نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


مخرجان فلسطيني وأسرائيلي لفيلم "عجمي" الذي يصور حياة الفقر في احياء يافا القديمة




باريس - هدى ابراهيم - يصور المخرجان الفلسطيني من اراضي الثمانية واربعين ابن مدينة يافا اسكندر قبطي والاسرائيلي يارون شاني في شريط "عجمي"، عالما مفتوحا على الفقر والتهميش في احد احياء يافا القديمة.


مخرجان فلسطيني وأسرائيلي لفيلم "عجمي" الذي يصور حياة الفقر في احياء يافا القديمة
والفيلم الذي عرض في افتتاح مهرجان "الشرق الاوسط: ما الذي تستطيعه السينما" في غياب مخرجيه، حصل على تنويه كعمل اول لدى عرضه في تظاهرة "خمسة عشر يوما للمخرجين" في مهرجان كان السينمائي الربيع الماضي.

وستقدم التظاهرة على مدى الايام المقبلة نحو خمسين فيلما روائيا ووثائقيا من فلسطين واسرائيل ولبنان والعراق.
وتتناول كل الافلام مواضيع سياسية او اجتماعية خاصة بهذه المنطقة ويغلب عليها الطابع الواقعي وكلها مقترنة بنقاشات تتناول راهن الشرق الاوسط من خلال السينما.

و"عجمي" اول عمل روائي طويل للمخرجين اللذين درسا السينما في اسرائيل سويا ويعملان على انجاز مشروع فيلم مشترك ثان، يستمد عنوانه من اسم حي فقير ومهمل في يافا.
وتأتي الحكاية مروية على لسان صبي يهوى الرسم ويحاول من خلال احاسيسه تحسين العالم من حوله، لكنه يبدو مطوقا بسياسات الافقار وتهديد بتهجير جديد.

ويسقط الصبي ضحية مجتمع مغلق محافظ خاضع لقوانين الثأر والعصابات وغارق في الدماء كما في كواليس تجارة واستهلاك المخدرات التي تحولت الى اكبر آفة تضرب فلسطينيي الداخل في مدن عدة، في يافا كما في عكا وغيرها.

وصور الفيلم باسلوب السينما الواقعية في حبكة درامية بوليسية. لكنه حافظ ضمن صيغته على صدق نابع من طبيعة معالجة الاحداث وتعامل المخرجين مع الممثلين الذين لم يكن احد منهم محترفا.
كما اعتمد على حوارات قاسية وسوقية مستمدة من الحياة اليومية في هذا الحي الذي يمزج شبابه وسكانه في كلامهم العربية ببعض العبرية.

وينقل الفيلم مفردات العيش والتعامل في الحي ويلتقط اللغة اليومية خاصة لدى فئة الذكور حيث يتدفق الكلام حافلا بالسباب والشتائم في بيئة محاصرة. وتظهر الشخصيات جغرافيا محشورة بين الابراج الاسرائيلية العالية لمدينة تل ابيب المجاورة والبحر الذي تعمل البلدية على تغيير معالم واجهته.

ويقدم "عجمي" في السينما لاول مرة تجربة جديدة مختلفة من تجارب فلسطينيي الداخل تعتمد على ممثلين آتين من المساكن الفعلية لحي عجمي وهم بالتالي يعرفون خباياه وجرائم المافيا التي يشهدها بل ان بعضهم ذهب افراد من عائلته ضحيتها. و يدفع الفقر والعوز واحيانا الحاجة السريعة للمال الشباب الى حضن الجريمة ليكونوا وقودا لها من اصغرهم سنا الى اكثرهم نضجا ومعظمهم اما بريء او يمس المخدر للمرة الاولى.

ويتناول الفيلم واقع الافراد الذين يصورهم ويتكلم عن الضائقة المالية للفلسطينيين، لكنه يشير في الوقت نفسه ومن الناحية الانسانية المطلقة الى الحصار الاقتصادي والتمييز الذي يعانون منه في واقعهم.
ويؤدي المخرج اسكندر قبطي بنفسه دور "بينجو" الشاب المرح والطباخ في احد المطاعم الذي رغم ايجابيته ونأيه بنفسه عن هذا العالم السفلي للجريمة ومحاولته الانتقال الى تل ابيب للعيش مع صاحبته اليهودية يكون مصيره الموت مثل الباقين.

يضاف الى هذا الواقع ازمة هوية الشباب الفلسطيني في يافا اذ ينقل الفيلم التخبط في العلاقة الازدواجية باليهود وانتماءاتهم ومشاعر الحب والخوف والحقد والقهر ومحاولات دائمة للتغيير تظل محكومة بالفشل.
وقد انتشر الفيلم على مواقع الانترنت للتحميل بشكل مجاني مقرصن. وكان العجمي قبل 1948 حيا عريقا بنته البورجوازية الفلسطينية خارج اسوار المدينة التي ظلت قائمة لغاية العام 1966 بمحاذاة شاطئ المتوسط.

وتحولت يافا الى مدينة مهمشة وتحول الحي العربي فيها الى ما يشبه "معزلا" يعيش فيه الفلسطينيون ومهدد بالزوال التام نتيجة المخططات الاسرائيلية.
وبعد عرض الفيلم ناقش كل من ليلى شهيد ممثلة فلسطين لدى الاتحاد الاوروبي والصحافيان الاسرائيلي ميشال فارشافسكي والفرنسي دومينيك فيدال اللذين علاقة الفيلم بالواقع.

وقال فارشافسكي ان "الفلسطينيين الذين بقوا في يافا ليسوا سكانها الاصليين بل اتوا من القرى والمناطق المجاورة في حين رحل سكانها الاصليون الى مخيمات غزة او الى لبنان". واضاف ان "سكان يافا اليوم مهددون بتهجير جديد." اما دومينيك فيدال رئيس تحرير صحيفة لوموند ديبلوماتيك الداعمة للتظاهرة، فقال ان بلدية المدينة التي حرمت السكان من ترميم بيوتهم وهدمت العديد منها على الواجهة البحرية "تسعى حاليا ومنذ وصول حكومة بنيامين نتانياهو الى السلطة الى تهويد الحي".

واتهم البلدية بانها "تهدم مزيدا من المنازل على الواجهة البحرية للمدينة لتحويلها الى منتجع فخم واستقدام اليهود الاغنياء اليها". واضاف فيدال ان وزير خارجية اسرائيل افيغدور ليبرمان الذي كان يعمل في مولدافيا حارسا لملهى يريد اخلاء البلاد من سكانها الفلسطينيين وطردهم" مشيرا الى ان "الفلسطينيين يشكلون 20 بالمئة من سكان اسرائيل وهو ما تعتبره اسرائيل خطرا ديموغرافيا عليها".

وكان فيلم "عجمي" عرض في عدد من المهرجانات وفي اسرائيل التي رشحته ليمثلها في مسابقة الفيلم الاجنبي لجوائز الاوسكار. وهي المرة الاولى التي يمثل فيها فيلم ناطق في معظمه بالعربية هذا البلد.

هدى ابراهيم
الجمعة 4 ديسمبر 2009