تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


من جزيرة "ليبيسا" الرملية إلى "وادي بينياليس" ... جنان بكر تقبع ساكنة غرب كوبا





بينار ديل ريو (كوبا) - بيثينتي بوبيدا - ترتبط صورة الجنة في الثقافة الغربية، في كثير من الأحيان، بالجزيرة الصحراوية بشواطئها الرملية البيضاء ومياهها البلورية الصافية العذبة، فضلاً عن أشجار جوز الهند والنخيل، وكوبا قدر الله لها أن تتحكم، فيما حولها، في أكثر من أربعة ألاف جزيرة رملية منخفضة تكثر فيها المستنقعات، وجزر أخرى صغيرة لا تزال بكرا لم تطأها قدم ..... لبعدها عن السياحة الجماعية التي تسود الأماكن المعتادة أو التقليدية مثل "هافانا" و"باراديرو".


تتحكم كوبا في أكثر من أربعة ألاف جزيرة رملية بعضها لا تزال بكرا لم تطأها قدم
تتحكم كوبا في أكثر من أربعة ألاف جزيرة رملية بعضها لا تزال بكرا لم تطأها قدم
إحدى هذه الجنات لا تزال مقصورة على القلة ! وهو أرخبيل "لوس كولورادوس" المعروف، والموجود في مقاطعة "دي بينار ديل ريو"، والتي تقع في أقصى الغرب من هذا البلد الكاريبي - كوبا.

وهناك مركب - معدية- يحمل يومياً الزائرين ويبدأ رحلته من رصيف "لا بالما روبيا" حتى يصل إلى "كايو لبيسا" أو "جزيرة ليبيسا الرملية" وهي الجزيرة الرئيسية والوحيدة التي تصلح لقضاء العطلات، حيث تبلغ مساحتها بالكاد 2ر5 كيلومتر مربع وبها شاطئ يبلغ طوله أكثر من ثلاثة آلاف متر، مما يجعله مثالياً لمن يبحث عن الهدوء والسكون ويريد الهروب من الزحام والتكدس والضوضاء.

وتشتهر الجزيرة أيضا بوجود الشعاب المرجانية أسفل مياهها .... كما يقول الخبراء أن بها 500 فصيلة ونوعا من الأسماك والكائنات البحرية الأخرى، إضافة إلى 200 نوع آخر من الإسفنج والطفيليات ونجوم البحر .... هذا إلى جانب مكان مفتوح لممارسة الغطس أو السنوركلنج وغيرها من الرياضات المائية، ويمكن الوصول لذلك المكان بالقوارب والزوارق أو اليخوت. وتحتوي الجزيرة على 23 نقطة مصرح بالغطس فيها ..... أما قاعدة الغوص هناك فتتبع المعايير العالمية بل وتقوم بإعطاء محاضرات ودورات تدريبية عن هذه الرياضة

وهناك فندق يضم 33 غرفة، إلى جانب أكواخ على رمال الشاطئ يكفي كل منها لفردين. ويقول "إلييثير رودريجيث" نائب مدير "فندق كايو ليبيسا" إن نسبة الإشغال تتعدى عندهم الـ90%، كما يؤكد أن الفترة التي يقضيها النزلاء في هذا الفندق عادة ما تتراوح بين ثلاثة أو أربعة أيام، لكن هناك أيضاً من يحجز الأكواخ لمدة تصل إلى أكثر من شهر ويستغل هذه الفترة للقيام برحلات قصيرة إلى الجزر الرملية المنخفضة التي تكثر فيها المستنقعات وكذلك رحلات إلى المناطق التي تقع على الأراضي الصلبة.

وفي مكان ليس بالبعيد يوجد، على سبيل المثال، الجزيرة الرملية "الميجانو دي كاسيجواس" المعروفة بشاطئها الصخري الذي يبلغ طوله 500 متراً، وحواجزها من الشعاب المرجانية. وكانت هذه الجزيرة الرملية هي المفضلة لدى الكاتب والصحفي الأمريكي "إيرنست هيمنجواي" (الذي ولد في 21 تموز /يوليو عام 1899 وانتحر في الثاني من تموز/يوليو عام 1961، وحاز على جائزة نوبل عام 1954 عن مجمل أعماله)، حيث قضي أوقاتاً كثيرة هناك (بين عامي 1930 و1940) وكتب عن هذه التجربة روايته الشهيرة "جزر في البحر"، وهناك أيضاً "كايو برايسو" أو "جزيرة الجنة الرملية" التي يمكن زيارتها والاستمتاع بضواحيها.

