نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


مصارعو القمامة : استخدام السجناء لتنظيف كولوسيوم روما







روما - أنيتي روثر وألفيسي أرميليني - تخيم الفوضى بالفعل على المنطقة المحيطة بالمدرج الروماني "كولوسيوم" في روما ، مع تواجد أعداد كبيرة من السائحين يوميا لزيارة أحد أشهر المعالم الأثرية في إيطاليا. والآن يضيف السجناء إلى هذا المزيج.

وظهر الرجال ،الذين يرتدون ملابس العمل (أفرول) بيضاء اللون، في الآونة الأخيرة بالقرب من المعلم ذي الشهرة العالمية ، وهم يحملون أكياس القمامة الكبيرة على أكتافهم تحت مراقبة مستمرة من ضباط شرطة يقفون بالقرب منهم للحراسة.


 
لقد تم تكليف هؤلاء السجناء بتنظيف "كولي أوبيو" ،وهو متنزه بجوار الكولوسيوم تم بناؤه على أنقاض متبقية تحت الأرض لـ"دوموس أوريا" أو (القصر الذهبي) الفخم للإمبراطور نيرو.
وفي ذات يوم في الآونة الأخيرة ، وصل 18 سجينا إلى المتنزه ، حيث خرجوا من حافلة صغيرة جاءت بهم من سجن ريبيبيا ، وهو واحد من أكبر السجون في إيطاليا.
وقد لجأ مجلس مدينة روما ،التي تعاني من القمامة ونقص الأموال، إلى الاستعانة بالسجناء كجزء من مشروع تجريبي يضم وزارة العدل وسلطات السجون.
وتقول جابرييلا ستراماتشيوني ،أمينة المظالم العامة في روما لحقوق السجناء، إن المدينة وسكانها والسجناء يستفيدون جميعا من هذه الخطة.
كما يقول دانييلي فرونجيا ،عضو مجلس مدينة روما، :"إنها سبيل يتيح لهم رد شيء ما للمجتمع ، ووسيلة تتيح لنا إشراك السجناء ... لمصلحة المجتمع".
وبمجرد تنظيف منطقة الكولوسيوم ، يجب على السجناء تحويل اهتمامهم خلال الشهور الستة المقبلة إلى ساحات وحدائق أخرى في وسط روما.
الهدف التالي على قائمة المهمة هو ضواحي روما ، فضلا عن الملاعب الرياضية ومرافق أخرى ، مثل المكتبات.
وتقول ستراماتشيوني :"هؤلاء هم رجال صادرة بحقهم أحكام بسيطة نسبيا ، من أصحاب السلوك الجيد والذين لم يتبق من فترة العقوبة الخاصة بأي منهم سوى سنتين على الأكثر".
وأضافت أنه لا يتم اختيار المدانين بالقتل لمهمة تنظيف الشوارع ، وهناك رجل شرطة يعمل على مراقبة كل من هؤلاء السجناء. ولا يرتدي السجناء أي أساور مراقبة إلكترونية في الكاحل.
أما السائحين فيبدو أن المشروع قد حاز إعجابهم.
وعلق داني دراث ،المسافر مع عائلته من شمال ألمانيا ويراقب السجناء: "قبل أن تخلف أجسامهم علامة في أراضي زنزانة كل منهم ، فإن هذا أفضل لهم".
وقال :"نحن لسنا خائفين . من الجيد حقا أن يكون من الممكن الاستفادة منهم".
هذا المفهوم ليس بجديد ، حيث كثيرا ما يتم استخدام السجناء لتنظيف الطرق السريعة والأماكن العامة في الولايات المتحدة كوسيلة لإخراجهم من الزنزانة ، فضلا عن توفير أموال دافعي الضرائب التي تنفق على الأشغال العامة.
وهناك بالتأكيد الكثير من العمل الذي يمكن للسجناء أن يؤدوه في روما.
بعد تساقط الثلوج في الشتاء الماضي ، فإن هناك حدائق كثيرة لا تزال مغلقة ، كما أن الأشجار التي تضررت من الطقس مهددة بالسقوط ، بالإضافة إلى تراكم القمامة . إن وجود السجناء المكلفين بالتنظيف هو أمر عملي.
وتقول ستراماتشيوني إنه من الممكن أيضا أن يثبت السجناء أنهم مفيدون في إصلاح شوارع روما المتضررة . لقد أصيب سكان المدينة بالجنون بسبب كارثة الحُفر التي تسببها درجات الحرارة الناجمة عن تكون الجليد وذوبانه .
وفي بعض الحالات ، تكون الحفر بعمق أمتار ، حيث تبتلع سيارات كاملة.
ويحاول بعض من سكان روما أن يسلطوا الضوء على الوضع ، لدرجة عمل مسابقات حول من يمتلك حفر أكثر قبالة باب ممنزله الأمامي.
وقد أعلنت البلدية عن "خطة مارشال" لمعالجة الحفر ، حيث سيتم ملء ما لا يقل عن 50 ألف حفرة خلال 30 يوما. لكن الكثير من الناس يشككون في تحقيق نتائج ملموسة.
وقامت مجموعة من المتطوعين تدعى "تابامي" (املأني) بتنفيذ المهمة بأيديهم ، حيث قام المتطوعون بملء الحفر بأنفسهم دون الانتظار إنجاز مجلس المدينة للمهمة.
وسوف يتم الترحيب بالسجناء كذلك ، حسبما أشار كريستيانو دافولي ،أحد رواد المشروع. ويقول دافولي :"كل من يساعد في جعل هذه المدينة أكثر قابلية للعيش مرة أخرى يتم الترحيب به".
جدير بالذكر أن روما ،المحاطة بديون تسبب لها حالة من الشلل فضلا عن إخفاق الخدمات العامة، تعاني من مشكلات متوطنة مثل جمع القمامة والنقل العام.
وفي مسح سنوي لجودة الحياة لمقاطعات إيطاليا الـ110 ،والذي نشرت نتائجه صحيفة "إل سولي 24 أوري" الاقتصادية، تم تصنيف روما في المرتبة 24 ، بتراجع 11 مركزا عن عام 2016.
وتم انتخاب عمدة روما الحالية ،فيرجينيا راجي المنتمية لحزب "حركة خمس نجوم" المناهض للمؤسسات، بأغلبية ساحقة عام 2016 بعد فضيحة فساد كبيرة أسقطت منافسيها الاثنين - اليساري واليميني.
ومنذ ذلك الحين ، سعت /راجي/ جاهدة من أجل قلب الحال في المدينة ، وسط الصراعات الداخلية والاستقالات داخل إدارتها ، والاتهامات بعدم الخبرة وعدم الكفاءة.

أنيتي روثر وألفيسي أرميليني
الاحد 15 أبريل 2018