نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


نظام غبي لا تراهنوا على ذكائه





عندما توفي الشاعر الكبير نزار قباني وكان نزار بنظر نظام الأسد الأب معارضاً وغير منضبطاً, لكن حافظ الأسد اضطر تحت ضغط مكانة الشاعر أن يفتح أبواب دمشق لجثمانه وحدثت له جنازة مميزة لم يتوقعها حافظ الأسد في حينها.



ومع وفاة المخرج الكبير حاتم علي تكرر نفس المشهد إنما بظروف مختلفة, حاتم كان معارضاً لكنه حافظ على نمط معين من خلال مواقفه ومن خلال أعماله تفضح النظام لكن بطريق غير مباشر (تابع مسلسل العراب), ومع الفجيعة التي ألمت بالسوريين بوفاته لم يكن هناك بد أمام بشار الأسد من فتح ابواب دمشق لجثمان حاتم ليدفن بمقابرها, لكن نظام الأسد الإبن أصر على غباء والده وعلى تعنت أجهزة مخابراته, فغاب عن التشييع عبر مسؤوليه حتى من نقابة الفنانين.
أحد الفنانين المعارضين قال: "كنا نخشى أن يتمتع نظام الأسد بالذكاء ويشارك بالتشييع, ماذا لو سار بمقدمة المشيعين وزير الإعلام ووزير الثقافة ورئيس نقابة الفنانين ومدير الإذاعة والتفزيون وبعض المسؤولين, ونقلت ذلك وسائل الإعلام؟؟ كان بشار الأسد سيسجل نقطة غاية بالأهمية, لكنه نظام غبي لا يٌراهن على ذكاءه".
الجنازة ودون أي تحضير وبحضور عفوي فاقت التوقعات وأعادت بنا الذاكرة مشاهد جنازة نزار قباني وبتشييع المخرج حاتم علي اجتمع الأضداد, الموالون والمعارضون والرماديون, وهذا ما أزعج نظام الأسد.
كيف يتوحد السوريين؟؟
كيف تكون هناك جنازة بتلك الضخامة دون إجبار المخابرات للموظفين على الحضور ودون إجبار طلاب المدارس على التعطيل والحضور ودون إجبار العسكريين على ارتداء اللباس المدني والحضور كما حصل مع جنازة حافظ الأسد؟؟
معظم الفنانين كانت تصريحاتهم لافتة حتى الفنان عباس النوري المعروف بموالاته للنظام خرج عن المألوف وهاجم النظام عندما طالب بالتوقف عن سياسة الإلغاء والتغييب.
النظام شعر بالورطة وأحس أنه تلقى ضربة موجعة وغير متوقعة, فسارع كالعادة لتحميل أطراف محددة المسؤولية (نظرية بشار كويس بس اللي حواليه وسخين) وطالب بمهاجمتهم وتوجهت السهام كلها نحو نقابة الفنانين (كبش الفداء) التي غابت عن المشاركة بالتشييع (بحجة مرض رئيس النقابة) وغابت حتى عن نعوته باسم النقابة واكتفت بنقل الخبر فقط.
وضع اللائمة على نقابة الفنانين كانت نقطة غباء للنظام, فالجميع يعلم ان نقابة الفنانين تعتبر بنظر السوريين والفنانين أنها كـ أحد أفرع المخابرات وزهير رمضان يٌعامل ويتعامل بالنقابة كـ رئيس لأحد افرع المخابرات يطيح بمن يريد ويهدد من يريد ويفصل من يريد ويبقى على سدة النقابة حيثما يريد ووقتما يريد شأنه شأن سيده بشار الأسد وكل رؤساء أفرع المخابرات.
وبالتالي الجميع يعلم أن عدم نعوة المخرج حاتم علي من قبل نقابة الفنانين كانت بأوامر عليا, وعدم المشاركة بتشييعه كانت أيضاً بأوامر من نفس الجهة وهي فرع المخابرات الداخلي المعني بالنقابات ومنها نقابة الفنانين, وهل يجرؤ "أبو جودت" رئيس مخفر باب الحارة" على مخالفة التعليمات أو التصرف دون إملاءات؟؟
تشييع المخرج حاتم علي نقطة مضيئة سٌجلت للشعب السوري الذي ضاق ذرعاً بنظام فاسد يمارس سياسة الإلغاء حتى بالموت, ويمارس الاقصاء بالسياسة, ويمارس التجويع للشعب ... نظام مستعد لارتكاب كل الموبقات فداءاً للبقاء بكرسي السلطة
---------------
  كلنا شركاء

العميد الركن أحمد رحال
الاربعاء 6 يناير 2021