ونعود من جديد إلى "رودريجيث"، نائب مدير الفندق الذي يقول: "لدينا جاذبية خاصة ! نعم.... الاحتفال بالعام الجديد ! فنحن نقدم عشاء خاصاً ! شاعريا على أضواء الشموع حيث تمتد الطاولات على الشاطئ! كما يأتي السائحون على مدار العام، بما في ذلك الشهور غزيرة المطر مثل أيار/ مايو وحزيران/يونيو.

ولمن هم ليسوا من محبي البحر.... "بينار ديل ريو" تقدم أماكن سياحية طبيعية تقع على الأرض الصلبة، أهمها "البايي دي بينياليس" أو "وادي بينياليس"، وهو المكان الرئيسي الذي يبعد حوالي 150 كلم فقط عن منطقة "لا هافانا" والوادي وعن جزء كبير من سلسلة الجبال التي تحيط به...... ومنذ حوالي عشرة أعوام تم إعلان هذه المنطقة حديقة محمية ومنتزه وطني وبدءوا كذلك عملية ضم تراث الإنسانية التابع لمنظمة اليونسكو.

ونرى مساحة تمتد لأكثر من 700 كيلومتر مربع تكتظ بدرجات مختلفة من اللون الأخضر، بالإضافة إلى بعض التكوينات الجبلية بأشكال فريدة معروفة كربوات مستديرة، وهي الفريدة من نوعها في الجزيرة بأكملها.

إحدى هذه الربوات والتي يطلق عليها "الموجوتي دي بيتا" أو "ربوة بيتا" والتي يوجد بها تكوينات جدارية ترجع لفترات ما قبل التاريخ، على امتداد حوالي 150 مترا، وتسجل عملية تطور الجنس البشري والحيوانات.

هناك أيضاً في الوادي، العديد من الكهوف.... أهمها "الإنديو" وهو كهف من الحجر الجيري، بداخله يمكننا أن نقطع حوالي 200 متر سيراً على الأقدام و250 أخرى بالزورق، حيث يوجد جدولان يجريان أسفله وينبعان من نهر "سان بيثينتي".

كما يوجد في هذا الإقليم كهوف أخرى هي كهف "خوسيه ميجيل" وكهف "سانتو توماس".

جنباً إلى جنب مع الوادي نرى قرية "بينياليس" قائمةً بذاتها، تحافظ على صورتها الأصلية كمقر للمزارعين، الذين تتكون منازلهم بوجه عام من طابق واحد وتتميز بالأعمدة مختلفة الألوان التي تزين الواجهة.... وقد تم ترميم هذه المنازل ومعظمها الآن يستغل لنزول السائحين كبديل للفنادق الموجودة في هذه المنطقة والتي يقع الكثير منها داخل الوادي نفسه.

وعلى هامش الزيارات إلى عاصمة المقاطعة والجولات التي تنظم للأراضي الزراعية ومناطق الريف والتي تقوم على زراعة أحد أجود وأفخر أنواع التبغ في العالم..... ونذهب معاً إلى منطقة أخرى من المناطق التي توجد على المرتفعات وهي "سوروا" المنطقة الجبلية التي تتميز بمناخها الرطب قليل البرودة، والذي جعل منها مكاناً مناسباً للتنزه والرحلات القصيرة والسير على الأقدام لمسافات طويلة.

وبالنسبة للأماكن الأخرى التي يمكن زيارتها هناك منطقة "أوركيدياريو" وهي منطقة خاصة بزهور الأوركيدا أو السحلبية والتي تبلغ مساحتها 35 ألف متراً مربعاً، وتحتوي هذه المنطقة على 20 ألف نموذج من السحلبيات منها 130 فصيلة كوبية و700 نوع من مناطق أخرى في العالم

وفي عام 1943، قام المحامي "توماس فيليبي كاماتشو"، المولود في جزر الكناري، بإنشاء أحد مراكز البحث الرئيسية للاهتمام بهذه الأنواع من الزهور في أمريكا اللاتينية بأكملها

بيثينتي بوبيدا
الاثنين 14 يونيو 2010