نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
الخميس 19 يونيو 2025
عيون المقالات

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس


هذا ما أعده الأسد وإيران في جبهة الساحل … فماذا أعددنا ؟؟





كثرت المطالبات بالفترة الأخيرة لفتح معركة الساحل بعد انتصارات جيش الفتح في إدلب كون الساحل هو الجبهة الأكثر إيلاماً للنظام والجبهة التي يمكن أن تكسر ظهره إذا ما استطاع الثوار التوغل والدخول إلى المدن التي تعتبر معقل رأس النظام.


ومع وصول (الأسد) وحليفته إيران وأتباعهما لقناعة رسمها صمود الحراك المسلح للثورة السورية على الأرض, من أنه لا يمكن حسم ووأد الثورة عسكرياً, بعد أن استطاع الثوار تحرير الكثير من المواقع وانتزاعها من براثن النظام, وكان آخرها تحرير مدينة إدلب وجسر الشغور مع أكبر معاقله العسكرية المتمثلة بمعسكري القرميد والمسطومة, وأمام عقم الهجوم الذي شنه حزب الله على القلمون وعدم قدرته على الحسم وتكبده خسائر فادحة اضطرته لإيقاف المعركة, وما يحصل الآن من صمود اسطوري لمئات المقاتلين في الزبداني وشبه فشل الهجوم الرباعي الذي تشنه الفرقة الرابعة وميليشيات حزب الله والجبهة الشعبية لأحمد جبريل وشبيحة الدفاع الوطني, وللهروب من هذا الواقع التقط النظام نصيحة روسية على لسان رئيسها (فلاديمير بوتين) نقلها وزير خارجية الأسد وليد المعلم لمعلمه وتقول: أمام عدم قدرتكم الحفاظ على سوريا الكبرى فعليكم الاحتفاظ بسوريا المفيدة, وجهزوا أنفسكم لحلولٍ سياسية لا مكان فيها للأسد, (وسوريا المفيدة تعني بالقاموس الروسي والأسدي الدويلة العلوية). النظام ومنذ بداية الثورة دعَم خطوطه الخلفية في جبهة الساحل خوفاً من فقدانه تعاطف حاضنته الشعبية, لعلمه أن خسارتها أو المساس بها تشكل ضربة قاصمة قد تطيح به خارج الحدود, لذلك وجدناه ينقل معظم أسلحته الثقيلة ومستودعاته الاستراتيجية وتخزينها في جبال عين الشرقية قرب جبلة, مع تشكيل لواء درع الساحل, هذا من الناحية العسكرية أما اقتصادياً فقد نقل معظم منشآت المدن الصناعية في ( عدرا وحلب وحسياء) إلى الساحل السوري. أهمية الجبهة الساحلية: هي الجبهة الأهم بالنسبة للنظام مع دمشق, لكنها الجبهة التي لا يمكنه التخلي عنها كونها تحوي 80% من الطائفة العلوية الداعمة للنظام سواءً كرهاً أو طواعية. وهي الجبهة الأكثر دعماً من النظام أيضاً سواءً بالقوة البشرية المتمثلة بتنظيم أعداد كبيرة من الشبيحة أو بقوة العتاد الذي تم نقله وتخزينه منذ بداية الثورة. ولها أهمية للثوار لتواجد أكثر من (1,5) مليون من السنة مرتهنون لدى النظام داخل مدن (اللاذقية , جبلة , بانياس ,طرطوس), يتعرضون لجرائمه ومجازره كلما ضيًق الثوار الحصار على ميليشياته. لكن كيف أعد النظام خطوط دفاعه عن الساحل (طبعاً كل تلك المعلومات أصبحت معروفة وليست بأسرارٍ عسكرية) : تواجد في ناحية كسب قوة عسكرية للنظام (غير معروفة العدد) تقوم بحماية معبر كسب الحدودي. إضافة لقوة أخرى في منطقة النبعين, مع أعداد كبيرة من قطعان شبيحة الدفاع الوطني في معسكر قرب سد بلوران. معسكر لجيش النظام في كل من زغرين والبسيط القريبتان من قسطل معاف وكسب, إضافة لفوج من القوات الخاصة تم توزيعه في منطقة مشقيتا وبلوران و كسب. قوات العقيد التركي