نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


مدير السي آي ايه يعترف باستخدام اساليب استجواب "مثيرة للاشمئزاز"





واشنطن - جيروم كارتييه / مع دان دو لوس- اعترف مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.إيه) جون برينان بأن وكالته ارتكبت سلسلة من الأخطاء في استجوابها لإرهابيين مشتبه بهم في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر.


وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) جون برينان  بان بعض عناصر جهازه استخدموا اساليب استجواب "مثيرة للاشمئزاز" بعد 11 ايلول/سبتمبر 2001 مشيرا الى انه من المستحيل معرفة ما اذا كانت ناجعة في الحصول على معلومات.

وقال برينان في مؤتمر صحافي استثنائي في مقر سي آي ايه نقل مباشرة عبر التلفزيون هو الاول في التاريخ الاميركي "ليست هناك اي وسيلة لمعرفة ما اذا كانت بعض المعلومات التي تم الحصول عليها (بفضل تلك الوسائل) كان يمكن الحصول عليها بوسائل اخرى".
ورفض استخدام عبارة "تعذيب" قائلا "اترك لغيري امر وصف هذه الانشطة" مشيرا الى ان الاستخبارات المركزية الاميركية "تحركت في مجال مجهول" بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.
واوضح "على مختلف المستويات، تحركت السي آي ايه في مجال تجهله. لم نكن مستعدين. كانت خبرتنا ضعيفة في احتجاز المعتقلين، فيما كان القليل من العملاء مدربين على اجراء استجواب".
ولم يندد ببرنامج الاستجواب لكنه اعتبر ان بعض عناصر الاستخبارات "خرجوا عن الاطار" المحدد لهم.
وبعد نشر تقرير برلماني الثلاثاء اتهم الوكالة، اكد برينان انها تبنت اصلاحات لمنع تكرار الاخطاء. كما رفض القول ان الوكالة ضللت الراي العام والسياسيين، على عكس ما اكد التقرير.
وبعد بيان من عدة دقائق اعاد رسم الظروف التي عملت فيها سي آي ايه اثر اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، رد برينان على الاسئلة وهو يزن كلماته محاولا تفادي مناقضة ما صرح به الرئيس باراك اوباما.
وكان اوباما الذي انهى العمل بهذا البرنامج حال توليه السلطة في 2009 قال بشان تلك الوسائل التي استخدمت بحق معتقلين "ان كل شخص نزيه يجب ان يعتبر ان التعذيب" متعارض مع قيم الولايات المتحدة.
وردت ديان فاينستاين الرئيسة الديموقراطية للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ التي اعدت التقرير الصادم، على مدير السي آي ايه نقطة بنقطة عبر تويتر وذلك اثناء ادلائه بتصريحاته.
وقالت فاينستاين ان "المعلومات الاساسية التي قادت الى (زعيم القاعدة اسامة) بن لادن لم تكن مرتبطة بتقنيات الاستجواب المبالغ فيها"، معتبرة ان "السي آي ايه تجعل بلادنا اكثر امنا واكثر قوة وليس التعذيب. علينا التعلم من اخطائنا".
ولاحقا، اشادت في بيان بمبادرة برينان الى تناول هذا الملف، ما يثبت ان "ادارة السي آي ايه مستعدة لتجنب تكرار ذلك".
واضافت "اتفق مع امور كثيرة قالها برينان"، مشيرة خصوصا الى عدم استعداد السي آي ايه وعدم قدرتها على تحديد فاعلية تقنيات الاستجواب المبالغ فيها للحصول على معلومات موثوق بها.
وفي ما يتعلق بالنقطة الاخيرة قالت "انه تغيير مرحب به في موقف السي آي ايه".
ويرى عدد من الجمهوريين البارزين بشكل خاص انه من دون هذه الاساليب، لما كانت الوكالة ادركت الدور المركزي لساعي اسامة بن لادن الذي دلها على موقع زعيم التنظيم المتشدد. لكن واضعي التقرير اعتبروا ان هذا القول مبالغ فيه، ويؤكدون ان مصادر اخرى كثيرة دلت على ذاك الرجل.
ومنذ نشر التقرير رفض البيت الابيض باصرار الادلاء بموقف بشان فاعلية التعذيب في الحصول على معلومات.
وقال جوش ارنست المتحدث باسم الادارة الاميركية الذي سئل مرارا بهذا الشان "السؤال الاهم هو +هل كنا مضطرين الى ان نفعله؟+ والاجابة هي لا" مضيفا ان اوباما يحتفظ بثقته كاملة بمدير السي آي ايه.
وتولى برينان ادارة وكالة الاستخبارات النافذة في اذار/مارس 2013، وكان حاضرا الى جانب اوباما في البيت الابيض يوم قتل بن لادن، في 2 ايار/مايو 2011، في عملية لفرقة كوماندوس اميركية.
وكشف التقرير المؤلف من 500 صفحة والذي نشر الثلاثاء ان وسائل الاستجواب التي استخدمت ضد المعتقلين المشتبه بانتمائهم الى تنظيم القاعدة والتي تشمل الضرب والحرمان من النوم والايهام بالغرق كانت اسوا مما كان معتقدا ولم تساعد في الحصول على مزيد من المعلومات من المعتقلين.
وعلق نائب الرئيس الاميركي السابق ديك تشيني الذي تولى منصبه ابان رئاسة جورج بوش الابن بين 2001 و2009، على مضمون التقرير بانه "كلام فارغ".
وقال تشيني لشبكة فوكس نيوز الاربعاء "لقد قمنا بما كان يفترض بنا القيام به تماما للقبض على المسؤولين عن اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 ولمنع شن اي هجمات جديدة وقد نجحنا في الامرين".
واشاد الرئيس الاسبق جورج بوش الاب بالجهود التي يبذلها عناصر السي آي ايه التي تولى ادارتها بين العامين 1976 و1977، وب"عملهم الاساسي اليومي لتبقى الولايات المتحدة آمنة".
لكنه دافع خلال مؤتمر صحفي نادر من مقر الوكالة في فيرجينيا ضد الاقتراحات التي تشير إلى أن محققي الوكالة يجب أن يخضعوا للمحاكمة.

