نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان


من دولة العصابة إلى المحافظة 35








العارف بتكوين نظام العصابة الذي حكم سوريا منذ 1970 لا تفوته ملاحظة التغييرات البنيوية الجارية بشكل تدريجي في قلب النظام، الذي حكم سوريا حتى آب 2013، ولن يعود كما كان حتى لو انتصر واستعاد كافة اﻷراضي السورية، وهو ما يبدو مستحيلًا.


 
التغيير الذي أصاب بنية النظام بدأ مع دخول حزب «نصر الله» إلى اراضي السورية المجاورة للبنان، وبلغ نقطة اللاعودة مع وضع النظام تحت وصاية مزدوجة روسيةإيرانية بعد مجزرة الكيماوي. بكلمة أخرى، بدأ نظام العصابة يخرج من توصيفنا السابق له على أنه «نظام عصابة مستندة إلى تحالف أقليات ومدعومة بتوافق أمريكي روسي وإسرائيلي ثم إيراني مع غض بصر سعودي» إلى «نظام واجهة»، يمثل رأس حربة المشروع الاستعماري الاستيطاني الفارسي شرق المتوسط.
نحن نشهد اليوم تشكيل «إسرائيل» ثانية في المنطقة على ما يقتطعه اسد وزعران إيران من اراضي السورية. هذا المسار يستلهم التجربة الصهيونية في إسرائيل وتجربة تفكيك الاتحاد السوفييتي على يد «يلتسين».
المحتل الفارسي يجلب المرتزقة الشيعة من أفغانستان «لحماية المراقد»، ويساند الأسد في مخططه لتهجير السنة وتدمير مناطقهم، بهدف إحلال أقلية شيعية علوية مكانهم… كإسرائيل.
الفارسي يتحجج «بحماية اقليات» ويستشهد بمثال «تعايش» حزب إيران في لبنان و «حمايته» للتعددية اللبنانية… على حساب السنة.
يهدف المشروع الفارسي إلى المزاوجة بين الدولة اللبنانية المحكومة من الضاحية الجنوبية، وبين الدويلة العلوية المأمولة، والتي ستضمن حماية الحدود الشمالية سرائيل، بكفالة حزب «المقاومة».
المشروع الفارسي يستلهم جزئيًا تجربة تفكيك الاتحاد السوفييتي عبر الاحتفاظ بالجزء «المفيد» له من سوريا، أي دمشق وحمص والساحل مع الخط الواصل بينها مع «شعب» مكون من الشيعة والعلويين والدروز وبعض المسيحيين والسنة، من أجل الاحتفاظ بمظهر الدولة المختلطة. في ذات الوقت يجري تلزيم باقي أجزاء البلد إلى جهات «مضمونة» مثل «حزب العمال الكردستاني» و «داعش»، التي لا ترغب في مواجهة النظام ولا إيران نها تدرك أن هكذا مواجهة ستكون مكلفة بالنسبة للاثنين، ون عرض التقاسم الذي يقدمه التحالف العلوي الشيعي أكثر دسامة.
«داعش» مثل حكومات الجمهوريات السوفييتية السابقة، ترغب في إقامة «دولة» تكفل مرائها رغد العيش وتعيد لضباط مخابرات»صدام» السابقين، ممن يتولون قيادتها، مباهج السلطة والنفوذ.
هذا المشروع الذي نفصّله هنا لم يعد مشروع «عصابة» لا تريد سوى المال والنفوذ. هذا المشروع يدخل ضمن رؤية إمبراطورية فارسية توسعية، تستفيد من تخلخل البنية المافيوية لنظام العصابة بعد أربعة أعوام من الحرب لتستبدلها ببنية طائفية وعقائدية تخدم المشروع والنفوذ ايرانيين بمباركة «اوبامية» و «بوتينية».
هذا يفسر مشاريع الهدم التي تجري في المزة مثلًا، فما لم يتم هدمه بالبراميل يتم هدمه بالجرافات تحت أنظار «العالم المتمدن»، الذي لا يحرك ساكنًا أمام التدمير الممنهج لمدن السوريين وأحيائهم بالكامل.
العصابة اسدية كانت تمارس سابقًا تهجير السنة «بالمفرّق» وتنتفع من هذا التهجير عبر الموافقات امنية وجوازات السفر، أما السلطة الإمبراطورية الفارسية فلا تقبل بأقل من إبادة السنة أو تهجيرهم بشكل نهائي، وما حوادث غرق المهاجرين السوريين واختناقهم في الشاحنات سوى دليل جديد على المحرقة التي توقدها إيران.
إن صحت هذه النظرة للأمور، فهذا يعني أن رحيل «بشار» وعصابته لا يكفي، وأن التفاوض مع العصابة غير مجدٍ، ن السلطة أصبحت بالكامل في يد المحتل ايراني.
توصيف الوضع السوري بالاحتلال الاستيطاني الفارسي يوجب الانتقال إلى حرب تحرير على النمط الجزائري، ويعني أن كل من يضع يده في يد المستعمر هو «خائن» ولا نقاش معه سوى بالسيف.
-----------------
عنب بلدي


أحمد الشامي
الاحد 13 سبتمبر 2015