نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


ملفات "إم بي 3" تمكنت من إحداث ثورة في صناعة الموسيقى




برلين - لقد استحدث رجل الاعمال الامريكي الراحل، ستيف جوبز، الذي عمل رئيسا لشركة آبل للإلكترونيات، أول جهاز "آي بود" في عام 2001، من خلال تقنية "ألف أغنية في جيبك".


 

وقد دعمت الملفات من صيغة "إم بي 3" هذه الثورة، باستخدام بيانات صوتية مضغوطة، في اختراع ترجع أصوله إلى فريق من الباحثين في مدينة إرلنجن بولاية بافاريا الألمانية - وليس في ولاية كاليفورنيا الامريكية - وذلك قبل 25 عاما في تموز/يوليو عام 1995.
هذه التقنية التي قام الباحثون بتطويرها في منظمة "فراونهوفر سوسايتي" للابحاث، مكنت من وضع مئات الأغاني على قرص صلب صغير نسبيا.
ويعود مشروعهم إلى أبعد من ذلك، إلى تأملات طالب في عام 1982، عندما كان السباق مستمر للعثور على طريقة لجعل البيانات الموسيقية صغيرة بقدر يسمح بإرسالها عبر خطوط الهواتف الرقمية، أو الشبكة الرقمية للخدمات المتكاملة (آي إس دي إن)، مع الاحتفاظ بمستوى عال من الجودة.
واختار الباحث كارلهاينز براندنبورج ما بدا تحديا مستحيلا، موضوعه لبحث الدكتوراه الخاص به في قسم "الإلكترونيات التقنية" في إرلنجن. إلا أن المشهد التكنولوجي كان يتغير سريعا، وسرعان ما أمكن التغلب على تحدي الإرسال عبر تقنية الشبكة الرقمية للخدمات المتكاملة بفضل امكانيات أخرى.
وقرر فريق صغير في إرلنجن تحديد الجيل التالي من الصوت بالنسبة للإذاعة والتلفزيون، في مشروع تم تمويله بشكل رئيسي من جانب مشروع "أوريكا" التابع للاتحاد الأوروبي. ويقول برنارد جريل، الذي عمل ودرس إلى جانب براندنبورج: "لقد كان الامر جديدا تماما فيما يخص هذه المنطقة بأكملها، حيث أننا لم نبنِ أي من مثل هذه التقنيات من قبل"، مضيفا: "كما أننا لم يكن لدينا خبرة مع تقنية الراديو. لقد كنا نبدأ من الصفر."
ولم يكن عدم توفر المعرفة المسبقة هو التحدي الوحيد أمام فريق الباحثين.
وقد كان هناك الكثير من المنافسين في دنيا الأعمال أيضا. فقد لعبوا لعبة صعبة. ويسترجع جريل الاحداث قائلا: "لقد كنا باحثين، وقد استغل منافسونا ذلك جيدا، حيث جعلونا نبدو وكأننا نحلم بأمور يستحيل تنفيذها من الناحية العملية، وأنه ليس هناك شخص عاقل سيهتم بها".
ولم تتمكن "مجموعة خبراء الصور المتحركة" (إم بي إي جي) من الاتفاق على إجراء واحد، مما استدعى توحيد ثلاث طرق مختلفة لتشغيل الصوت والموسيقى عبر الإنترنت ومن خلال الراديو الرقمي.
واستمر براندنبورج في مراجعة عمله، كما قام مرارا بإدخال تعديلات على عملية الضغط حتى يبدو الصوت طبيعيا كملفات الـ "إم بي 3".
ولم يؤدِ كل العمل المرهق الذي قام به براندنبورج وزملاؤه من الباحثين - هاينز جيرهاوزر، وإرنست إيبيرلاين، وبرنارد جريل، ويورجن هير، وهارالد - إلى تجديد الإذاعة فحسب، بل أحدثت ثورة في صناعة الموسيقى بأكملها. وقد تضمن جزء من تلك الثورة، الاختراق الإجرامي.
ووضع باحثو إرلنجن "مبرمج مرجعي" على الإنترنت لاستعراض قدرات الـ"إم بي 3". وقد كان الترميز لمدة دقيقة واحدة فقط من الموسيقى، إلا أن أحد الطلاب تمكن من تجاوز هذا الحد في وقت التشغيل، وقام بتحميل النسخة المخترقة من البرنامج على الإنترنت. وقد نتج عن ذلك موجة "إم بي 3" التي بلغت ذروتها لأول مرة على منصة "نابستر" للخدمات الموسيقية.
ثم تسببت تلك الموجة التي تنتهي بـ "دوت إم بي 3"، في قلب صناعة الموسيقى رأسا على عقب.
وكان من الممكن وبين عشية وضحاها، مشاركة الموسيقى عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم، حتى وإن كان بث البيانات ينتقل ببطء شديد مقارنة باليوم.
واستغرقت الصناعة بعض الوقت لكي تتعافى، ولم تسترد عافيتها إلا في عام 2003، من خلال متجر "آي تيونز ميوزيك" وخدمات التدفق القانونية مثل "سبوتيفاي" في عام 2008. وعلى الرغم من العمليات المتكررة لإدخال التحسينات على عملية الانضغاط ، تعرضت ملفات "إم بي 3" وما خلفها من تقنيات لانتقادات مستمرة.
وقال الموسيقي الكندي، نيل يونج، إن المعترضين كانوا يقولون إن ملفات الـ "إم بي 3" كانت مجرد نسخة أفقر مما كانت عليه الموسيقى التناظرية من قبل.
وكان براندنبورج يتقبل بعض الانتقادات الموجهة لملفات الـ "إم بي 3" الاصلية.
ولكنه يقول إنه في ظل السرعات الأفضل لنقل البيانات، فإن العمليات الجديدة مثل الـ "إيه إيه سي" تعتبر جيدة جدا.

كريستوف ديرنباخ
الاحد 4 أكتوبر 2020