وقال برينان: "كما تعلمون جيدا، نظرت وزارة العدل في هذا لعدة أعوام وقررت أنه لا توجد جرائم تستوجب المحاكمة".

وكانت لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ قد كشفت يوم الثلاثاء عن نتائجها المثيرة للجدل والتي تفيد بأن (سي.آي.إيه) نفذت أساليب استجواب وحشية أكثر مما تم إعلانه في السابق.

وأثار التقرير إدانة عالمية لـ (سي.آي.إيه) ودعوات لملاحقتها قضائيا.

وقال برينان إن وكالة الاستخبارات المركزية في عام 2001 لم تكن مستعدة لاحتجاز واستجواب السجناء، وإنها فشلت في وضع مبادئ توجيهية تنفيذية لما يطلق عليه كثير من الناس تعذيب ممنهج.

وأضاف "لا ينبغي تقديم اعذار عن الفشل في هذه الفترات القصيرة او التقليل من شأنها أو إنكارها". وتابع "في بعض الحالات ... فشلنا في الارتقاء إلى مستوى المعايير التي وضعناها لأنفسنا".

وأشاد برينان بقرار الرئيس باراك أوباما بحظر "تقنيات الاستجواب المعززة" عندما تولى الحكم في عام 2009.

وقال "أتفق انه كانت هناك أوقات تجاوز فيه ضباط وكالة الاستخبارات المركزية توجيهات السياسة الموضوعة"، موضحا انهم تخطوا حدود المبادئ التوجيهية.

يذكر أن برينان نفسه كان مسؤولا بارزا في الوكالة أثناء وبعد هجمات 2001 الإرهابية.

وقال إنه كان على علم آنذاك ببرنامج الاعتقال والاستجواب الذي كان يهدف إلى كشف الغطاء عن خطط لهجمات مستقبلية على الولايات المتحدة، لكنه لم يكن "ضمن التسلسل القيادي" ولم يضطلع بـ "إشراف إداري".

وكانت الوكالة قد نفذت عدة إصلاحات بعدما أوقف أوباما أساليب الاستجواب القاسية عام 2009.

- جيروم كارتييه / مع دان دو لوس - د ب ا
الجمعة 12 ديسمبر 2014