المنشق علي الكيالي (معراج أورال) قائد جبهة تحرير لواء اسكندرون والتي تعمل بإمرة النظام السوري وقوامها بحدود 2800 مقاتل معظمهم من (علويي) إقليم هاتاي التركي المساندة للأسد. سرية من الحرس الثوري الإيراني تناور بين منطقة كسب وقمة النبي يونس. محطة لاسلكية راشدة إيرانية في موقع الصخرة في كسب وقرب القصر الإماراتي مخصصة لمراقبة الاتصالات (السورية والتركية) والتجسس مع مجموعة حماية إيرانية. أربع محطات تابعة لإدارة الاستطلاع تتموضع قرب قرية النبعين وفي مجدل صالح قرب قرية عرامو القريبة من جبل الأكراد خاصة بالتجسس ومراقبة الاتصالات وتحليل المعلومات. سيارة مجهزة بأجهزة مراقبة مع ثلاثة أشخاص تتواجد على مقربة من نبع المر الواقعة بين قسطل معاف وكسب. نصب محطة رادار للسطع الاستراتيجي (رامونا) اللاسلكية قرب قمة النبي يونس والتي تستطيع رصد حركة الطيران لمسافة تفوق (300)كم. إضافة لذلك هناك القوات التي تتواجد مقابل جبلي الأكراد والتركمان وعلى قمم الـــ 45 وتل سولاس وإنباته وبارودة والنبي يونس, ويتراوح تسليحها بين راجمات صواريخ ومدفعية ثقيلة وهاونات, إضافة للأسلحة المتوسطة والخفيفة, مع قيام النظام بتلغيم الكثير من المناطق المحيطة بتلك القمم وعلى الطرق والممرات الإجبارية بألغام م/د (مضادة للدبابات) وألغام م/أ (مضادة للأشخاص). مما تقدم ندرك أهمية المنطقة بالنسبة للنظام, وحشده لكل تلك القوات ويدرك الأهمية الخاصة لمنطقة كسب والبسيط بما تعنيه من إطلاله للثورة على البحر المتوسط في حال تحريرها, لكن هذا لا يعني بالطبع القدرة على فتح ميناء بحري للثوار ( كما سمعنا من البعض) لأن النظام يمتلك قدرات صاروخية بحرية ومدفعية تمكنه من قطع الطريق وتدمير أي عائمة بحرية (مدنية أو عسكرية) تقترب من الشواطئ السورية. أمام هذا الواقع يبقى السؤال ماذا أعدت الثورة لفتح تلك المعركة الهامة وماذا أعدت أيضاً لمواجهة توغلات النظام في المناطق المحررة لجبلي التركمان والأكراد ومحاولاته المستمرة لقضم بعض المواقع , وكانت قرية دورين واحدة من تلك المحاولات, ومؤخراً ومع أول أيام عيد الفطر قام النظام بفتح معركة وعلى أكثر من محور, من قمة النبي يونس إلى كتف الجلطة وتلة الشيخ محمد وكذلك في بيت عوان, بيت حليبية, الكندوسية, بيت ملق, بيت فارس, السنديان, رد الثوار وإن كان قوياً واستطاع التصدي والمواجهة ووقف التوغل واتباعها بالسيطرة على ثلاثة تلال صغيرة إحداها تلة عثمان إلا أنه لا يشكل ضماناً يمكن الركون إليه مستقبلاً. النظام وبمساندة من بعض الدول يعدون العدة لتغيير ملامح سوريا وقد تكون خرائط سايكس- بيكو قابلة للتغير, وهذا ما يبرز ضرورة إيجاد خطط تعاكس كل تلك الاستعدادات, تكون قادرة على إحباط مشاريع التقسيم, علماً أن جبهة الساحل تملك مقاتلين من أشجع مقاتلي الثورة السورية, مقاتلون صُقلت خبراتهم على مدار أربع سنوات من الصراع والمعارك مع ميليشيات النظام وينتظرون ساعة الصفر, ومع قناعتنا أن مقومات النصر أربعة: سلاح ورجال وإرادة ومسرح أعمال, يمتلك الثوار منها ثلاث ويبقى السلاح, فإن هذا الواقع يجبرنا على إعادة السؤال: هذا ما أعده واستعد له النظام … فماذا أعددنا لمعركة الساحل؟؟؟ -------------- كلنا شركاء

العميد الركن أحمد رحال:
الجمعة 24 يوليوز 2015