغواي

واليوم يعلن موخيكا انه اقرب الى الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، الذي يعتبره "مثالا" له، منه الى الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، وذلك لانه يجعل من "التفاوض الدائم محور سياسته".
وكان موخيكا، الذي ولد في 1935، احد مؤسسي حركة التمرد اليسارية المتطرفة "حركة التحرير الوطني-توبامارو" في ستينات القرن العشرين التي تبنت الكفاح المسلح ضد النظام الراسمالي والدولة "البرجوازية".

وعرفت هذه الحركة بعمليات مشهودة مثل هجمات على بنوك وكازينوهات وخطف كبار الموظفين والتنديد بالفساد.
وفي 1970 اصيب موخيكا اصابة بالغة بالرصاص وسجن قبل ان يشارك في اشهر عمليات الفرار من السجن في تاريخ الاورغواي التي شهدت فرار 111 سجينا من سجن "الحرية" في بونتا كاريتاس الذي اصبح مركزا تجاريا.

واسهمت عمليات حركة "توبامارو" حينها، في بلد يعاني من ازمة اقتصادية حادة، في تشدد وتلبد المناخ السياسي ما ادى الى انقلاب عسكري في حزيران/يونيو 1973.
واعيد اعتقال موخيكا في 1972 وبقي مسجونا في ظروف اعتقال قاسية وعزلة حتى عودة الديموقراطية بعد 13 عاما.

وبعد العفو الذي صدر في 1985 انخرط موخيكا في العمل السياسي، وفي تشرين الثاني/نوفمبر اصبح اول متمرد سابق ينتخب عضوا في مجلس النواب.
ويومها وصل موخيكا، الرجل القصير والسمين ذو الشاربين، الى مبنى البرلمان على متن دراجة نارية صغيرة مرتديا سروال جينز وقميصا، فطرده حراس البرلمان. ولم يرتد اول بزة رسمية في حياته الا بعد ذلك باربعة عشر عاما اثناء زيارة للبرازيل.

وعين وزيرا للزراعة (2005-2008) وتسببت صراحته الزائدة احيانا في اثارة الجدل كما حصل حين نعت الارجنتين المجاورة، الشريك الذي لا غنى عنه للاوروغواي، بانها امة "غير منطقية وهستيرية".
وتولت تربية موخيكا والدته اثر وفاة والده القروي المفلس، ونشأ على زراعة الزهور. واليوم يواصل اقتراح تنظيم مجالس وزارية في مزرعته الصغيرة في نواحي مونتيفيديو. وهو يخصص قسما من راتبه لمؤسسة تساعد صغار المنتجين.

وموخيكا (74 عاما) الذي يطلق عليه "بيبي"، تزوج منذ فترة قصيرة من متمردة سابقة هي لوسيا توبلانسكي التي قاسمته 25 عاما من حياته. وليس له اطفال.